أبنائي الأعزاء
بالكتابة أو الأحاديث يوصل البشر رسائلهم الخبرية والمعلوماتية، وبالإشارات والعلامات أيضًا تصل الرسائل إن كان مرسلها من غير البشر. ومنذ سنوات وأمنا الأرض ترسل إلينا رسائل استغاثة وتحذير للوعي والتنبيه، ودعوات عمل للتنظيف والتنظيم، تقول فيها إن المناخ يتغير، جراء حرارتها المتزايدة، ومسطحاتها المائية الملوثة، وجليدها الآخذ بالذوبان. وأظهرت لنا أمنا الأرض حرائق غاباتها، وتلوث مياهها وهوائها، وتضاؤل مواردها. ومن الاستجابات كان تحديد يوم 22 أبريل من كل عام ليكون يومًا دوليًا لأمنا الأرض، وفيها نسعى لتعزيز الانسجام مع الطبيعة والأرض كوكب الحياة.
وجاءت فكرة "يوم الأرض" من رجل السلام جون مكونيل، ففي عام 1969 حضر مؤتمر اليونسكو وقدم اقتراحه، مرتكزًا على السلام واحترام المعتقدات والإيمان بالعلم. وبالفعل فإن حماية الأرض مرتبطة بحالة السلام والأمن التي يعيشها البشر، حيث تقبل الآخر، والأخذ بالعلم النافع كأداة للحياة الصحية والسليمة. إن الآمنين المطمئنين لا يعبثون بالبيئة ولا يلحقون بها الضرر، بينما مفتعلو الحروب يفعلون ذلك. ففي الحرب تستخدم الأسلحة والمادة السامة والمضرة فتلوث الأجواء، وتقضي على الحياة في اليابسة والماء، وتدمر المساحات الخضراء الزراعية وتؤثر سلبًا على الثروات النباتية والحيوانية. كما أن آثارها السلبية تدوم لمئات السنين وتظهر في المناخ والإنسان وعلى النبات والحيوان.
والزراعة المستدامة هي من أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030، لأنها زراعة قائمة على علم البيئة، ولأنها نظام يضم أنشطة تتعلق بإنتاج الحيوان وزراعة النباتات معًا، وتلبي احتياجات الإنسان الأساسية.
أبنائي الأعزاء، في باب موهبتي الجميلة لهذا العدد، سنتعرف على موهبة أحدهم في الزراعة، وكيف وظف شغفه الزراعي لنيل مراكز متقدمة في مسابقات علمية ومشاريع تنموية. وفي الختام نقول: شكرًا لكل يد زرعت ولم تقطع.