كنت أتجول في عزبة والدي نهارًا في أواخر شهر يناير الباردة وإذا تهفني رائحة ثمار زكية، إنها شجر السدر أو النبق فأخذت أبحث عن هذه الشجرة. 
تعد شجرة السدر من أهم أشجار المناطق الحارة الجافة ذات التربة الملحية، ومن الأشجار المعمرة التي تصل لعشرات السنين وموطنها شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام. وهي شجرة ذات أوراق بيضاوية عريضة وكثيفة وجذع طويل ولها أزهار خضراء ولها ثمار تسمى النبق أو الكنار في بدايتها تكون خضراء ثم صفراء وحمراء عندما تجف وهي ذات رائحة عطرية زكية وحلوة المذاق.

فوائد شجرة السدر
لشجرة السدر ظل وارف، يستظل تحتها الناس وتزرع للزينة، وتستخدم كسياج، وتعد أخشابها وقودًا، وأوراقها لرعي الإبل والماعز وبالإضافة لأكلها كفاكهة لها استخدامات طبية وكتوابل.
شجرة السدر غنية بالمعادن والفيتامينات، وذكرت بالطب النبوي كعلاج للكثير من الأمراض، بالأخص أمراض الجهاز الهضمي وقرحة المعدة والإمساك وجفاف العين واحمراره، وكمادة مطهرة لوجود مادة (الايمودين).

أنواع ثمر النبق
قديمًا بالكويت كان يوجد نوعان، الأول ذو شوك وسيئ الطعم ولا فائدة من ثمره ولا ورقه ويسمى (الضال)، وآخر عكس الأول ويسمى (العبري). وهناك أنواع كالنبق الكروي والذهبي والمضلع وغيره، وفي الكويت نوع يسمى (أم صليم).
وكما توجد أنواع مطعمة ووجدت بعضًا منها في المزرعة كالسدر الصيني وهو تفاحي مطعم ببلدي، وسدر تايلندي تفاحي كبير مطعم ببلدي، ونوع آخر سدر كشميري مطعم ببلدي بيضاوي الشكل، وكما توجد أنواع أخرى كثيرة.

شجر السدر والخرافات
كما قال والدي عن والديه بأنها كانت تعتبر شجرة عزيزة لا يكاد يخلو بيت منها، وكانت تحيك حولها الحكايات الشعبية والقصص الأسطورية المتعلقة بالجن والعفاريت، فكانوا يتباركون ويبتعدون عنها ليلًا، ويجلسون تحتها نهارًا. ويقال إنها تمنح جلساءها الصبر والقوة وكتمان السر.
وأخيرًا لابد من التنويه بألا يستخدم النبق كبديل عن الطب في العلاجات، ولابد من استشارة الطبيب قبل استخدامه كعلاج.