مخبوزات بطعم الأحلام

في أحد البلاد البعيدة، كانت تعيش فتاه اسمها حسناء مع والدها الذي كان يعمل خبازًا، وكانت حسناء تتمنى أن تمتلك من الأموال الكثير، لتستطيع شراء كل الألعاب التي تحلم باقتنائها، وكذلك ثيابًا جديدة بدلًا من ثيابها القديمة.
لم تكن حسناء تطلب شيئًا من أبيها؛ حتى لا ترهقه، فهي تعلم أنه لا يبخل عليها بشيء، وأن ما ستطلبه فوق مقدرته، لهذا كانت تجلس حسناء كل يوم في المساء وتمسك بالورقة والأقلام وترسم أحلامها الصغيرة، وتلونها.
تسلّلت حسناء ذات مساء إلى مخبز أبيها الصغير، وأمسكت بالعجين وأخذت تشكل من العجين كل ما تتمناه، فشكلت فستانًا جميلًا، وحليًا كثيرة: خواتم، وأساور، وشكلت ألعابًا كثيرة وعرائس، ثم شكلت بيتًا جميلًا له حديقة كبيرة، ولم تنس أن تشكل الكثير من الورود؛ لتزيّن بها حديقة المنزل.
وضعت حسناء أشياءها التي شكّلتها في صاجٍ كبير، وتركته ودخلت لتنام، وحين دخل والدها مخبزه بعد ذلك، أخذ يعمل ولم ير الصاج الذي وضعته حسناء، فقام برصّ الصيجان فوقه، وأدخلهم الفرن.
أخرج الأب الصيجان من الفرن وذهب ليبيعها، وتفاجأ بالصاج الذي صنعته حسناء، فتبسم، وقام بإبعاده عن بقية الصيجان لكنه تفاجأ بالناس جميعًا يلتفون حول الصاج الذي عجنته حسناء معجبين بتلك الأشكال الجديدة التي صنعتها، عارضين عليه أموالًا كثيرة لشرائها، لأن تلك الأشكال ستفتح شهية أطفالهم على تناول الطعام، وطلبوا منه أن يصنع لهم كل يوم أشكالًا جميلة وجديدة كهذه.
باع الأب كل الخبز، وربح أموالًا كثيرة، وذهب إلى السوق، واشترى لحسناء ثوبًا جديدًا، وألعابًا تشبه تلك التي شكّلتهم من العجين، ففرحت حسناء كثيرًا، وشكرت والدها، فقال لها: لا تشكريني فأنا لم أصنع شيئًا، فهذه الأشياء من صنعك أنتِ.
تعجّبت حسناء، فقص عليها والدها ما حدث، ففرحت، ووعدته أن تصنع كل يوم أشكالًا جديدة، وجميلة من العجين.