العدد (361) - اصدار (10-2022)

عيون غريبة... عيون مُدهشة! رجب سعد السيد

تتصدّر الوجه البشري عينان تؤدّيان وظيفة الرؤية على نحو يناسبنا تمامًا، ولكن لا يمكن مقارنتهما بما لِكائنات حيوانية أخرى من عيون تبدو لنا غريبة، إذ تُتيح لهذه الكائنات رؤية العالم على نحوٍ مُغايرٍ جدًا لأسلوب رؤيتنا. انظر، مثلًا، إلى العنكبوت الذي يُسمّى في موطنه البرازيل، بالعنكبوت المزخرف الطوَّاف، ويمكن وصفه بالأرقام، فله جسم من عقلتين، وثماني أرجل، ومن واحد إلى أربعة أزواج من المغازل التي يستخدمها في نسج شباكه، وثماني عيون تخدم الطريقة التي يمسك بها أجزاءَ طعامه. فإن كان يستخدم النسيج الشبكي في الإيقاع بفرائسه التي يتغذّى عليها، فإن عيونه تكون أصغر، وموزّعة ، وتفصل بينها مسافات متساوية. وإن كان العنكبوت مفترسًا يعتمد على حاسة الإبصار، فإن عيونه تتّخذ موقعًا مركزيًا، وتكون كبيرة الحجم. وتنقسم عيون هذا النوع إلى قسمين: زوج من العيون الرئيسية في الناحية السفلية، وبقية العيون ثانوية؛ ويختلف القسمان في التركيب الهيكلي والوظيفة، فبينما تتمتّع العينان الرئيسيتان برؤية حادّة، وبشبكية يمكنها أن تتحرّك خلف عدسة ثابتة-ممّا يساعد العنكبوت على تتبّع حركات فريسته- فإن العيون الثانوية تعمل على توفير مجال رؤية أوسع، ورصد كل مكوّنات المكان.