العدد (118) - اصدار (7-2002)
أبو القاسم تاجر عربي, كان يعيش في بغداد قبل ألف عام تقريباً, باع كثيرا واشترى, وجمع مالا لم يعد يستطيع أن يحصيه, بل لقد أصبح يتجنب أن يحصيه, خشية أن يحسده, وهو يرى أن كثرة النظر إليه, واستمرار حصره وعدّه يدفع إلى الإعجاب المتزايد به, ومن ثم حسده, وأول من يحسد المال هم أصحابه
كانت (زيلدا) الزرافة الوحيدة في حديقة الحيوان, وكانت جميلة ورقيقة, بعد ظهر أحد الأيام, استلقت لتنام قليلاً, أغلقت عينيهخا, وفجأة سمعت زئيراً.
نظر (خالد) إلى وجه جده, كان مليئا بالتجاعيد الكثيرة, قال له فجأة: - كم عمرك يا جدي?قال الجد: سنوات كثيرة يا ولدي, كثيرة جدا. قال (خالد): هل شاهدت العالم في بدايته يا جدي, أيهما أكبر أنت أم هذه الدنيا?
عند جدي فونوغراف قديم, وشجرة رمان كبيرة. يأتي الربيع, ويفتح جدي شباكه بعد طول إغلاق, ويحدق في أزهار الرمان الحمراء الجميلة, ويدير الأسطوانة فوق الفونوغراف, وينساب من بوقه الذي يشبه زهرة الرمان, صوت عذب رقيق, أشعر أنه آت من زمن بعيد: (سبحان من طرّز الياسمين في خديك بالجلنار). يطرب جدي, ويقول: سبحانه! ويتمايل من نشوته, ويردد: الله يا ست أم كلثوم!
فقد ولد هذا الكاتب لعائلة فقيرة بل ومدقعة الفقر, فأبوه كان إسكافياً (أي يصلح اهتراء الأحذية) وأمه كانت تعمل غاسلة لثياب الأغنياء, لكنه في آخر حياته وفق بأن يعيش في قصور الأغنياء ومقرّباً من عائلات الأمراء والملوك, وكل هذا حصل بحكم اجتهاده ودأبه الشخصي.