العدد (123) - اصدار (12-2002)
فوق تل في الريف بنى رجل منزلا صغيرا فكان جميلا وتحيط به الحقول والأشجار من كل جانب, وعندما شاهدت ابنته المنزل قالت له: إنه منزل جميل يا أبي, فقال لها: لقد بنيت هذا المنزل لأحفادي وأحفاد أحفادي من بعدي فأرجوك ألا تبيعي هذا المنزل مهما كان الثمن المعروض عليك. وعندما سمع المنزل الصغير
للشرفة اتساع, وفراغ, برودة في الشتاء, وحرارة في الصيف وتطل على ميدان كبير مزدحم بالسيارات والناس, وفي سمائه بعض الأدخنة.
كان أحمد يتجول في أرجاء المتحف الجيولوجي بصحبة العالم (ذهني), كان المتحف صامتا تماما, وعينات الصخور صامتة, وبقايا الحفريات صامتة, وصور طبقات الأرض بما فيها من معادن وأحجار كريمة صامتة أيضا, ورغم الشرح الشيق الذي كان يقوله العالم (ذهني), بدأ أحمد يشعر بالملل, قال للعالم:
صديقي... صديقتي... أحباب مجلتنا العربي الصغير بالرغم من أنني قد تجاوزت الستين من عمري إلا أنني أحمل في داخلي طفلا صغيرا قد تجدون بين الحين والآخر أحد رسوماتي لقصة في العربي الصغير, وبالرغم من استغراقي الشديد في العمل الفني في التصوير الزيتي وفن الباتيك إلا أنني أحرص على أن أقتطع من وقتي لأقدم لكم أحبائي في العربي الصغير بعضا من رسوماتي.
كان (جيرو) فأرا يعيش في بيت صغير في منتصف الجبل مع والديه, وكان سعيدا جدا معظم الوقت, ولولا تأنيب والده له على قذارته لتمت سعادته. فـ(فجيرو) يكون أبيض حين يكون نظيفا, وهذا لا يحدث غالبا, لأنه يهبط من مدفئة مطعم السيدة رامبو ليبحث عن بقايا الطعام لغذائه. واعتاد أبوه أن يقول له:
منذ طفولته كان إبراهيم يذهب مع والده إلى الفاخورة (حيث يُصنع الفخار) وهناك تعلم إبراهيم صناعة الفخار وصار عندما كبر فاخوريا كوالده وكجده وجدّ جدّه.