العدد (184) - اصدار (1-2008)

الأرنبُ والضبعُ والشجرةُ التي تتكلم.. ترجمة: ابتهال سالم ابتهال سالم

فلتنصت لما حدث في ذلك اليومِ الذي خرجَ فيه الضبعُ للتجوّلِ في الدغلِ (الشجر الكثيف)، تحت حرِّ الشمسِ الإفريقيةِ. كان يروح ويجيء، ويزمجرُ، ثم يقفُ، ويتذمّرُ مرةً أخرى. يقفُ ويذهبُ ثانيةً، كان يفعلُ ما هو طبيعي لضبعٍ يتحرّكُ في الدغلِ، ولكن هذه المرة، كان يتذمّرُ بطريقةٍ غير عاديةٍ لأن الجوعَ قد نال منه ولا يجدُ شيئًا يأكله

حيلةُ الغُراب يوسف البري

يُحكى أن الغرابَ في قديمِ الزمانِ كان من الطيورِ الجميلةِ شكلاً وصوتًا، وأنه كان يعيشُ في إحدى الغاباتِ البعيدةِ مع مجموعةٍ كبيرةٍ من الطيورِ الجميلةِ، التي كانت تتمتّعُ بريشٍ رائعِ الألوانِ. وفي أحد الأيامِ، سمعت طيورُ الغابةِ أن طائرَ الغرابِ، يريد أن ينظم «مسابقةً للجمالِ» يشتركُ فيها جميعُ طيور الغابةِ. فرحت الطيورُ كثيرًا لهذه الفكرةِ، وراحت تُعدُّ نفسَها لهذه المسابقةِ الجديدةِ

دجاجةُ «ثعلوب» يوسف حمدان

دجاجةُ «ثعلوب» كانَ لأحدِ المزارعين مزرعةُ دجاج صغيرةٌ، أوكلَ حراستَها إلى كلبِهِ «فرهود» الشرس. وفي أحدِ الأيامِ ذهب المزارعُ إلى سوقِ المدينةِ المجاورةِ للتسوّق، مصطحبًا معه عائلتَه، وكان «فرهود» قد سهرَ طوال الليلةِ الماضيةِ يحرسُ المزرعةَ، وبعد أن توارت العربةُ بالعائلةِ خلفَ المنعطفِ، فكّرَ أن ينامَ قليلاً عند المدخلِ

رانيا إنجيل أورياتا

رانيا كان يومًا حارًا، رانيا تحب الصيف لأسباب عدّة، أولها أن المدارس تغلق أبوابَها لمدة ثلاثةِ أشهرٍ هي العطلةُ السنويةُ. من نافذة غرفتها ومن كل نوافذ المنزل، تستطيع أن ترى الشاطئ الرّملي والبحرَ. ذلك اليوم، خرج والدها وأخوها فؤاد كالعادة إلى العمل، وخرجت أمها لتشتري ما ستطبخه للغداء. ورانيا تعتبر أن والدتها أهم طبّاخة في العالم

الكرسي المغرور ليلى الراعي

الكرسي المغرور كان الكرسي الوثيرُ يتوسطُ حجرةَ الصالونِ محتلاً موقعًا استراتيجيًا في قلبِ المكانِ، ومن حينٍ لآخر كانَ يمدُّ بصره في ثقةٍ حولَه، فيتأمّلُ بقيةَ الكراسي والأرائك التي تحيطه، فيهزُّ كتفيهِ في إشفاقٍ ويتمتمُ في سخريةٍ قائلاً: مسكينةٌ تلكَ الأثاثات الباليةُ، لا يكادُ يقتربُ منها صاحبُ الدارِ، أما أنا، فلكم أتمتع بمنزلةٍ رفيعةٍ في قلبِهِ