العدد (135) - اصدار (12-2003)

بيتنا الأرض فاتنة الكردي

يحكى أن امرأة توفي زوجها, وترك لها ثلاث بنات, أخذت تعمل ليلاً ونهارًا لتطعم بناتها, كبرت البنات وصرن جميلات كوجه القمر, فتزوجت الواحدة بعد الأخرى, وغادرن الأم. وبعد مرور سنوات عدة, مرضت الأم مرضًا شديدًا, وطلبت من السنجاب أن يذهب ليخبر بناتها

الطفل والغزال.. وليم شكسبير العربي بنجلون

في ذلكَ المساءِ الرَّبيعيِّ الجميلِ, تسلّلَ الطِّفلُ وليمْ شكسبيرْ إلى حديقةِ السيّدِ لوسي شارْلكوتْ... وتقدّمَ بخُطى بطيئةٍ هادئةِ نحو غزالٍ صغيرٍ, كان قابعاً تحتَ شجَرةٍ ظليلةِ, يملّي عينيهِ بألوانِ الورودِ والزهورِ العبقةِ بأريجهَا الذكيِّ, وبزقزقةِ الطيورِ, ورفرفةِ الفراشاتِ الملوّنةً

جدو عبدو والكمبيوتر عبدالتواب يوسف

يوسف الصغير, يطيب له أن يجلس مع جدّه, وإلى الكمبيوتر معا, لأنه يرى أن الجمع بينهما يثمر شيئا طريفا. الجد ينتمي للماضي والتاريخ, والكمبيوتر يركز على الحاضر والمستقبل, ومن هنا تنشأ بين الطرفين خلافات, ونزاعات, ومشكلات, تجعل الصغير باسما ضاحكا

رحلة برية لطيفة بطي

اقترح جدي علينا رحلة إلى البر, فكان أن حملنا عدتها من الطعام والشراب وبعض الملابس الثقيلة, سماء البر انتشرت على صفحتها الغيوم المتشابكة والمتباعدة إلا أنها كانت تبدو لنا نظيفة وجميلة لا تلوثها أدخنة المصانع وعوادم السيارات, وكان الأفق يتضح لنا جليّا بأشعة الشمس التي تغامر بالتسلل كل حين بين ندف الغيوم فلا يصطدم ضوؤها بالبنايات الشاهقة المتنافرة في أحجامها وألوانها, صوت الريح هو الصدى الوحيد الذي يلف المكان يحرك حبات الرمل أو يعانق الأعشاب القصيرة, على مرمى النظر أمامنا امتد سهل أخضر يمتلئ بالزهور البرية البيضاء والصفراء

ليس كل ما نتمناه?! مجدي نجيب

القطة التي يملكها صديقي (محسن), تتميز عن غيرها من القطط بحب تقليد صاحبها في القراءة, سواء الكتاب.. أو الجريدة, أو المجلة, فتلهو بالمطبوعات. تقلب صفحاتها, وتتفرج على الحروف, وتندهش للصور والرسوم

ذكريات الراعي (أبو منذر) بسمة الخطيب

قرأ العربي الصغير في كتاب المطالعة الصيفية درسًا بعنوان (الراعي والقطيع). في الدرس وصف لحياة راعي الأغنام والماعز, الذي يسرح مع قطيعه في الحقول والبراري, وبينما الماشية تأكل الأعشاب الخضراء وتمشي على مهل, يروح الراعي يعزف على نايه المصنوع من القصب, أو يغني المواويل التراثية الجميلة. وعند مغيب الشمس يعود الراعي إلى بيته, ويدخل الخراف والماعز إلى الحظيرة, ويقفل جيدا الباب كي لا يسرقها لص أو يأكلها ذئب

الأسد السعيد فايزة رشاد أحمد

يحكى أن أسدا كان يعيش في إحدى حدائق الحيوان وكان سعيدا للغاية, ففي كل صباح يزوره ابن حارسه أثناء ذهابه إلى المدرسة ويلقي عليه تحية الصباح وبعد الظهر يلقي ناظر المدرسة عليه التحية, وفي الصيف كانت الحديقة تزدحم بالزوار الذين يلقون عليه التحية ويطعمونه ببعض اللحم, وكان الأسد سعيدا بوجودهم لأنهم كانوا يعزفون الموسيقى التي يحبها جدا ويقول لنفسه: أنا أسد سعيد فلي أصدقاء كثيرون وكلهم يحبونني

الصقور الذهبية سها سعيد

يعد الصقر الذهبي من أضخم الطيور. فهو, حين يفرد جناحيه نجد عرضهما أكثر من مترين! كما أن وزنه يصل إلى ستة كيلو جرامات مما يجعل منه طائرا مهيبا. ورغم وجود الصقر الذهبي في منطقة الربع الخالي الصحراوية التي تمثل جزء كبيراً من شبه الجزيرة العربية, حيث يحلق فوق الرمال والسهول المغطاة بالحصى

أزهار النرجس البرية بحر الدين قهّار

لم تكن سوى زيارتي الأولى للقرية, ولم أكن قد دخلتُ قرية من قبل, ولم أكن أعرف ماهي. يوماً ما قالت لي أمي وهي تصف القرية إنها مكان يواجه فيه المرء الصعاب ويشعر بالوحدة. ويومها لم أكن لأدرك سبب ما قالته أمي

النملة والصرصور ايمان بقاعي

صحيح أن الشتاء كان قاسيا, لا بسبب أمطاره وثلوجه فحسب, بل لأنه ترافق بالجوع الذي لم ترحم النمال مظاهره المتمثلة في ارتجاف جسد الصرصور ونحوله وارتجاف شفتيه وذل السؤال في عينيه, ذلك الذل الذي كاد ينقلب بكاء أمام الأبواب التي أغلقت في وجهه, لكنه لم يقل, لأن الصرصور حاول أن يظل محتفظا بكرامته, وانسحب إلى وكره مرتعشا, متمنيا أن ينقضي هذا الفصل البارد بخير, راجيا أن ترى عيناه بدايات فصل الربيع كي يحول نمط حياته إلى وجهة جديدة تخلصه مما هو فيه الآن من برد