العدد (191) - اصدار (8-2008)

كيسُ الأحجارِ... لطيفة بطي لطيفة بطي

سالمٌ يأكل بنهمٍ شديدٍ، ولم يحدث أبدًا أن وُضِع طعامٌ أمامه فرفض شاكرًا لأنه يشعر بالشبع أو لأنه لا يرغب بالأكل في غير وقت الأكل، في المنزل وقبل أن يتوجه لحجرته ليغيرَ ملابسَه يقوم بغارةٍ سريعة على المطبخ ليستكشف الطعامَ الذي أعدته أمه، يتناول ملعقتين من السلطة ، يخطف جناحَ دجاجة وكوبًا من الشوربة، وعند وضع المائدة واجتماع الأسرة يكون الأولَ وينصرف آخرًا

الأنف الثقيل فاضل السباعي

قالت له أمُّه: - لا تعبثْ بأنفك، يا سمعان! قال متعلِّلا: - ولكنه مازال يدعوني إلى أن أحكّه، يا أمي؟ قالت وكأنها تمازحه: - لا تستجبْ.. لدعوته! كانت «حبّةٌ» صغيرة قد ظهرت على أرنبة أنفه في الصباح. وعند الظهيرة احمرّت الحبّة وكبِرت. لاحظت أمُّه ذلك، فتوجّهت إليه بنُصحها. كانت عندهم، في المساء، صديقةُ أمّه، الجارة «أم عبده»، التي يراها سمعان تثرثر كثيراً، قالت تتوعّده

حكاية قطرة ماء مها ناجي صلاح

لم تنمْ ذرةُ الهيدروجين تلكَ الليلة، غرقتْ في أفكارِها ولمْ تلحظْ ضوءَ القمر الذي تسلّلَ من الشرفةِ كعادته كلّ مساء كي يلعب معها، لكنه حينَ رآها منشغلةً لمْ يشأ أن يزعجها وحمل أطرافَ ثوبه الفضي وخرج بهدوء. في درس اليوم تعلمت ذرةُ الهيدروجين أشياء كثيرة عن العالمِ خارج بيتها (المختبر) وعرفت أن هناك ذراتٍٍ أخرى غير بني جنسها تعيش في هذا العالم وأن بعضها ثقيلٌ جدًا وأن ذرات الهيدروجين هي الأخفُ وزنًا بينهن جميعًا

صندلُ الأزرار ِالملونةِ لينة الدسوقي

عاشت «لولوة» مع أمها وإخوتها في بيئة فقيرة بعد أن مات والدها وترك لهم مبلغًا قليلاً من المال يواجهون به صعوبة الحياة. كانت «لولوة» تحلم أن يكون عندها صندل جميل يشبه صندق صديقتها «نور»، طلبت من والدتها أن تشتري لها واحدًا. ذهبت الأم إلى السوق واشترت لها صندلاً أبيض رخيص الثمن لا يوجد عليه أي نقوش أو ألوان

مقعد 6 في عربة 6 ماجد جورج

كنت سارحة مع أفكاري عندما أطلق القطار صفارة طويلة بدت كأنها خرجت من حلق ماردٍ عملاقٍ، منبهة أن الوقتَ قد حان ليغادر المحطةَ، نظرتُ من النافذة التي كنت أجلس ملاصقةً لها أتابع حركة الركاب والباعة على الرصيف، والقطارُ يتحرك ببطء والمودعون يلوحون لذويهم وأقاربهم، وترامى إلى سمعي بعض كلمات الوداع مثل مع السلامة، طمأنونا بمجرد وصولكم، كونوا على اتصالٍ.. إلخ