العدد (142) - اصدار (7-2004)

الشجرة محمد عزت المطيري

من كثرة ما جلسنا تحتها, صارت الشجرةُ ملعبَنا, ونادينَا, وبيتنا, وخزانةَ أسرارنا, التي لا تبوحُ بها لأحدٍ غيرنا. ومن شدة خوفنا عليها, غرسنا أشجارًا كثيرة حولها لتؤنسها في وحدتها, إذا غبنا يوما عنها, وطلبنا من الأصدقاءِ الآخرين أنْ يحذوا حذونا, فغرسوا الأشجارَ أمامَ بيوتِهم وخلفَ مدارسِهم

فتيات القناديل لطيفة بطي

كانت سارة ذات يومٍ بصحبة أُمِّها في أَحَدِ المتاجرِ عندما رأت عقدًا ذهبيًا يحتوي على لؤلؤةٍ براقةٍ وجَميلة. رغبت سارة بالعقد كثيرًا لكن لم يكن معها مال يكفي لشرائه. وقالت لها أمها إن كانت ترغب به فعليها أن تعتني بدراستها, فتشتريه لها هدية نجاح, أو توفر من مصروفها ليمكن لها الحصول عليه

سيدات صغيرات ايمان بقاعي

عند البوابةِ السوداءِ الحديديةِ الأنيقة, الحارسة ثلاثة طوابق, وقفت (ماما عصمت), خالةُ الفتياتِ الصغيراتِ, اللواتي لا تفصل بين أعمارِهن إلا سنة, وكبراهن في الثالثة عشرة, وقد انتظرت إيابهن من المدرسة, وشقّت البوابةَ, واضعة على رأسها (إيشارباً) صغيراً يشبه (إيشارب) الدمى الروسية(ماتريوشكا) التي لديها الكثير منها موزعة في صالونها, ونادت بصوتها الرفيع, إذ لمحتهن يقتربن

الصغير الكبير العربي بنجلون

أنَّا لِسانُكَ الَّذِي تتكَلَّمُ بِهِ, وأُذُنُكَ الَّتِي تَسْمَعُ بِهَا, وَعَيْنُكَ الَّتِي تَرى بِهَا, وَعَقْلُكَ الَّذي تُفَكِّرُ بِهِ. أَنَّا صَديقُكَ فِي ضيقِكَ, وَمِصْبَاحُكَ السِّحْرِي, الَّذي إذا أضَأْتَهُ, يَقُولُ حينًا: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ, أنا بَيْنَ يَدَيْكَ...اضْغَطْ عَلَى الزِّرِّ, اْصِلْكَ حَالاً بمنْ تَطْلُبُ وَتَرْغَبُ

أسطورة من أساطير التتار من هو الأقوى? هنري جوجو

سوسلان هو أقوى رجل في بلده وأكثر جرأة وأكثرهم حمية. عندما كان المحاربون الشبان يتمرنون على رمي القوس كانت كل سهام سوسلان تذهب رأسًا إلى هدفها. أترابه كانوا ماهرين, وإذا ذهبوا إلى شاطئ النهر يرمون الحجارة إلى طرفه الآخر بحيث تكون أثقل فأثقل فإن سوسلان هو أيضًا من كان يجعل القطع الأكبر من الصخور تصغر في الهواء بحيث لم يكن الآخرون مجتمعين يستطيعون رفعها. لم يكن له منافس في قريته وكان هذا يجعله حزينا قلقا. وهكذا كان المجنون المتغطرس الذي لا يرضى أبدًا

السفر يوسف أبورية

ترك قطار الصباح المحطة, وكان الولد يعشق السفر, ولا يستطيعه, لأنه مشدود إلى شوارع بلدته دون إرادة منه. اليوم عزم على الرحيل إلى خارج حدودها. سار مع الخط الحديدي للقطار. ترك مبنى المحكمة, والساحة الشعبية, وجسر النهر, ها هو يوغل في الطريق إلى المدينة البعيدة

فراشة سوداء رشا حسين عبدالرازق

في حديقة كبيرة, كبيرة, تملؤها فراشات صغيرة, تطير هنا وهناك, تشرق الشمس وكل فراشة تفرد أجنحتها, وتنتقل من وردة لأخرى, ولكل فراشة لون جميل يزداد جمالاً مع ضوء النهار, كل الفراشات ملوّنة ألوانًا زاهية تشبه ألوان الأزهار وأحيانا تنام فراشة على ورقة الوردة فلا نعرف مَن منهما الوردة ومَن منهما الفراشة