العدد (146) - اصدار (11-2004)

فأر في السُّوقِ.. وآخرُ في البيتِ ياسينُ بهوش

اهتَدَى رجلٌ محتال إلى فكرةٍ يمكنْ من خلالِهَا استثمارُ الفَأْرينِ اللذينِ يحتفظُ بهما في بيتِهِ عدّة أسابيعَ. وكانَ طوالَ الوَقْتِ يفكِّرُ, ويُجْهِدُ دهنَهُ في البحْثِ عَنْ طريقةٍ مثلى للاستفادةِ منَ الفأرينِ. وكانَ يعيشُ معَ زوجتِهِ في فقْرٍ دائمٍ. واشتهرَ بكونهِ محتالاً, لا يثقُ بهِ أحدٌ. ومضَى إلى زوجتهِ ليخبرهَا بالفكرةِ التي ستخلِّصهُما منْ حياتهمًا البائسةِ. وقالَ لها: (إذَا نفّذْتِ الخطّة التي سأقْترحُ عليكَ, فأنَا أعدُكَ بأننًا سنتخلَّصُ من الفقرِ بصفة نهائيةٍ)

وداعًا للرُّعب سناء شبّاني

ذهب سامر لزيارة صديقه عماد, وأخذ معه بعض القصص التي قام باستعارتها من مكتبة المدرسة. استقبله صديقه أحسن استقبال وفرح لرؤيته. وجلسا يتسامران. ما إن مرّت دقائق قليلة حتى علا صوت شقيقي عماد من الغرفة المجاورة. نشب بينهما شجار وراحا يتعاركان. لم يتحرّك عماد, بل راح يقلّب صفحات أحد الكتب. لم يُحدّث صاحبه ولا صاحبه حدّثه. أراد سامر أن يتصرف صديقه قبل أن يُلحق أحد شقيقيه الأذى بالآخر

الحقيبة التي كبرت لطيفة بطي

في الصباح كان سامي يلعب مع أصدقائه لعبة الورق, أرادت أخته سارة مشاركتهم اللعب, لكن سامي رفض وقال: أنت لا تعرفين اللعب يا سارة, أنت لازلت صغيرة! عند العصر كانت سارة تلعب مع ابنة الجيران ثم دب شجار بينهما فعلا صياحهما, انتهرت الأم ابنتها سارة وقالت: كفّي عن الإزعاج يا سارة, أنت كبيرة

معطف الحكايات أميرة غريب

كان جدي يسكن وحيدًا في قريته البعيدة عن مدينتنا. لكننا, أحفاده من أبنائه وبناته, كنا نزوره بلا انقطاع. فالأحفاد الكبار يزورونه في الصيف أسبوعا أو أسبوعين, والصغار يمضون عنده شهرا أو شهرين. أما أنا فقد اعتدت أن أقضي عنده إجازة نصف العام, بالإضافة لإجازات الأعياد وبالطبع الإجازات الصيفية المطولة

عيد سعيد عبدالعزيز تاعب

جابر, معين, وفراج أصدقاء مخلصون يقضون أكثر أوقاتهم معًا, يدرسون العلم, أو يقرأون القرآن, أو يذكرون الله, فإذا جاء المساء عاد كل منهم إلى داره سعيدًا, مملوء القلب بالرضى والثقة والطمأنينة. فلما كان اليوم الأخير من رمضان, عاد جابر إلى داره قبيل الغروب, وجلس يذكر الله راضيًا, طيب النفس في انتظار موعد الإفطار, فبينما هو كذلك, إذ سمع طرقًا على الباب, فقام ليفتح, فإذا صديقه معين

حجر الشوربة (قصة برتغالية) تيوفيلو براجا

كان هناك رجل فقير, جاع وهو يسير في طريقه. واصل الرجل طريقه حتى وقف أمام باب دار أحد الفلاحين. طلب من أهل دار الفلاح حسنة يتقوت بها. لكنهم لم يتكرموا عليه بشيء. وكاد الرجل الطيب أن يقع لشدة جوعه. فقال لهم: سترون بأعينكم الشوربة التي سأعملها من قطعة حجر. وأمسك حجرًا من الأرض, وخلعه, ودقق فيه ليرى إن كان صالحًا لعمل شوربة منه أم لا.وأهل الدار يضحكون على الرجل الطيب وعلى ما يحاول أن يعمله