العدد (148) - اصدار (1-2005)

أبنائي الأعزاء سليمان العسكري

هذه هي الأيام الأولى من عامنا الجديد, وهي تحمل الأمل لك ولنا ولكل الناس, ولا يعني هذا أن المشاكل التي خلفها العام الماضي قد انتهت, ولكن أصبح أمامك فرصة جديدة لمواجهة هذه المشاكل بروح جديدة وفكر منفتح, إن عامًا جديدًا يضاف إلى عمرك يجب أن يكون خطوة إلى الأمام على طريق النضج, ليس فقط أن يزداد طـولك أو يخشّن صوتك, ولكن أن يكبر عقلك أيضا ويتسع مدى تفكيرك, وبذلك تكتسب مزيدًا من الخبرة والقدرة على مواجهة المشاكل التي قد تصادفها

الإسلام حضارة هيثم خيري

نحن ندرس في الصفوف المتقدمة مادة الكيمياء, ومثل أي مادة دراسية علمية أخرى, لم تبدأ اليوم, بل بدأت منذ زمن بعيد. وبالرغم من أن علم الكيمياء مستمد من الحضارة الفرعونية القديمة, إلا أن العلماء المسلمين في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية, اشتغلوا بعلم الكيمياء, فأعادوا تأسيسه من جديد وتقدموا فيه بشكل كبير, في الوقت الذي كانت تعاني فيه الكثير من حضارات العالم من التدهور

بيتنا الأرض محمد المخزنجي

فى الصباح كان الحمار المخطط الصغير هو أول الحيوانات القادمة حديثًا التى سيوقع الكشف عليها كبير الأطباء البيطريين بحديقة الحيوان العريقة التى تجاوز عمرها مائة عام. مع كل شحنة جديدة من الحيوانات الواردة حديثًا إلى الحديقة كان الطبيب العجوز يقوم بعمله المتكرر نشيطًا, يوقع الكشف الطبى الدقيق عليها, ليعالج أي جروح أو أمراض عارضة تكون بها, ثم يأمر بوضعها فى الأقفاص أو الحظائر المخصصة لنوعها كى يشاهدها الجمهور

العصفورةُ الصغيرة التي تنقلُ الأخبارَ غريد الشيخ

قالَ شريفٌ لأخيه نور وهما في حديقة منزل جدّهما (أبو رضوان) يتبادلان سقاية أشجار التفاح فيها: ـ أتعجَّبُ كيفَ يعرفُ الجدُّ (أبو رضوان) كل ما نفعله داخلَ وخارجَ البيتِ رغم أنه لا يكونُ موجوداً معنا... قال نور بعد أن تلفّتَ حولَهُ ليتأكدَ أنَّ الجدَّ بعيدٌ: ـ صحيحٌ. تصوَّرْ يا شريف أنّهُ عرفَ أنني ضيعتُ مصروفي نهارَ الأمسِ, وعرفَ أنني تشاجرتُ مع حسن ابن الجيرانِ

اريتريا.. الجميلة السمراء العربي بنجلون

كَانتِ الحديقةُ التي تُحيطُ بمنْزلها الجديدِ غريبةً بأشجْارِها العمْلاقَةِ, وفراشاتِها الضَّخْمَةِ. وما حَيّرني أكْثرَ أنَّ هذهِ الأشجارَ, أسْمَعُها, بَيْنَ الحينِ والآخَرِ, تتكَلّمُ مَعَ الفَراشَ, بَلْ تَضْحَكُ وتَتمايلُ ذاتَ اليمينِ, ذاتَ اليسارِ كأنَّها تَرْقُصُ. حاوَلْتُ, مرارًا, أنْ أُقْنعَ نَفْسي بأنّ الحديقةِ عاديةٌ لا شيءَ فِيها يَدْعو إلى الدَّهشةِ والغرابَةِ, لَكِنّي لَمْ أسْتَطِعْ. فالشّكوكُ تكْثُرُ وتَزْدادُ لحظَةً لحْظَةً, وما تَراهُ عَيْنايَ, وتَسْمَعُهُ أُذُنايَ, يجعلُني أثقُ بهذِهِ الظُّنونِ ثقةً عمْياءَ!