العدد (208) - اصدار (1-2010)
اَلْعاصِفَةُ قَوِيَّةٌ، والْبَرْدُ قارِسٌ، والسَّماءُ غاضِبَةٌ، عابِسَةُ الْوَجْهِ، ونَحْنُ الأطْفالَ نَلْعَبُ، نَجْري، نَقْفِزُ في سُرورٍ وحُبورٍ، لا نُبالِي تَماماً بِالْجَوِّ الْمُكْفَهِرِّ. فَجْأةً، أوْمَضَ الْبَرْقُ، ودَوّى الرَّعْدُ، والسَّماءُ فَتَحَتْ فَمَها لِتَرْشُقَنا بِمَطَرِها الْغَزيرِ، وثَلْجِها الْكَثيرِ. تَوَجَّسْنا خيفَةً (خفنا)، فَتَرَكْنا اللَّعِبَ والْجَرْيَ والْقَفْزَ، وهَرَعْنا بِكُلِّ ما نَمْلِكُ مِنْ جُهْدٍ، نَبْحَثُ عَنْ سَقيفَةٍ نَحْتَمي بِها: ماذا نَقْصِدُ؟..وأيْنَ نَخْتَبِئُ؟..لا مَنْزِلَ، ولا عِمارَةَ، ولامَلاذَ يَقينا الْمَطَرَ الَّذي يُبَلِّلُ رُؤوسَنا ومَلابِسَنا!
حَلَّّقَ النَّوْرَسُ فِي الْفَضَاءِ بَاسِطًا جَنَاحَيْهِ عَلَى الْهَوَاءِ.ودَارَ دَوْرَاتٍ سَرِيعَةً فَوْقَ شَاطِئِ الْبَحْرِ مُنْسَابًا بَيْنَ قِمَمِ الصُّخُورِ. وَأَطْلَقَ أَصْوَاتًا مُتَتَالِيَةً. كَأَنَّهُ يُعَبِّرُ عَنْ فَرْحَتِهِ وَحُبُورِهِ.ثُمَّ حَطَّ عَلَى صَخْرَةٍ بَحْرِيَّةٍ سَمْرَاءَ، حَفَرَتْ فِيهَا اْلأَمْوَاجُ أَخَادِيدَ عَمِيقَةً. وَغَطَّتْ جَنْبَيْهَا الطَّحَالِبُ الْخَضْرَاءُ. وَفَجْأَةً بَاغَتَتْهُ مَوْجَةٌ وطَشَّتْهُ بِرَذَاذِهَا فَتَقَهْقَرَ بِسُرْعَةٍ. فَانْطَلَقَتْ مِنَ الصَّخْرَةِ الْمُحَاذِيَةِ لَهُ ضَحِكَاتٌ مُسْتَرْسَلَةٌ لِفَتَاةٍ صَغِيرَةٍ جَمِيلَةٍ، كَانَتْ تُتَابِعُ الْمَشْهَدَ بِفُضُولٍ
كان الفلاح يحرث في الحقل عندما جاءه الدب وقال له: - أيها الفلاح سأحطمك! - لا تلمسني، ها أنا سأزرع البنجر، سآخذ لنفسي الجذور وسأعطيك الأوراق. - وهو كذلك، - قال الدب - لكن إذا خدعتني – إياك وأن تأتي إلي في الغابة من أجل الحطب! قالها الدب وذهب إلى غابة البلوط
كان يوما غريبا عندما استيقظ الناس ذات صباح فوجدوا أن كل شيء في العالم تحول الى اللون البنفسجي. كل شيء: السماء، والمحيطات والجبال والأشجار والحيوانات والبشر جميعهم تحولوا الى اللون البنفسجي. والأكثر غرابة أن هناك كائنا وحيدا في هذا العالم لم يتغير لونه الى البنفسجي هو طائر «أبو زريق»، ظل محتفظا بلونه الأزرق اللامع، لذلك وضعوه في قفص باعتباره الكائن الوحيد المختلف في العالم. بدا الناس مصدومين