العدد (209) - اصدار (2-2010)

حَنَانٌ وبَهِيجَةٌ.. قصة: محمد عز الدين التازي محمد عزالدين التازي

عَاشَتْ حَنَانٌ الْفَقْرَ وَالْحَاجَةَ فِي بَيْتِ وَالِدِهَا الْفَلاَّحِ الْفَقِير، فَقَدْ شَحَّ الْمَطَر، وَلَمْ تَكُنْ لِوَالِدِ حَنَانٍ أَرْضٌ يَحْرُثُهَا، أَوْ مَاشِيّةٌ يَرْعَاهَا.كَانَ يَعْمَلُ في أَرَاضِي الْغَيْر، وَلَمَّا شَحَّ الْمَطَرُ قَلَّ الْحَرْثُ وَالزَّرْع، فَلَمْ يَجِدْ عَمَلاً يَعْمَلُه. فَكَّرَ وَالِدُ حَنَانٍ فِي أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدينَةِ لِيَبْحَثَ فِيهَا عَنْ عَمَل، لَكِنَّهُ تَخَوَّفَ مِنْ خَوَضِ غِمَارِ هَذِهِ التَّجْرِبَة، ولَمْ يَشَأْ أَنْ يُغَادِرَ الأَرْضَ التي وُلِدَ فِيهَا وَعَاشَ وَتَزَوَّجَ وَأَنْْجَبَ ابْنَتَهُ حَنَانًا وَوَلَدَيْهِ عَبَدَالرحْمَنِ وَالمَهْدي، اللَّذَيْنِ يَصْغُرَانِهَا بِعِدَّةِ أَعْوَام

النسرُ والأوزةُ الصغيرةُ أسماء الطناني

بجوار النهر الزاخر، كانت ترسو إحدى المراكب النيلية الكبيرة، كانت جدرانها تحمل ألواناً جميلة، وترتطم بها أمواج النهر الخفيفة فتهتز بهدوء بالغ، أكثر ما كان يميز تلك المركب وجود نسر عملاق عند مقدمتها، مصنوع من المعدن ومثبت جيداً في مكانه، لا تؤثر فيه الرياح ولا الأمواج، له ريش من المعدن أيضاً، ومنقار معدني كبير، وعينان على كل جانب، كان لونه ذهبياً ويزداد لونه لمعاناًَ عندما تشرق الشمس وحتى تغرب، يصبح لونه الذهبي برتقالياً عندما تشرق الشمس، وأصفر عندما تتوسط الشمس السماء، وأحمر عندما تهم الشمس بالغروب

حوار مع ديكو عادل عطية

التقت شمس، بالعالم الفروجي: ديكو، برفقة دجاجته في طريقهما للهجرة إلى الصين. وكان هذا الحوار: لماذا تترك أرضك، وعشيرتك، وتهاجر؟ - الإنسان، كحيوان ناطق، يهاجر أيضاً. وقد سمعت عن بلاد المهجر، من خلال وجودي معكم، وأنه يوجد أدباء وشعراء عرب، استوطنوا هاتيك الديار، أمثال: جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، نسيب عريضة

الثورُ ومالكُ الحزينُ.. (قصة من الفلبين)

هل انتبه أحد إلى أنه دائماً، وخصوصاً في أوقات المطر، يقف مالك الحزين على ظهر الثور من غير أن يعترض الثور على ذلك؟ أتعلمون لماذا؟ الإجابة هي أن الثور يعرف جيداً أنه لا يستطيع طرد هذا الطائر ذي المنقار الطويل ومنعه من الوقوف على ظهره في أي وقت يشاء. وإليكم القصة من البداية: ذات يوم، لم يكن الثور ومالك الحزين على وفاق تام، ولم يتحدث أحدهما مع الآخر أياماً طويلة، على الرغم من أن الجميع كان يراهما معا: في النهر أو في الحقول الواسعة

الرسَّام الصغير حسين مرعي

رسمَ قلم على ورقة «سفينةٌ تُبحر فوق الجبل، وشجرةً طالعةً من البحر». ورقة: هذا غريب؟! قلم : مللتُ من رسم الشجرة في الغابة والسفينة في البحر. ورقة: سيغضب الرّسام الصّغير- أين ممحاة؟ قلم : لماذا؟ ورقة: لا أريد أنْ يُمزّقني الرّسام ويرميني في سلّة المُهملات

قصة من التراث البولندي.. البطة الذهبية

منذُ قديمِ الزمانِ عندما لم تكن وارسو بعد عاصمةً لبولندا، بل كانت فقط قلعة لأمراء عائلة مازوفتسكي، عاش في هذه المدينة تلميذ الإسكافي وكان اسمه ياسكو. كان هذا الفتى مقداماً وشجاعاً وكان يحب للغاية كل أنواع المغامرات. وبما أن محفظة النقود الخاصة به كانت خالية كان ياسكو يفكر دائماً كيف يملأ هذه المحفظة بالقليل من النقود بطريقة شريفة. كانت الأسطورة في ذلك الوقت تقول كما لو أن في الأنفاق الموجودة تحت قلعة أمراء عائلة مازوفتسكي، (حوائط هذه القلعة موجودة إلى الآن في شارع تامكا)

حصة التعبير لينة الدسوقي

أريدكم أن تغمضوا عيونكم جميعا.. وتحلموا. بهذه الكلمات بدأ المدرس حصة التعبير.. تساءلنا؟ ما هذا الدرس الغريب. نعم.. تابع مدرس التعبير.. خمس دقائق.. تغمضون وتحلمون.. تحلقون بخيالكم.. وتسافرون حيث تتمنون.. حيث المستقبل أمامكم وردي وجميل. ثم تكتبون.. كل ما تحلمون. مرت لحظات من الصمت.. أغمضنا فيها عيوننا, سرح بنا الخيال إلى عوالم جميلة.. مليئة بأشياء مدهشة.. كم هو مبدع أن تسافر في لحظات حيث تتمنى أن تكون وأن ترى ما قد تكون.. كم تغمرك البهجة

رياض والمرفأ.. قصة ورسوم: أمين الباشا أمين الباشا

رياض عمرُه ستُ سنوات، فتى ذكيّ، حسّاسٌ، مطيعٌ، تحبّه العائلةُ، أختاه الاثنتان وأخوه الأكبر الذي كان كأبٍ ثانٍ لرياض. لم يكن رياض يعلمُ ما هو عملُ أبيه. لكنه يعلم أن كل صباح باكر يخرجُ من المنزلِ ويعودُ إليه أولى ساعات الغروبِ. وأول ما كان يفعله الأبُ، هو السؤال عن رياض: أين هو؟ ماذا يفعل؟ هل يدرسُ ويكتبُ فروضَه؟.. إلخ. كان رياض معتاداً سماعَ هذا كلَّ مساءٍ، عند مجيء أبيهِ