العدد (210) - اصدار (3-2010)

ملاكي الحارس.. قصة: زينب منعم زينب منعم

ارتفعت حرارتي، ورحتُ أئنُّ، فجاء ملاكي، وضع منشفةً مبللةً على رأسي وسهر عليّ حتى شفيت. رأيتُ كابوساً أفزعني وجعلني أنهضُ مذعوراً، فرحت أصرخُ وأصرخُ وأنادي، فحضرَ ملاكي وخفّف عنّي. كان البردُ شديداً، فتحرّكت أثناء نومي كثيراً حتى سقط الغطاءُ على الأرضِ، فبردتُ، فظهرَ ملاكي وغطّاني. كان الحرُّ شديداً، فتعرّقتُ أثناء نومي واستيقظتُ عطساً، فأتى ملاكي وسقاني من الماءِ جرعةً فارتويت

رَحِيل محمد عزالدين التازي

عَادَ وَالِدُ سَلْوَى إِلَى الْبَيْت، فَأَخْبَرَ الأُسْرَةَ بِأَنَّ ظُرُوفَ عَمَلِهِ قَدْ فَرَضَتْ عَلَيْهِ الاِنْتِقَالَ لِلْعَمَلِ فِي مَدِينَةٍ أُخْرَى، وَأَنَّهُ سَوْفَ يُسَافِرُ فِي الْغَدِ إِلَى تِلْكَ الْمَدِينَةِ لِلْبَحْثِ عَنْ سَكَنٍ يَلِيقُ بِالْأُسْرَة. سَمِعَتْ سَلْوَى الْخَبَرَ فَحَزِنَتْ لِفِرَاقِ صَدِيقَاتِهَا فِي الْحَيّ، وَزَمِيلاَتِهَا فِي الْمَدْرَسَة، ولَمْ تَدْرِ شَيْئًا عَنِ الْمَدِينَةِ الْجَدِيدَةِ الَّتِي سَوْفَ تَذْهَبُ الأُسْرَةُ لِلْإِقَامَةِ فِيهَا

يومٌ ماطرٌ سلمان صيموعة

لحظةُ استغراقِ يامن بِلعْبَةِ كرةِ القدم، وتَمْريرِ الكرة له من زميله، للتسّديد على مرمى الخصمِ، بدأَ المطرُ ينهمرُ. سدَّدَ يامن بقوَّةٍ، لكنَّه انزلقَ وارتطمت الكرةُ بالعارضةِ مرتَّدةً إليه مرة أخرى. قفزَ بكلِّ قوةٍ... وبضربةٍ من رأسهِ، أدخَلها داخلَ المرمى. تمرَّغَ يامن بالطينِ من رأسهِ إلى أخمصِ قدميه، وارتسمَتْ الابتسامةُ على وجوهِ اللاعبين الذينَ تفرَّقوا منسحبينَ لهطولِ المطر بغزارة

روانٌ والقلمُ نبيهة الحلبي

قال نابليون: عماد القوة في الدنيا اثنان: السيف والقلم. فأما السيف فإلى حين وإما القلم فإلى كلّ حين. والسيف مع الأيام مكروه ومغلوب، والقلم غالب ومحبوب. «روان» فتاة موهوبة جدا حباها الله منذ حداثتها الشغف (حب) بالكتابة والتأليف، فكانت بخلاف أترابها (زملائها) تقضي النهار كله خلف طاولتها بين الأوراق والأقلام، غارقة في أفكارها وقصصها. حتى أنها كانت لا تتوانى عن إكمال كتاباتها في المساء، وهي مستوية في سريرها. وذات ليلة تقدم منها المنبّه وقال: - ماذا تكتبين يا «روان» بدل أن تنامي الآن؟

قصة من التراث الهنغاري.. معطفُ الفروِ القصيرُ د. ناصر الكندري

كان يعيش في إحدى القرى منذ قديم الزمان فلاح وزوجته وابنته. وفي إحدى المرات زارهم شاب وصديقه يطلب يد ابنته للزواج. وأثناء اختيارها إناء العصير الذي ستقدمه للضيفين لاحظت فجأة وجود جذع شجرة مستنداً إلى حائط القبو. وعندما رأت الفتاة هذا الجذع بدأت بالتفكير: سيصبح لديّ ابن وسوف أشتري له من السوق معطفاً صغيراً، وسيذهب ابني بالصدفة إلى القبو وسيبدأ بالقفز بالقرب من جذع الشجرة، وسيقع الجذع على ابني ويقتله. ومن سيصبح مالك المعطف القصير؟ وما إن فكرت الفتاة في هذا حتى أصابها اليأس وجلست على الدكة ثم بدأت بالبكاء