العدد (214) - اصدار (7-2010)

رَحَلْتُ ورَأَيْتُ جَدَّتايَ الْحَنونتانِ: سَبْتَةُ ومَليلْيَةُ.. العربي بن جلون العربي بنجلون

في تِلْكَ اللَّيْلَةِ الرَّبِيعِيَّةِ الْجَمِيلَةِ، أَرْسَلَ الْقَمَرُ الضَّاحِكُ شُعَاعَهُ الْفِضِّيَّ، فَظَهَرَ عَلَى صَفْحَةِ الْماءِ بَرِيقاً يُعْشِي عَيْنَيْ جَدَّتِي الطَّيِّبَةِ (سَبْتَةَ). نَهَضَتْ مِنْ كُرْسِيِّهَا الْوَثيرِ، تَتَّكِئُ عَلى عُكَّازٍِِ ذَهَبِيٍّ، وَأَطَلَّتْ مِنَ الشُّرْفَةِ عَلَى أُخْتِها الْحَمامَةِ الْوَديعَةِ (تِطْوانَ). رَفَعَتِ الْحَمامَةُ رَأْسَهَا مُحَيِّيَةً أُخْتَهَا: - مساءَ الْخَيْرِ، أُخْتي سَبْتَةَ! رَدَّتِ التَّحِيَّةَ بِعَيْنَيْنِ ذَابِلَتَيْنِ: - مساءَ النُّورِ، أُخْتي تِطْوانَ!.. عُذْرا، مُنْذُ قُرونٍِ طَوِيلَةٍ، وَأَنا أُريدُ أَنْ أَنْزِلَ مِنْ هَذِهِ الشُّرْفَةِ الْعالِيَةِ لأَلْتَقِيَ بِكِ، وَلَمْ أَقْدِرْ!