العدد (215) - اصدار (8-2010)

قصصٌ من التراثِ الإسباني.. أَفْسِح الطريقَ.. يرويها : د. ناصر الكندري د. ناصر الكندري

في قرى الأندلسِ الجبليةِ كانت الشوارعُ ضيقةً والبيوتُ قريبةً من بعضِها البعضِ لدرجةِ أن سكانَها كانوا يستطيعون مصافحةَ بعضَهم البعض دون الخروج من منازِلهم. كان يتوجّب على المشاةِ أن يفسحوا الطريقَ حتماً عند لقائهم بحمارٍ يجر عربةً، أما السلال الكبيرة المحمولة على هذه الحيواناتِ، فكانت تلامس جدرانَ البيوتِ. بالإضافةِ إلى ذلك، فسكان الجبال شعبٌ حاد الطباع ولا يطيق صبراً رؤية الحيوانِ وهو يتثاقل في المشي، لذا كان على هذا الحيوان أن يجري بمنتهى السرعةِ مما قد يؤدي إلى حوادثٍ كثيرةٍ

الغرابُ الصَّبورُ والعصفورُ المغرورُ فؤاد عمران

حط في أحد أيام الصيف الحارة غراب أسود على غصن شجرة صفصاف ليرتاح من عناء البحث عن طعام لصغاره.. وكان أحد الفلاحين قد استلقى منذ وقت قصير تحت الشجرة لينال أيضا قسطا من الراحة.. وبعد لحظات حط إلى جانب الغراب عصفور ملون جميل لكنه كان عصفورا مغرورا.. وصار يرمق الغراب بنظرات ساخرة من منظره القبيح.. ثم قال له بلهجة متعالية: - ألا تلاحظ أنك تسيء إلى الشجرة بوقوفك على أغصانها؟! لم يهتم الغراب لكلام العصفور المغرور فغضب العصفور

بالعقلِ لا القوة! (حكايات من التراث البيلاروسي) محمد عيسى الأنصاري

ذهب الرجلُ إلى الغابةِ لقطع الحطب. قطع بعضَ الخشبِ، ثم جلسَ على جذعٍ للراحةِ. وأتاهُ الدبُّ قائلاً: - يا رجل، دعنا نتصارع! نظر الرجلُ إلى الدبِّ متفحصاً وهو يقول لنفسِهِ: كيف لي من منافسةِ هذا الوحشِ المخيفِ! ضربةٌ واحدةٌ من يديهِ وأصبح جسداً بلا روح. - أوه، قال الرجل: أنا أقاتلك! دعنا نرى أولا ما إذا كنت تملك القوةَ، ثم نقرر بعد ذلك أن نتصارع أم لا