العدد (202) - اصدار (7-2009)

صَدِيقُنَا الْجَدِيدُ.. قصة: محمد عزالدين التازي محمد عزالدين التازي

الْتَقَى التَّلاَمِيذُ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ الدِّرَاسِيَّة، فَعَجَّتْ (امتلأت) سَاحَةُ الْمَدْرَسَةِ بِحَرَكَاتِهِمْ وَلَهْوِهِم وَأَصْوَاتِهِمْ. كَانُوا مُشْتَاقِينَ بَعْضُهم إلى بعضٍ، يَتَحَدَّثُُونَ عَمَّا فَعَلُوهُ فِي الْعُطْلَةِ الصَّيْفِيَّة، وَيَتَسَاءَلُونَ بِفُضُولٍ عَنِ الْمُعَلِّمِ الَّذِي سَوْفَ يُدَرِّسُهُمْ فِي هَذَا الْعَام. فِي أثناءِ ذَلِكَ اللَّهْوِ وَتَبَادُلِ الأَحَاديثِ، ظَهَرَ أَمَامَ التَّلاَمِيذِ قَزَمَانِ وَهُمَا يَخْطُوَانِ عَلَى أَرْضِ سَاحَةِ الْمَدْرَسَة. تَوَقَّفُوا عَنِ اللَّهْوِ وَالْحَدِيثِ تَحْتَ وَقْعِ الْمُفَاجَأَة، وَانْشَغَلُوا بِمُرَاقَبَةِ القَزَمَيْن

قلوبٌ طيبةٌ لطيفة بطي

كانت سارة وأخوها سالم بصحبةِ والديهما في السوقِ يشترون بعضَ الملابسِ الجديدةِ، اقتربت سارة من الواجهةِ الزجاجيةِ المعروض فيها بعض الملابسِ الجميلةِ، ولمحت على الزجاجِ انعكاس صورة طفل يتعثّر في خطواتِهِ لأن خيط حذائه لم يكن معقوداً، همست سارة لسالم: انظر إلى ذلك الطفلِ، أتمنى لو أستطيع ربط خيط حذائه، لكنني أشعر بالخجل. وافقها سالم وهو ينظر للطفل المتعثر في سيره: أجل، أمر محرج أن نربط خيط حذاء طفل لا نعرفه

جَدّي والسلحفاةُ أمين الباشا

أخبرني جدي أنه ذات يوم عندما كان طفلاً يلعب في حديقةِ منزِلهِ، لفت نظره أن بعض أزهار الحديقةِ تتحرّك. اقترب منها وراح يلمسها ويزيح أوراقَها وينظر إلى داخِلها وينبشُ الترابَ، فلم يجد شيئاً. ابتعد وراح يرسمُ على ترابِ الحديقةِ ويتسلّى بكلّ ما تقع عليه عينُه، وهو يعرفُ كل زوايا الحديقةِ، ويعتبرها ملكه، إذ كان يهتم بأزهارِها ويسقيها، وفي بعض الأيامِ كان يختار بعض الزهورِ ويعمل منها باقةً ويفاجئ أمّه بها، فتُسر عندما يضعها في مزهريةٍ

أجملُ بيوتِ العالمِ زينب منعم

ذات يوم، عاد شادي من المدرسة حزيناً. عندما نزل من الباص الذي يوصله الى المنزل، نسي أن يودّع رفاقه. كذلك لم يركض الى أمّه فاتحاً ذراعيه كما كان يفعل دائماً. اغتسل وبدّل ملابسه وتوجّه فوراً الى غرفته بدل أن يجلس الى جانب إخوته لتناول الغذاء.احتارت أمّه بأمره فدخلت الى غرفته وسألته: - ما بك يا شادي، هل وبّختك المعلمة؟

المحفظةُ الضائعةُ شذى مصطفى

كان أطفالُ الحيّ الصغار يلعبون الكرةَ في الشارعِ، ورمي أحدُهم الكرةَ بعيداً قربَ كومٍ من الرمالِ، ذهب طفلٌ آخرٌ بسرعةٍ إلى مكانِ الكرةِ لإعادتها، وفجأةً رأى محفظةً ملقاة هناك، فرفعها بدهشةٍ ونظرَ إليها، ثم عاد بها إلى أصدقائِهِ مع الكرةِ، وأراهم إياها، فتساءل أحدُهم: هل نفتحها؟ أجابوه بلهفةٍ: نعم لنعرفَ مَن صاحبها. ففتحوها ووجدوا بها بعضَ النقودِ والكثيرَِ من الأوراقِ التي لم يفهموا ما فيها، فهم لا يعرفون القراءةَ جيداً، وتساءلوا «محفظة مَن هذه؟

الخليفةُ والراعي والسعادةُ خوسيه ماريا جوبلبنثو

ذات يوم خرج خليفة بغداد إلى الصيد ومعه موكبه، وشاء القدر أن يجمح حصانه (فقد راكبه السيطرة عليه) فأخذ يعدو مذعوراً دون أن يستطيع الخليفة التحكم فيه. وأخذ الجواد يعدو مفزوعا حتى غاب عن عيون الذين كانوا يلاحقونه تماماً؛ وفجأة وجد نفسه أمام هاوية وعندما أوشك الجواد أن يسقط في تلك الهاوية براكبه، قام أحد الرعاة الذي كان موجودا مع أغنامه في المكان بإيقاف الحصان عند حافة الهاوية تماماً. وعندما رأى الخليفة المجازفة التي قام بها الراعي لإنقاذ حياته عرض عليه أن يوفر له السعادة جزاء له على تصرفه الشجاع