العدد (203) - اصدار (8-2009)
دخل الرسام الفرنسي «جورج سورت» (Georges Seurat) قاعة العروض بمقر «المجلة المستقلة» بصحبة زوجته «مادلين كنوبلوش» حاملة بين ذراعيها وليدها «بيير» الذي أكمل سنته الأولى. كان متعباً لاسيما وأنه قضى صباح هذا اليوم كله في تعليق لوحاته التي سيحتضنها معرضه بهذه القاعة ابتداء من يوم غد، ثم دخل القاعة مدير المجلة المستقلة السيد «فيليكس فينون» (Félix Fénon) الذي يعتبر الناقد والمفسر الرئيسي للوحاته الفنية مرحبا بالرسام جورج سورت
أََََهْلاً أَصْدِقَائِي، اِسْمِي «حَنَّبَعْل» الْقَائِدُ الْقَرْطَاجَنِّي الْمَشْهُورُ. وُلِدْتُ قَبْلَ مِيلاَدِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِقَرْنَيْنِ وَنِصْفٍ، أَيْ سَنَةَ 247 قَبْلَ الْمِيلاَدِ فِي مَدِينَةٍ قَوِيَّةٍ مُزْدَهِرَةٍ اِسْمُهَا قَرْطَاج، مَازَالَتْ آثَارُهَا إِلَى اْلآنِ فِي تُونُسَ. كَانَ أَبِي قَائِدًا عَسْكَرِيًّا مُهِمًّا اِسْمُهُ «عَبْدُ مَلْقَرَتْ الْبَرْقِي»، وَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضُمَّ إِلَيْهَا جَنُوبَ إِسْبَانِيَا. وَلَكِنَّ هَذَا التَّأَلُّقَ وَالنَّجَاحَ جَعَلَ اْلإِمْبرَاطُورِيَّةَ الرُّومَانِيَّةَ (إِيطَالَيَا حَالِيّاً) تُنَافِسُهَا. فَنَشَبَتْ بَيْنَهُمَا حُرُوبٌ عَدِيدَةٌ