العدد (206) - اصدار (11-2009)
هدية العدد.. حكايةُ جلمودٍ وكنودٍ وَقَفَ الشَّيْخُ عَلَى تَلٍّ يُشْرِف عَلَى ضَيْعَةٍ عَتِيقَةٍ وَمَعَهُ حَفِيدُهُ، فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ يَقِيهِمَا حَرَّ الْهَجِير،ِ وَقَالَ: «فِي اْلأَيَّامِ الْخَوَالِي، ذَاعَ صِيتُ مَزْرَعَةٍ يَمْلِكُهَا رَجُلٌ يُدْعَى جَابِرًا، فَقَدْ كَانَتْ مَعْرُوفَةً فِي كُلِّ الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لَهَا بِاسْمِ «الْجَنَّةِ». وَهْيَ كَمَا يُقَالُ اِسْمٌ عَلَى مُسَمَّى. فَقَدْ كَانَتْ تُوحِي لِلْقَرَوِيِّينَ بِلاَ شَكٍّ بِوَفْرَةِ الْخَيْرَاتِ وَالسَّعَةِ. كَانَتْ مِسَاحَتُهَا الْمُمْتَدَّةُ مَحْفُوفَةٌ بِخَمْسَةِ صُفُوفٍ مِنَ اْلأَشْجَارِ الرَّائِعَةِ الَّتِي تَصُدُّ الرِّيَاحَ الْعَاتِيَةِ اْلآتِيَةِ مِنَ السُّهُولِ، وَتَحْمِي شُجَيْرَاتِ التُّفَّاحِ الرَّبْعَةِ الْهَشَّةِ. وَيَشُقُّ تُخُومَهَا نَهْرٌ جَارٍ بِمَاءٍ عَذْبٍ رَقْرَاقٍ. وَتَزِيدُهَا مَنَاعَةً مَخَازِنُ مُغَطَّاةٌ بِالقِرمِيدِ اْلأُرْجُوَانِيِّ لِحِفْظِ الْحُبُوبِ وَالْعَلَفِ