العدد (246) - اصدار (3-2013)

عَيُّوشَة محمد عزالدين التازي

وَقَفَتْ عَيُّوشَةُ بِقَامَتِهَا الْمَدِيدَةِ عِنْدَ بَابِ الْبَيْت. كَانَ بَيْتًا مًبْنِيًّا مِنَ الطُّوبِ الْأَصْفَر، يَتَكَوَّنُ مِنْ غُرْفَةٍ وَاحِدَةٍ وَحَظِيرَةٍ لِلْمَاعِزِ وَخُمٍّ لِلدَّجَاج. خِلاَلَ وُقُوفِهَا رَأَتْ زَوْجَهَا حَمُّودَةَ يَقُومُ فِي الْحَقْلِ بِجَنْيِ بَعْضِ الْخَضْرَاوَاتِ لِيَبِيعَهَا فِي الْغَدِ فِي سُوقِ الْقَرْيَة. وكَانَ الْمَسَاءُ قَدْ خَيَّم، فَأَخَذَتْ تَعْجِنُ الْخُبْزَ وتَرَكَتْهُ يَتَخَمَّر، ثًمَّ أَشْعَلَتِ النَّارَ فِي الْفُرْنِ، وفي انْتِظَارِ أَنْ يَتَخَمَّرَ الْخُبْزُ ويَتَّقِدَ الْجَمْرُ فِي الْفُرْنِ أَطْعَمَتِ الْمَعْزَاتِ مِنْ فُولٍ مَجْرُوشٍ والدَّجَاجَاتِ مِنْ حُبُوبِ الْقَمْح، ومَا بِقِيَ عَلَيْهَا سِوى أَنْ تُنْضِجَ الْخُبْزَ وأَنْ تُعِدَّ الشَّاي، فَلاَ شَكَّ في أَنَّ حَمُّودَةَ جَائِعٌ وَمَوْعِدُ تَنَاوُلِ طَعَامِ الْعَشَاءِ قَرِيب.