العدد (220) - اصدار (1-2011)

مغامرات قريص وورقة.. بقلم: عماد الجلاصي عماد الجلاصي

نسيم طفلٌ يعيش مع والديه ويحبّ المطالعة وله حاسوب في غرفته إلى جانب مكتبة مليئة بالقصص والحكايات المسلّية. ويعيش معه في الغرفة قرص مضغوط اسمه قُريص وورقة من كتاب وهما يتنافسان دائما فتقول ورقة لقريص: - أنا أفضل منك وأكبر منك ولدت منذ زمن بعيد وقد تعلّم النّاس العلوم والقصص من خلال الصّفحات الورقيّة. وانظر إلى تلك المكتبة الجميلة التي تزيّن غرفة نسيم إنّها من الورق. أمّا أنت فشكلك مدوّر. يجرح من يلمسه ولا أرى عليك كتابة ولا علما. كأنّك مرايا تعكس الوجوه ولا تحوي شيئا

مذكرات عصفورة حسنة محمود

حلَّ الخريفُ، أوراقُ الأشجارِ الصّفراءُ والبرتقاليةُ تتساقطُ فتحملها النسماتُ على أجنحتها بعيداً عن موطنها. آن أوانُ رحلتنا الفصليةِ نحو المناطقِ الدافئةِ وإذا لم نفعلْ ذلك نكنْ عرضةً للأخطارِ. كنا نطيرُ أسراباً تضمُّ مئاتٍ بل آلافَ الطيورِ، يقودنا بعضُ الأفرادِ ذوي الخبرةِ. وبعدَ أيامٍ منَ الطيرانِ شعرتُ بالتعبِ، وقبلَ أن أهوي نحو الأرضِ استأذنتُ قائدَ السّربِ لتمضيةِ بعضَ الوقتِ في المنطقةِ التي نمرُّ فوقها، ثم ألحقُ بهم حينَ استعيدُ قدرتي على الطيرانِ

أحلامُ سامر أمين الباشا

سأل سامرٌ أمَّه: متى سأذهبُ إلى المدرسةِ مع أختي سلوى؟ أجابت أمُّ سامر: السنةَ القادمةَ. سامر: لمَ لا أذهبُ غدًا مع سلوى؟ أم سامر: لأنك مازلتَ صغيرًا.. وسلوى ستكون مشغولةً بدروسِها. المدرسةُ ليست للهو واللعب. سامر: آه.. فهمت.. أنا أعلمُ.. أرى أن سلوى تحملُ معها شنطةً فيها كتبٌ ودفاترٌ وأقلامٌ

خطّةٌ متينةٌ لإنقاذِ المدينةِ.. قصة من الفلكلور الصيني سناء شبّاني

كان ما يُقلق الجنرال «شانغ شوين» أنّه لم يستطع تفادي الحصار على مدينة «هيو يانغ» حيث يتمركز الآن مع الجيش، ولكن لابدّ له من إيجاد وسيلة للخروج من هذا المأزق وهو في طبعه لا يستسلم أبداً. طلب رؤية عمدة المدينة وقائد المعركة. وعندما حضرا سأل العمدة: كم يوماً يكفي مخزون الطعام المدينة؟ أجابه العمدة: من المُحتمل أن يكفي عشرة أيام. بان الرضا على وجه الجنرال ثم اقترب من القائد وسأله: وماذا بالنسبة لذخيرتنا من الأسهم؟ أجابه القائد على الفور: يكفي المخزون ثلاثة أيام

فرحٌ.. في حديقةِ الأربعينَ مُهَرِّجًا مروة إسماعيل

من هو المُهَرِّجُ؟ هل هناك مُهَرِّجون حقيقيون؟ هل كان هناك مُهَرِّجون في العصور الماضية؟ هل يأكلُ المُهَرِّجون مثلنا؟ وهل يبكون أحيانًا أم أنهم ضاحكون دائمًا؟ مائة سؤال وسؤال واجهتني بها ابنتي فرح حين قلتُ لها إننا سنزور حديقة الأربعين مُهَرِّجا بالجمهورية التركية. كان عليَّ أن أحكيَ لها عن أصْل هذه الحديقة، ونحن نتجهُ إلى موقعِها، في إستانبول، المدينة التي يقع جزءٌ منها في قارةِ آسيا، ويقع جزؤها الآخرُ في قارة أوربا

يومياتُ طفلٍ مُشاغبٍ علاء عبدالمنعم

تعد أصعب لحظات حياتي حين ألمح أمي وهي قادمة من المطبخ حاملة في يديها الكوب الكبير المملوء بالحليب، ولأن أمي تعرقني جيدًا وتدرك أن بمجرد اقترابها مني سأمارس طقوسي المعتادة في الكر والفر، فأتقمص دور «جيمس بوند» هذا الضابط الأسطوري القادر على قهر الأعداء أو أحد الصعاليك القدماء الذين كانوا يجيدون الكر والفر ويسجلون مغامراتهم في قصائد شعرية شهيرة، تعرف أمي أنني سأواصل هوايتي في الاختباء خلف المنضدة أو القفز من فوق الكراسي

شجرةُ نارنج سمير المنزلاوي

اشترى والدُ رياض بيتًا جديدًا له حديقة جميلة. فرح رياض بزهورِها الملونةِ مثل الورد البلدي والقرنفل والبنفسج، وبالأشجار المثمرة كالبرتقال والجوافة والتين. كانت إحداها تشبه شجرةَ البرتقالِ، لكنه عندما قطف ثمرة ووضع فصًا في فمه، شعر بمرارةٍ شديدةٍ، وأسرع يتمضمضُ في الحمامِ. سأل أباه عنها فقال له: - إنها شجرةُ النارنج يا رياض، وثمارُها لا تؤكل! حكى لزملائِه في المدرسةِ عنها، لكنهم لم يعرفوها، وذهبوا جميعًا يسألون مدرس التربية الزراعية

أسلحةٌ في الحقيبةِ (مهداة إلى أطفال فلسطين) ندى سلامة

رأى رامي جنود الاحتلالِ يدقون الشارعَ بأقدامِهم وهم يحملون أسلحَتهم. أشار جنديٌ بيدِه وقال: - ماذا يحملُ هذا الولد؟ ركض رامي فركض الجنودُ خلفَه وهم يصرخون فيه: - أنت هيه.. قف وإلا أطلقنا النارَ. توقف رامي متعجبًا وألقى نظرةً على الجنودِ

السمكةُ والحوريةُ رؤى يوسف سلمان

في يومٍ صيفي مشمسٍ.. السماءُ فيه صافيةٌ، والنجومُ اختفت مع ذهابِ الليلِ، كانت هناك حوريةُ البحرِ تتشمّسُ بعد ليلٍ طويلٍ من الأرقِ، وتفترشُ الشاطئ، وتمدُّ ذيلَها الذهبيّ الذي أخذت أمواجُ البحرِ بتغطيته كلما اقتربت من الشاطئ، وبينما هي تعبث بخصلاتِ شعرِها المبتلة، سقطت بجوارِها سمكةٌ صغيرةٌ ألقتها أمواجُ البحرِ على الشاطئ وعادت إلى البحرِ من دونِها، بينما بقيت تلك السمكة المسكينة تتخبّط بخوفٍ وذعرٍ على رمالِ الشاطئِ

المفتاحُ الذهبي جاكوب غريم

حل فصلُ الشتاء، وغطت طبقةٌ كثيفة من الثلوج الأرضَ، وجمَّد الجليد الطبيعة في نوم لا نهاية له. خرج رجلٌ فقير من منزله مع عربته المتزلجة لجلب الحطب من الغابة، كان البرد شديدًا هناك، بينما كان يملأ عربته بالحطب الذي جمعه، وجد الرجلُ نفسه غير قادر على الرجوع إلى منزله بسبب البرد الشديد، فقرر أن يوقد نارًا صغيرة ليتدفأ بها قبل أن يكمل طريقه