العدد (224) - اصدار (5-2011)

مِصْرُ هِبَةُ النِّيلِ: بقلم: العربي بنجلون العربي بنجلون

أدْخُلُ غُرْفَتي، فَأَخْلَعُ ثِيابي، وأَلْبَسُ مَنامَتي، ثُمَّ أُلْقي بِجِسْمي فَوْقَ السَّريرِ، وأُغَطِّيهِ بِالإزارِ. لَكِنْ، نَسيتُ أنْ أقولَ لَكُمْ، إنَّني لاأضَعُ رَأْسي على الْوِسادَةِ، إلاَّ بَعْدَ أنْ أتَأكَّدَ مِنْ إغْلاقِ النَّوافِذِ والْبابِ، وإطْفاءِ الْمَصابيحِ جَميعِها، إذْ ذاكَ يَحْمِلُني سُلْطانُ النَّوْمِ بَيْنَ كَفَّيْهِ الْحانِيَتَيْنِ إلى عالَمِ الأَحْلامِ الْجَميلَةِ؛ فَتارَةً، أجِدُ نَفْسي في تونُسَ الْخَضْراءِ، وتارةً في سورْيَةَ الْحَسْناءِ، لَكِنَّني في هَذِهِ اللَّيْلَةِ، لا أعْرِفُ إلى أيِّ بَلَدٍ عَرَبِيٍّ سَيَحْمِلُني!.. على كُلٍّ، لأَغْمِضْ عَيْنَيَّ، وأنْتَظِرْ قَليلاً، فَبَعْدَ حينٍ، سَيَحْضُرُ كَعادَتِهِ دائماً، لِيَأْخُذَني مَعَهُ، دونَ أنْ أَشْعُرَ!

القطة والزهرية سامر الشمالي

كانت القطةُ تركض وراء الفراشة من غرفة لأخرى، لمجرد اللهو، بينما الفراشةُ تفر منها مذعورةً. عندما رأت الفراشة زهورًا، طارت نحوها، واختبأت فيها. رأت القطةُ الفراشةَ تختبئ بين الزهور، فقفزت نحوها، وأخذت تضرب الزهور بيدها، باحثة عن الفراشة المختبئة. ولم تنتبه إلى أن الزهرية الزجاجية أخذت تهتز. وقعت الزهرية عن الطاولة، فانكسرت، فطارت الفراشة هاربة، ولكن القطة لم تتبعها، فقد أدركت أنها قامت بعمل سيئ، فأسرعت بالاختباء تحت السرير، وهي تترقب بخوف عواقب فعلتها

النار والفراشات الشجاعة فؤاد عمران

لم تكن الفراشات على دراية بما سوف يحمله لها القدر .. كانت تلعب في أنحاء البستان.. تتطاير هنا وهناك بين الشجيرات الصغيرة.. تناغش ورود البستان الملونة.. وتلاعب الحشرات الصغيرة الأخرى.. وتداعب الأرانب الفرحانة في ذلك اليوم الربيعي الجميل.. وكانت تتراقص فوق ساقية الماء التي تضفي بخريرها الخفيف على الربيع نفحة جمال إضافة إلى جماله

حكايات من التراث الصيني: الكنة الطيبة ناصر محمد الكندري

كان يعيش في إحدى القرى رجل عجوز اسمه لاو لين – مو. كان لديه ابن وثلاث بنات. كانت بناته جميلات وفصيحات اللسان. وكان أبوهن يتفاخر بهذا الشيء أمام جيرانه. كان يقول: حالما تبدأ بناتي بالكلام يطير الحمام من على الأشجار باتجاههن. انتشرت الإشاعة عن البنات الفصيحات اللسان بين الناس، والأب كان يشعر بسعادة كبيرة. مضت عدة سنوات. تزوجت البنات، وتزوج الابن أيضاً. كانت كنة (زوجة ابنه) لاو لين – مو متواضعة ومحبة للعمل ومجتهدة

أهْلاً بالحُرِّيَّةِ سريعة سليم حديد

يا إلـَهـِي! مَاذَا أَصَابَنِي؟ أَنََا جَمَالٌ أَعْجَزُ عَن حِفْظِ دُرُوْسِي! الكـُلّ يَعْلـَمُ أَنَّني مُجْتـَهِدٌ ذَكِيٌ، لَكِنْ، لـَمْ أعُدْ أَُُطِيْقُ المَدْرَسَة َ، حتى أنني صِرْتُ أُشَاغِبُ أثـْنَاءَ الدَّرْسِ. سَأَتْرُكُ المَدْرَسَةَ، بَكـَتْْ أُمِّي عِنْدَمَا عَلِمَتْ بِـِقـَرَارِي، أَبِي رَاحَ يَصِيْحُ: جَمَالٌ فـَقـَدَ عَقـْلـَهُ، وامْتـَنـَعَ عَن ِ الكـَلامِ مَعِي، حَتـَّى أَخِي الصَّّغِيْرُ (هَانِي) خَاصَمَنِي عِنْدَمَا شَاهَدَ أُمِّي تـَبْكِي. مَلأتُ لَوَازِمَ مَدْرَسَتِي في صُنـْدُوْقٍ كَبِيْرٍ، وَضَعْتُهُ في السَّقِيْفَةِ (السندرة). وَدَاعَاً للقـُيُودِ، وأهْلاً بالحُرِّيَّةِ

خوف ناعم الملمس: قصة إسبانية مترجمة بيدرو بابلو ساكريستان

مارينا كانت تخاف من الظلام بشدة. فعندما تطفأ الأنوار, يظهر لها كل شيء وكل ظل كأنه وحش مرعب. ولقد حاول والداها يوميًا بشتى الطرق – وبمنتهى الصبر - أن يشرحا لها أن هذه الأشياء ليست وحوشًا. مارينا كانت تفهم ما يقوله والداها ولكنها لم تستطع منع نفسها من الشعور بالخوف عندما يحل الظلام