عزيزي العربي.. محمود المراغي... وداعاً

عزيزي العربي.. محمود المراغي... وداعاً

محمود المراغي... وداعاً

تنعى مجلة (العربي) إلى قرائها واحدا من أشهر الكتاب الذين داوموا الكتابة على صفحاتها لسنوات طويلة, فقد اختطف الموت الكاتب والصحفي والمحرر الاقتصادي محمود المراغي الذي عرفناه من خلال بابه الثابت في (العربي) (أرقام), ومن خلال مقالاته في العديد من الصحف العربية, ومن مواقفه التي لم تتبدل والمعارك التي خاضها دفاعًا عن قيم العدل والتقدم. كان المراغي يمتلك شخصية هادئة, عفيفة اللسان, موضوعية ومتأملة, ولكنه كان يمتلك قلمًا جسورًا وبصيرة نافذة تمكنه من كشف الخلل ومن فضح المستور, فهو واحد من جيل من الصحفيين الذين عرفوا أمانة الكلمة ومسئوليتها, وأنها سلاح يجب أن يظل مشهراً وليس وسيلة للتكالب على المنفعة الشخصية, لذا فقد رأس تحرير أشهر الصحف التي تعارض الموجة السائدة, آخذا على عاتقه مهمة التحذير والتنوير في الوقت نفسه, وعندما كان نظام صدام حسين يشتري ذمم الكتاب ويؤجر أقلامهم لحسابه, كان المراغي في جبهة الكتاب الشرفاء الذين رفضوا رشاوى (كوبونات النفط) ودافع عن حق دولة الكويت في الوجود حرة وعزيزة.

تخرج الفقيد الراحل في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1958 وحصل على دبلوم الإدارة العامة قسم الدراسات العليا من الجامعة نفسها عام 1971, وأهله قلمه وموضوعيته لأن يتقلد العديد من المناصب الصحفية والنقابية المهمة, فقد تولى رئاسة تحرير وإدارة عدة صحف ومجلات عربية مثل (روز اليوسف) وهي مجلة أسبوعية مصرية وكان نائبا لرئيس تحريرها, ثم أصبح رئيسا لتحرير صحيفة الأهالي الأسبوعية وهي أشهر وأقدم صحف المعارضة في مصر ولسان حزب التجمع المصري ثم رأس تحرير جريدة (العربي) الناصرية وكان من المساهمين في تأسيسها, وعمل كذلك مدير تحرير لصحيفة (العالم اليوم) الاقتصادية المتخصصة, وقبل ذلك كله عمل لسنوات عدة مديراً لتحرير جريدة الوطن الكويتية في النصف الأول من الثمانينيات.

ومنذ الثمانينيات, أيام رئاسة التحرير للراحل أحمد بهاء الدين, داوم المراغي على كتابة بابه الثابت (أرقام) في (العربي) يقيم من خلاله قضايا التقدم والتخلف في العالم بأسلوب موضوعي ودقيق يعتمد على قراءة الأرقام وتحليلها, وقد جمعت أهم مقالات هذا الباب في كتاب صدر ضمن سلسلة (كتاب العربي) بعنوان (أرقام تصنع العالم) عام 1998 وهو آخر الكتب التي صدرت للفقيد, فقد أصدر قبل ذلك عدة كتب منها (سيناء: الحرب والمكان) 74, و(البترول العربي) 75 و(المدير المصري في طراز عصري) 82 و(مصر والمسألة الاقتصادية) 82, و(القطاع العام في مجتمع متغير) 83.

وقد شغل الفقيد العديد من المناصب النقابية والعامة, فقد كان وكيلا لمجلس نقابة الصحفيين لعدة فترات, وأمينا عاما لاتحاد الصحفيين العرب,وعضوا في العديد من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني مثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان, ودعاؤنا أن ينعم سبحانه على أمتنا العربية بأمثال قلم الراحل ونزاهته أقلاما ورجالا يواصلون مسيرة الاخلاص والنزاهة والوطنية.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

الغزو الإعلامي

الإعلام والسياسة صنوان لا يفترقان, ذلك أن الإعلام يحاكي أيديولوجية معينة وتوجهات محددة. من هنا تقوم بعض الدول باستخدامه لبث أفكار وأخبار من شأنها التأثير في الرأي العام في دول أخرى, بل وأكثر من ذلك تعمد إلى نشر قيم وأفكار هدفها هدم الأخلاق والتقاليد الحميدة التي يتحلى بها شعب ما, واستبدال قيم الفساد والضياع بها.

ولما كان للشعب العربي دور كبير ومهم في الحضارة العالمية وفي مستقبل المجتمع الدولي, فمن وجهة نظر أعدائه لابد من تفتيت هذا الشعب والسعي لضياعه وفساده وانحلاله, والتركيز على استهداف الشباب العربي عماد المستقبل وصناعه بشرذمته وتدميره حتى لا تقوم للأمة العربية قائمة.

فلقد تم رصد أموال طائلة من قبل دول ومنظمات معادية للعرب لإعداد وتنفيذ برامج أعدت للنيل من صمود الشعب العربي, بما فيها من أفكار مسمومة ومدسوسة معادية للعرب والعروبة, داعية إلى التشبه بالغرب وبقيمه الفاسدة دون الاستفادة من تقدمه العلمي, ومشددة على التمسك بسفاسف الأمور والمظاهر الزائفة التي من شأنها إبعاد العرب والشباب العربي خاصة عن جوهر قضيته وعن أفكاره ومعتقداته, والاكتفاء بتقليد الغرب والتشبه به دون التمييز بين الخطأ والصواب. فكم من بدعة تسللت إلى مجتمعاتنا وهي غريبة كل الغرابة عنا, وكم من عادة اندست بين عاداتنا وهي شاذة عن عاداتنا وتقاليدنا. وذلك طبعًا عن طريق البرامج والمسلسلات الأجنبية أو المتقمصة والمقلدة لها, والتي تقوم بغزونا والتطفل علينا في عقر دارنا عن طريق المحطات الفضائية المتعددة.

لذلك, فإننا نهيب بكل وسائل الإعلام العربية العمل والمثابرة على صد ذلك الغزو عن عقولنا.

أنس حبوس
دمشق - سورية

شرقيات

أعمل في مجال الشرقيات (السجاد الشرقي), ومن خلال عملي ألتقي دائما السائحين الأجانب والعرب, وتدور بيني وبينهم دائمًا أحاديث وقصص منها ما هو سياسي ديني ومنها ما هو مجرد كلام.

ومشكلتي أنني من النوع الغيور على كل ما هو عربي أجادل كل من يريد أن يبرهن أننا على خطأ وأجد دائما الأجوبة التي تحرج, ولكن السؤال الوحيد الذي لا أجد له إجابة هو: لماذا لا توجد متاحف عربية للسجاد الشرقي? لماذا لا توجد مجلات عربية للسجاد الشرقي? لماذا لا توجد كتب عربية للسجاد الشرقي? لماذا لا توجد مواقع إنترنت بلغة عربية عن السجاد الشرقي?

فإذا قمت بالبحث على الإنترنت عن كلمة (السجاد الشرقي) فسوف أجد مئات المواقع والمجلات والمتاحف والكتب بلغات شتى باستثناء اللغة العربية.

إنني أتمنى أن تكون مجلتكم أول من يحطم هذا الحاجز بين اللغة العربية وسجادنا الشرقي, ذلك لأنكم المجلة الأرقى والأكثر انتشارا بين المثقفين.

عبدالرحمن زنزول
دمشق - سورية

حكاية النهر المنسي

في عدد (العربي) رقم 544 (مارس 2004) أورد زياد دياب (قصة نهر منسي) ويقصد بذلك نهر العاصي الذي شبهه بنهر النيل, لأنه يجري من الجنوب إلى الشمال بعكس باقي الأنهر في إفريقيا وفي بلاد الشام أيضا.

وقد سرد كاتب المقال قصة هذا النهر جغرافيا وتاريخيا وحياتيا بالنسبة لمشاطئيه, وأورد أساطير عن تاريخ هذا النهر, أضفت على المقال جمالا وتشويقا.

ولكن بعض هذه الوقائع, يحتاج إلى تصحيح نظرا لما شابها من أخطاء جغرافية وتاريخية نوجزها بما يلي:

1 - يذكر أن (العاصي) بعد أن يخترق سهول حمص ثم الرستن يتابع شمالا ليصل إلى (شيزر) وبعد ذلك يشير إلى دخوله مدينة (حماة) ومن المعروف أن حماة تتصل أراضيها بحمص (بعد الرستن مباشرة), أما شيزر فهي شمال حماة بأكثر من 30ك.م.

2 - يذكر أن النهر يستمر باتجاهه نحو الشمال حتى يدخل الإسكندرونة وهو يقصد مدينة الإسكندرونة شقيقة الإسكندرية (كما دعاها). والحقيقة أن (العاصي) يدخل أراضي محافظة الإسكندرونة (وهي اللواء السليب - الذي يطلقه السوريون عليها, باعتبار أن الأتراك سلبوا هذه المحافظة عام 1939 بالتواطؤ مع سلطات الانتداب الفرنسي التي كانت تحتل سورية آنذاك).

ويمر النهر في مدينة (إنطاكية) أكبر مدينة في اللواء, والتي بناها سلوقوس الأول (أو أنطيوخوس) أحد قواد الإسكندر المقدوني, ثم يصب في البحر الأبيض المتوسط قرب السويدية. أما مدينة الإسكندرونة فتقع في أقصى الشمال الغربي من المحافظة على الخليج المسمى باسمها, وعلى بعد 50ك.م من العاصي.

3 - ورد في المقال ذكر بحيرة (قطنية) وأعتقد بأن ذلك خطأ مطبعي إذ أن اسم البحيرة هو (قطينة) أي أن الياء تأتي قبل النون ومع تشديد حرف الطاء.

4 - ذكر أنه تمت أول مصاهرة, بعد هزيمة الفراعنة في قادش, مع أنه من المسلم به أن الفراعنة (ممثلين برمسيس الثاني) هم الذين انتصروا انتصارا ساحقا على الحثيين في معركة (قادش) التي تسمى حاليا (تل النبي مند) قرب بحيرة قطينة, ودحروهم حتى عاصمتهم (كركميش), حاليا جرابلس في أقصى الشمال السوري قرب الحدود مع تركيا.

5 - ورد خطأ مطبعي آخر فيما ذكر ما يسميه أهل العاصي النهر في حمص (إذ يدعونه الميحاس) والصواب هو (الميماس) المنتزه المشهور فيها.

3 - يذكر أن عائلة (دومنة) الحمصية حكمت روما مئات السنين, وعائلة (كركللا) تربعت على عرش روما مدة طويلة.

6 - لم يذكر التاريخ عائلة باسم (دومنة) وإنما عائلة (يوليا) التي يدعوها الرومان باسم جوليا.

وهنا نذكر أيضا أن سبتيموس سفيروس الذي كان قائدا لحامية ليبيا, وأصبح إمبراطورا على روما, لم يكن من ذرية زنوبيا ملكة تدمر المشهورة, وإنما سبقها بسنين طويلة, إذ إنه ولد في ليبيا عام 146 وتوفي عام 211م, بينما عاشت زنوبيا وحكمت مملكتها بعد اغتيال زوجها الملك أذينة, وباسم ابنها (وهب اللات) بعد ذلك بسنين تقدر بستين سنة, حيث دحرها الإمبراطور الروماني (أورليانوس) وقادها أسيرة إلى روما عام 272م.

امتازت فترة حكم أسرة (ساويروس) بميزتين اثنتين:

1 - نقل العبادات الشرقية (عبادة الإله بعل) إلى روما.

2 - التسامح الكبير مع أتباع الديانة المسيحية الناشئة, فبعد أن كان الأباطرة الرومان يتفننون في التنكيل بالمسيحيين وإلقائهم إلى الوحوش الكاسرة والتلذذ بمرآهم مع أطفالهم ونسائهم, والأسود تنهش في أجسامهم, نرى أن المسيحية قد نمت وترعرعت في عهد السوريين الأباطرة, وسمح لهم (أو غض البصر) عن قيام أتباعها بممارسة طقوسهم الدينية, حتى أن كتب التاريخ تؤكد أن (يوليا ماميا) والدة الإمبراطور إسكندر ساويروس, اعتنقت المسيحية أو كانت قريبة من المتدينين بالمسيحية.

ياسر الفرا
حماة - سورية

مراجعات

في رحاب حلب

قرأت في العدد رقم (547) في الشهر السادس - يونيو - عام 2004, في فقرة (كاتب ومدينة) مقال (حلب.. في رحاب السيدة الجميلة) للكاتب: وليد إخلاصي, وقد أعجبني المقال إلا أنه قد حوى عددا من الأرقام التي من الممكن أن تكون قد سقطت سهوا وهي:

- في قوله: (... كان منها عبدالرحمن الكواكبي (1855 - 1902) فالمعروف أن الكواكبي ولد عام 1849 وهو مفكر سوري من أهل حلب أصدر جريدتي الشهباء والاعتدال بالإضافة إلى كتابيه المشهورين.

- وفي تاريخ ولادة السهروردي حيث ذكر أنه ولد عام 1154 والصحيح 1155م ومن أشهر كتبه (حكمة الإشراق) أو المعروف بـ (شيخ الإشراق).

محمد طريف مندو
حمص - سورية

محاولات إبداعية

العصفورة

عندما يستيقظ كل صباح ويفرك عينيه الزرقاوين بيديه الصغيرتين كان يراها تبكي وعندما تلمحه يراقبها تكفكف دموعها وتحتضنه في صدرها ويتألم هو وهي تكاد تعتصره بداخلها وكأنما تريد أن تخبئه في قلبها.

تقف في النافذة لتودعه وكأنه ذاهبٌ إلى رحلة طويلة وفي الحديقة تلازمه كظله وإذا اختفى تصرخ منادية عليه بأعلى صوتها وهي تبكي. في ذلك اليوم اشترت قفصًا وعصفورين أحدهما أصفر بلون الشمس والآخر أزرق بلون عينيه.

وأشارت إلى أولهما قائلة إن هذا العصفور هو أنا والآخر أنت. ابتسم لها وبادلها القبلات وهو لا يعرف كيف يتحول الإنسان إلى عصفور ولكن في ذلك اليوم عندما مات العصفورالأصفر أدرك كل شيء.

شيماء أحمد السيد وهبة
محافظة الغربية - مصر

تصحيح

قرأت في مجلة (العربي) العدد (549) أغسطس 2004 موضوعًا عن الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة وقد حصل خطأ مطبعي في تاريخ ولادته وتاريخ وفاته حيث كتب أنه عاش 99 سنة وأنه ولد سنة 1989 وتوفي سنة 1988 والخطأ جاء فقط في تاريخ ولادته حيث أنه ولد في 1889 نرجو الإشارة.

حمود كريم
[email protected]

وتريات

البَنّة

استذكار
في (المشراق)(1)
كنا نعرف نهر (البنَّه)
(قنوانٌ دانية)(2)
الظل
يتدفقُ من بين دِمَانا!
لا ننساهُ أبدًا,
أبدا,
شيبًا كنا أو شُبانا,
نَستذكرهُ,
أعوامًا,
أعواما,
حركني الوَجْدُ إليه...
أذكرُ أيامي الحلوة..
لا نَصبٌ فيها.. لا بلوى
لا همٌّ في القلبِ فيُشغلُني,
غير الحُبّ هو الشغل الشاغل,
نذكرُ أيامَ الأُنس...
في ليلِ (الجِنَّة.. والعُرْسِ)
عِبْرَ ضفافِك يا (بنَّه)
من أولِ ليلٍ صادق...
حتى غبشِ اللّيل الآخر...
مُذْ كُنا صغارًا يا (بنَّه)
نذكرُ أيامكَ كالجنَّه
بالخوخِ, الرمانِ, الأعنابِ,
الحِنَّه,
وسفائنُ تحملُ أطنان,
التمرِ
يا نهر (البّنَّة) يا عُمري
يا مَهْرَ (المياسةِ) في شِعري,
يا شَوْطَ شبابي البِكرِ,
أحمِلهُ: وهْنًا,
وَهْنًا,
طيًا.. طيًا,
في ذاكرتي: حُبّا يبقى,
يبقى.

عبدالله رمضان العياده
البصرة - العراق

----------------
(1) إحدى مدن البصرة
(2) استعارة قرآنية

وتريات

فتوحاتٌ على ناصيةِ القلبِ

وأفتحُ ظلي على مشتهايَ
لأقطفَ وجهًا
وَجُرحًا لقلبي
وريشة حُزنٍ
لأرسُمَ باباً.. قبابًا
وخيمةَ صبْرٍ
وطينًا تلظى
وماءَ وضوءٍ
وشيئًا جميلاً يُسمى وطنْ

***

وأفتحُ بوحي
سرابًا يطاردُ خيلَ العطش
ضبابًا يُسافر بين جفوني
وبين المدى
فأرسمُ طيفًا على راحتيَّ
تكَوَّرَ غيمًا
شتاءً ينامُ على مذبحينِ
على منبرينِ
ينام السحابُ
تنام الظنونُ
ينام الزمنْ
وأرسمُ سيفًا
يحز المكانْ
وأرسم غمدًا كقبرٍ عتيقٍ
لدفن الزمانْ
وبدرًا يخضب ليل الأماني
وصبحًا لشمسٍ
يغطُّ ضحاها
على منكبيها
يحط الحمام
جناحُ المنايا وسفرُ الشجنْ

***

وأفتح قلبي على مقلتيَّ
وأدخل سرًا إلى مبتغاي
وأرسم ثغرًا
يعانق روحًا
وأمّاً تُقَبِّلُ وجهًا غريبًا
عليه تدلتْ بقايا كفنْ

أحمد رشاد
الرقة - سورية

وتريات

رؤيا ليلة القَدْر

الكَوْنُ يَضْحَكُ مَسْرورًا ويَبْتَسِمُ والأرضُ تَمْلأُها الخيراتُ والنِّعَمُ
والوَرْدُ والطِّيبُ فَوْحٌ والنَّسيمُ صَبا والطَّيرُ أُغْنِيَةٌ والرَّوْضُ مُبْتَسَمُ
والوُدُّ يَمْلأُ كُلَّ الكائناتِ وَقَدْ عَمَّ الوِئامُ وعَمَّ العَدْلُ والكرَمُ
والناسُ تُشْرِقُ بالبُشْرى وُجوهُهُمُ أَسْماعُهُمْ طَرَبٌ أَصْواتُهُمْ نَغَمُ
وَذا يُغنّي وَذا يَميلٌُ منْ طرَبٍ وذاكَ منْ نَشْوةٍ يَدورُ وَسْطَهُمُ
وَذا يَطيرُ ملاكَا في الهَوا مُتَأَلِّقًا وَمُنْتشِيَا والوَزْنُ منْعَدِمُ
حَلَّ النَّعيمُ بِهِمْ والنُّعْمُ والنِّعَمُ فَأصْبَحوا هُمْ نَعيمًا والنَّعيمُ هُمُ
حَفْلٌ كبيرٌ يَجْمع الخَلْق يَزْدَحِمُ يَنْضَمُّ فيه جميعُ الناسِ والنَّسَمُ
والجوُّ تَرْديدُ آياتٍ وَحُبُّ إلهٍ واحدٍ قادرٍ إنْعامُهُ عَمَمُ
صَوْتُ مَهيبٌ علا في كلّ ناحِيةٍ مُسَبِّحًا خاشِعًا باللهِ يَعْتصمُ
سُبْحانَ مَنْ بَدَعَ الكَوْنَ الجميلَ وفي يَدَيْهِ عَيْشُ الوَرَى والبَعْثُ والعَدَمُ
ألَيْلَةُ القَدْرِ جاءَتْ بالبَشائرِ أَمْ يا هَلْ تُرى يَتَراءى الآنَ لي حُلُمُ
فَلْتُقْسَم الليلةَ الأَرزاقُ إِنْ قُدِرَتْ على الخَلائقِ وَلْتُمْنَحْ لَنا قِسَمُ
ما لي قليلٌ ومالي غيرُ جودِكَ رَبِّ هاتِ إنَْ عطاكَ الفَيْضُ والجَمَمُ


محمد عامر كامل الدجاني
عمان - الأردن