المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

جديد جعفر إصلاح في قاعة بوشهري

لم يتوقف جعفر إصلاح (1946) أو يهدأ يومًا عن ممارسة نشاطه الإبداعي على مدى أربعين عامًا منذ أن التحق بدراسة الفنون الجميلة بجامعة بيركلي بكاليفورنيا - الولايات المتحدة.

وتنظم قاعة بوشهري للفنون - الكويت - هذه الأيام معرضًا شخصيًا لمجموعة من لوحاته المنتجة حديثًا، إضافة إلى مختارات من أعماله في الرسم والجرافيك، وقد أقامت قاعة بوشهري في مرات سابقة معرضين للتصوير الفوتوغرافي كشف جعفر فيهما عن مدى حبه وموهبته في التصوير.

وتعكس المجموعة المعروضة، مدى اهتمام جعفر إصلاح الشديد، وإيمانه بالإنسان ودوره اللامحدود المكلف به في الأرض، باعتباره التجسيد الكامل للحب وللوجدانية، كما أن الكثير من لوحاته تحمل مبادئ وأفكارًا فلسفية، وهو معني بدور الفن وأهميته في المجتمع، ويتساءل دومًا: إذا كان الفن مرآة للمجتمع، فما هو دور الفنان وعلاقته بهذا المجتمع؟! وتظهِر هذه اللوحات حوارًا فكريًا وموقفًا إيجابيًا مغايرًا لما يطرح في العادة في معارض الفن بالكويت. ويتساءل جعفر في إحدى مقابلاته عام 1988: كيف نرى، وما هي حدود الإدراك؟ كيف نرى الشيء ولماذا نراه هكذا؟ هل هو انعكاس؟ هل ما نراه حقيقة أم خيال؟

ولأن لكل شخص عالمه الخاص ورؤاه الخاصة، فكيف تحصل عملية النظر هذه، كيف تقرر أنه رأى ولم يتخيل؟

أما الإدراك، فهل هو حر، أو مقيد بالخوف وضيق الأفق؟!

ولجعفر أسفاره المتعددة، عندما نتابعها نجدها تجارب طويلة ملهمة يتكامل بعضها بعضاً وساهمت في تشكيل الكثير من اتجاهاته وتطوراته الفنية، ولم تتوقف حتى الآن عنده هذه الرغبة في التنقل والترحال من بلد لآخر لقناعته بأن الله خلق هذا الكون الفسيح وبحالة رائعة من الكمال والتمام ليحيا فيه الإنسان، أيًا كان انتماؤه، ولم يقلقه يومًا الإحساس بالغربة، فهو يرى في كل مكان يحط فيه، علاوة على التمتع والتأمل بجمال الطبيعة، محبة الناس واكتشاف عادات وتقاليد جديدة، وتعرفه على تراثهم وثقافاتهم المختلفة، مما يؤدي إلى التوسع في إدراك أبعاد العالم الذي نعيش فيه وفهمًا للكون والحياة.

وقد كان لجعفر عدة محطات واستراحات طالت عدة سنوات خلال تلك الحركة الدائبة، أسّس فيها مراسم قدّم من خلالها جلّ أعماله الفنية، وتعرّف على كبار الفنانين أمثال هوكني وكيتاي وفـامـسيانـوس وعــبـدالمـعــطـي وأربيتاسنج وغيرهم. وقد كانت البداية باريس وروما ثم الهند وتبعها بعد ذلك بالقاهرة منذ إيفاده ممثلاً لدولة الكويت في بينالي القاهرة الأول عام 1984 وحتى الآن، ثم إقامته معرضه الاستعادي لمختارات من أعماله المنتجة خلال الفترة من (1967 حتى عام 2000) بمتحف محمود خليل بالقاهرة.

أما جزيرة بالي الإندونيسية محطته الأخيرة فقد أصبح يتردد على مرسمه هناك كل صيف، والذي أنجز فيه الأعمال المعروضة حاليًا بالكويت.

يعتبر جعفر إصلاح أبرز الفنانين التشكيليين في الحركة التشكيلية الكويتية المعاصرة، والمتتبع لرحلته مع الفن يتضح له مدى جهد وإسهام جعفر في تحقيق إنجازات ثقافية وتبني أعمال تشكيلية وقضايا بلده في العمل الوطني. بداية قدم مجموعة من الملصقات الرقيقة للخطوط الجوية الكويتية راعى في تصميمها الإتقان في التكوين والمعالجة اللونية التي تثير الصفاء والهدوء، وفازت هذه الملصقات بالجائزة الأولى لمسابقة كتانيا الدولية للملصقات السياحية عامي 1975 و 1977.أما على صعيد المشروعات التجميلية فقد فاز بنصب بهو مجمع الوزارات 1981 وفاز بمسابقة جدارية ساحة الصفاة عام 1985، وأقام حائط السلام بالواجهة البحرية في شارع الخليج، وكانت الأعمال التجميلية والجداريات الضخمة بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي من أجمل أعماله التي أظهر فيها قيمة فنية وتقنية عالية مستخدمًا مجموعة كبيرة من المواد والخامات (الخشب - الرخام - النسيج) بانسجام وهارمونية متقنة.

كما تولى تصميم مشروع بيت ثقافة الطفل بمركز عبدالعزيز حسين الثقافي وأشرف على تنفيذه.

وقدم لإدارة البريد تصميمات لعدة مجموعات من الطوابع البريدية تسجل الأحداث التي مرّت بها الكويت خلال فترة الاحتلال الغاشم (الرعب البشري - اجتياح الكويت - الإرهاب البيئي وعاصفة الصحراء)، إضافة إلى إصدار خاص تحية لدول التحالف واحتفالاً بتحرير الكويت بعنوان (الكويت تشكر العالم)، وقام بعد ذلك بتصميم مجموعة الطوابع التي تؤرخ لخمسة وعشرين مشروعًا ثقافيًا من المشاريع الرائدة التي شكلت البنية الأساسية للنهضة الثقافية في الكويت.

هذا بخلاف مجموعة كبيرة من المعارض الفردية تجاوزت ثلاثة عشر معرضًا في الكويت وباريس وإيطاليا ومصر وإندونيسيا، وشارك في عدة معارض جماعية فاز فيها بجوائز متقدمة، كما أن غالبية أعماله مقتنيات في بعض متاحف في العالم ولدى أفراد ومؤسسات مختلفة.

يحيى سويلم

افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب

بمشاركة أكثر من 600 دار نشر عربية وأجنبية سيدشن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدورة الجديدة من معرض الكويت الدولي للكتاب في صالات أرض المعارض في مشرف، خلال الفترة من 21 من الشهر الجاري (نوفمبر) حتى اليوم الأول من ديسمبر المقبل، وهو المعرض الذي أصبح حدثًا ثقافيًا مهمًا في الكويت تستعد له كل الأوساط الثقافية والسياسية والاجتماعية بفضل ما يمثله من قيمة تؤكدها محتوياته من الكتب في شكليها الورقي والإلكتروني.

والمعرض الذي سيفتتحه سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد سيشهد تجديدًا نوعيًا من خلال ترتيب الأجنحة، والتي سيراعى فيها المنظر الجمالي، والتنظيم الذي يساعد الجمهور في البحث عن الكتب التي يرغب في اقتنائها بسهولة، بالإضافة إلى تجديد محتويات الصالة الرئيسية التي تميز معرض الكويت الدولي للكتاب في كل دوراته، كي تضم الكتب الحديثة الصادرة في عامي 2006 و 2007، وذلك من أجل وضع القارئ أمام كل جديد في عالم الكتب، وستشارك دور النشر في هذا المعرض بشكل مباشر أو عن طريق غير مباشر «بالوكالة».

وفي شهر مايو الماضي راسلت إدارة المعارض في المجلس الوطني دور النشر المقترح مشاركتها في المعرض، وجاءت الردود متماشية مع ما يتطلع إليه المجلس الوطني من ضرورة وجود إصدارات جديدة، وذات قيمة ثقافية في محتواها، مع مراعاة التنوع من أجل إثراء المعرض، وترك الفرصة أمام الجمهور لاختيار ما يحتاج إليه من كتب.

وأشارت الأجنحة التي سيتضمنها المعرض إلى مشاركة كل الدول العربية من خلال دور نشرها، بالإضافة إلى مشاركة دور نشر محلية ومن الدول الأجنبية التي ستشارك في هذا المعرض: إيران، بريطانيا والسويد، بالإضافة إلى أن دور نشر عربية ستوفر في أجنحتها الكتاب الأجنبي من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والهند وغيرها.

وستحظى دورة هذا المعرض بمشاركة 12 دار نشر إلكتروني، من مختلف بلدان العالم، ستعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة من إصدارات وبرامج، ومناهج علمية، وتقنيات في مجال الاتصالات والمعرفة، في سبيل التواصل مع التطورات التي لحقت بالعصر في هذا المجال المهم.

وكشف مدير إدارة المعارض في المجلس الوطني سعد المطيري أن للطفل أهمية خاصة في هذا المعرض من خلال أجنحة مختلفة سيراعى أن تكون في صالة واحدة لمساعدة أولياء الأمور على اختيار ما يناسب أطفالهم من كتب، ووسائل، وبرامج إلكترونية معرفية متطورة. والسعي إلى تلبية متطلبات الناشئة من الثقافة والعلم والمعرفة في شتى المجالات، ومن ثم فقد تنافست دور النشر، التي تعتني بالطفل في سبيل تقديم كل جديد ومتطور.

وقامت إدارة المعرض بفهرسة إصدارات دور النشر المشاركة، ومن ثم وضعها في فهرس المعرض الذي يصدر كل عام، في شكليه الورقي والإلكتروني، والمتوافر بصورة واضحة في أروقة المعرض وهناك خطة شاملة سيتم تطبيقها في الدورة الحالية، وتشمل إعادة ترتيب الأجنحة حسب التخصصات والمجالات.

وسيقام على هامش معرض الكتاب معرض للفنون الجميلة التشكيلية والخطية والنحتية وخلافه، إلى جانب الاهتمام بالجوانب التراثية الكويتية.

مدحت علام

بيروت

فيليب حتي وتاريخ العرب

قد لا يكون المؤرخ اللبناني الكبير الراحل فيليب حتي صاحب «تاريخ العرب» وسواه من الأعمال التاريخية التي كان لها شأن مرموق في عالم الدراسات الأكاديمية في زمانها، معروفًا اليوم بما فيه الكفاية سواء في لبنان أو في سواه من الأقطار العربية. فلا شك أن شاعرًا لبنانيًا كالأخطل الصغير أكثر شهرة منه لبنانيًا وعربيًا معًا. ولكن فيليب حتي قامت له شهرة واسعة في النصف الأول من القرن العشرين لا في العالم العربي وحسب بل وفي العالم قاطبة كمؤرخ ذي بوصلة سويّة في التعامل مع تاريخ العرب والمسلمين، وكشخصية أكاديمية وثقافية واجهت الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة، وانتصرت للحق العربي في فلسطين. وقد استحق، لأجل مواقفه الناصعة هذه، تقدير جهات عربية كثيرة أشادت بعلمه وبعروبته. فالمغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود كان يعتبره «سفير العروبة وسفير الإسلام وسفير المسيحية وسفير كل إيمان في العالم، وخصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية».

بدأ فيليب حتي الذي احتفلت بلدته اللبنانية شملان أخيرًا بإزاحة الستار عن تمثال له، حياته تلميذًا في ما يسمى عندنا في لبنان «بمدرسة تحت السنديانة». وهي المدرسة الجبلية التي كان الطلبة يتلقون فيها العلم لا في غرف، بل تحت سنديانة قديمة. في هذه المدرسة لم يكن التعليم يقتصر على مبادئ الصرف والنحو وما إلى ذلك، وإنما كان يتجاوزها إلى مبادئ الحياة والسلوك والوطنية.

ففي الحديث الذي أدلى به فيليب حتي إلى أحد الصحفيين اللبنانيين قبل رحيله بسنوات، ذكر أنه استفاد كثيرًا من مدرسة القرية: «فالأساتذة الذين علّموني كانوا يُتقنون زراعة الأرض وتنمية المدرسة، وقد علّموني أشياء كثيرة منها أن أهل الضيعة إخوة، وأن الدروز والموارنة إخوة. كما علّموني محبة الله، ومحبة الإنسان، ومحبة الأرض». ومع أن فيليب حتي شرّق وغرّب، وأقام سنوات طويلة في الولايات المتحدة الأمريكية يدرّس التاريخ في جامعات برنستون وهارفرد وكاليفورنيا (وقد تخرّج في هذه الأخيرة)، كما درّس التاريخ في جامعة بيروت الأمريكية، فقد ظلّ في سلوكه الشخصي، وفي سلوكه الأكاديمي على السواء، أمينًا لتلك المبادئ التي تلقاها في مدرسة «تحت السنديانة» في قريته. ففي ما كتب عن العرب والمسلمين في كتبه ودراساته حبّ ما بعده حب للحضارة العربية الإسلامية، وإنصاف وافر لها. والواقع أن من يقرأ كتابه الموسوعي الضخم «تاريخ العرب» الذي كتبه في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، يعثر على كنز من المعلومات التاريخية الدقيقة، وعلى تحليلات وافية عما قدمه العرب والمسلمون للحضارة الإنسانيــة. ولا شك أن هذا المؤرخ اللبناني، الذي ينتمي من حيث أصوله الدينية إلى النصارى، قد تعرض في الولايات المتحدة إلى ضغوط وإغراءات كثيرة من اليهود ومن سواهم من أعداء العرب والمسلمين، ولكنه بقي ممثلاً شريفًا لبني قومه، وبخاصة لقضيتهم المركزية فلسطين التي كان سفيرًا لها بالإضافة إلى سفاراته الكثيرة التي أطلقها عليه الملك عبدالعزيز.

والطريف في هذا المؤرخ أنه لم ينس لبنانه وجذوره اللبنانية يومًا، فإلى لبنان، وإلى قريته شملان، كان يأتي كل صيف لتمضية عطلته فيهما. وأذكر أنني كنت، وأنا في مطلع الصبا، وأهلي يصطافون كل سنة في شملان، أمرّ على الطريق العامة في هذه القرية فأرى شخصًا جالسًا في حديقة منزله ومعه كتبه وأوراقه حينًا، أو يمشي في هذه الحديقة ومعه مقص يقصّ به بعض أغصانها الناتئة. وقد علمت لاحقًا أنه فيليب حتي المؤرخ الكبير الذي يترك الولايات المتحدة كل عام ليمضي شهرًا أو شهرين في القرية التي ولد فيها.

ولعل أطرف ما رواه لي يومًا أنسباؤه أنه قبل أن توافيه المنية في ولاية من ولايات أمريكا، طلب كاهنًا مارونيًا على عادة الموارنة عندما يشعرون، أو يشعر أهلهم، بدنوّ أجلهم.

ولكن الولاية التي كان يقيم فيها فيليب حتي كانت خالية من أي كاهن ماروني، فظنّ أهله أنه سيقبل، والحالة هذه، بأي كاهن آخر حتى ولو كان من البروتستانت، نظرًا لعشرته الطويلة لهم في الجامعات. وعندما أحضروا فعلاً أحد الكهنة البروتستانت، أصرّ المؤرخ الكبير على حضور كاهن من الطائفة المارونية.

فاستقدم أهله على جناح السرعة هذا الكاهن الماروني من ولاية أخرى.

وهذا إن دل على شيء، فعلى رسوخ الموروثات الدينية التي ورثها عن آبائه وأجداده في ذاته. ومن وحي لبنانيته وحبه لبلده، كتب فيليب حتي في سنواته الأخيرة كتابًا عن تاريخ لبنان، قد لا يكون برأي بعض الدارسين بمستوى ما كتبه عن تاريخ العرب. ولكنه كتاب أملاه عليه، على الأرجح، حبه لبلده ولتلك الموروثات العميقة في النفس، والتي مهما شرّق اللبناني وغرّب، فإنها تبقى ثابتة لا تحول ولا تزول.

على أن فيليب حتي يبقى في الذاكرة الثقافية العربية ذلك المؤرخ الكبير الذي ربّي، وعلّم أجيالاً على حب العرب والإسلام وإنصاف حضارتهما، ومات في برنستون عام 1978، أي بعد نشوب الحرب اللبنانية بثلاث سنوات، وفي قلبه جرح على لبنان الذي كان يحترق في تلك الفترة.

جهاد فاضل

القاهرة

مائة ألف قطعة في أكبر متحف لآثار مصر

على بعد أميال قليلة غرب القاهرة وبالقرب من أهرام الجيزة يقوم فريق مكون من 25 مهندسا معماريا مع 350 عاملاً بالعمل في متحف الآثار العملاق الجديد على مساحة 117 فدانا. وقد أطلقت مصر حملة لتمويل المشروع الذي تقدر تكلفته بحوالي 550 مليون دولار.

وأول محاولة لجمع المال اللازم لبناء المتحف تمثلت في المعرض الجديد للآثار المصرية في متحف الفنون في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة تحت شعار «توت عنخ أمون والعصر الذهبي للفراعنة».

من المقرر افتتاح المتحف الجديد عام 2009 ليعرض على الأقل مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعوني والروماني واليوناني وهو ما يعني إعطاء دفعة كبيرة لقطاع السياحة.

يقام المتحف الجديد على سهل صحراوي على حافة وادي النيل. حيث يرى زائره أهرام الجيزة وهي أحد أعظم الآثار في العالم.

وتقود البوابة المثلثة العملاقة في مدخل المتحف إلى باحته الرئيسية التي سيتصدرها تمثال ضخم للفرعون رمسيس الثاني يصل وزنه إلى 83 طنا نقل إليها من قلب العاصمة بميدان رمسيس.

وقد انتهت المرحلة الثانية فى يونيو 2005 بإنشاء مركز ترميم الآثار الملحق بالمتحف ومحطة الطاقة الكهربائية ومحطة إطفاء الحريق بحيث يستقبل مركز الترميم الآثار التى ستعرض بالمتحف لإجراء أعمال الصيانة والترميم اللازمة وإعدادها بحيث تكون جاهزة للعرض فور الانتهاء من مبنى المتحف. تبلغ واجهة المتحف 600 متر عرضًا بطول 45 مترا وتتكون من حجارة الالباستر الشفافة.. ومركز الترميم بمساحة 14 الف متر مربع.

وتعلو واجهة المتحف بارتفاع خمسة ادوار وذات حوائط شفافة مضاءة ليلا لترى من مختلف انحاء القاهرة، فيما روعي فى ارتفاع الحوائط أن تتصل مع ابعاد الهرم الاكبر بحيث إذا أقمنا خطًا مستقيمًا من نهاية حوائط المتحف سيصل الى اعلى قمة للهرم الاكبر بمنطقة الأهرام.

وصف ستيفن جرونبرج عضو فريق التصميم الخاص بالقاعات الداخلية للمشروع، المتحف المصرى الكبير بأنه أعظم مشروع ثقافي عالمي ينفذ خلال القرن الحالى، وسيتفوق على متاحف العالم من حيث اهميتها لكونه متحفًا مصريًا وعن الحضارة المصرية ويقام فى مصر.

وأضاف ان التنوع الذي يتميز به المتحف يظهر فى طرق المداخل والسلالم والممرات الداخلية وطرق وضع التماثيل والقطع الأثرية وفلسفة إبراز الأثر وأهميته بالإضافة إلى الاستعانة بنفس درجات الألوان، التي كانت تميز الفن عند المصري القديم وهــو ما يظهر على جدران المعابد والتمائيل والنقوش الأثرية عند المصري القديم.

وأشار الى أنه سيتم احياء اللغة المصرية القديمة عبر كتابة جميع الارشادات واللافتات التى تصف أو تشرح الأثر باللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة الى اللغة المصرية القديمة المكتوبة بالهيروغليفية ليتسنى للزائر معرفة هذه اللغة ومعايشة أجواء الماضى العريقة.

وأخيرا سيقوم فريق التصميم بإقامة متاحف داخل المتحف الكبير، حيث سيتم نقل متحف مراكب الشمس بمنطقة الأهرام إلى المتحف الكبير، بالاضافة الى عمل صورة طبق الأصل من مقبرة توت عنخ أمون وبالشكل الذى وجدت عليه عندما اكتشفت بالإضافة إلى الكنوز المختلفة للفرعون الذهبى الصغير، مع وضع القناع الذهبى النادر فى منتصف قاعة العرض الخاصة به ليتمكن جميع من بالقاعة من التمتع بمشاهدته من مختلف الزوايا والاتجاهات.

وقال فاروق حسنى وزير الثقافة انه تم تشكيل مجلس لأمناء المتحف المصرى الكبير برئاسة السيدة سوزان مبارك ويضم شخصيات مصرية وعربية ودولية على مستوى رفيع لمؤازرة المشروع العملاق.

مصطفى عبد الله

صنعاء

الوثائق العربية.. في مهب الريح!

عادة ما يفتش التاجر المفلس في سجلاته القديمة آملا في العثور على ديون لم تستوف بعد.

المسألة ببساطة لا تتعدى اللهث وراء احتمالات العثور على وثيقة أو أدلة تثبت أن ثمة دينًا أو حقًا لا يزال عالقا في ذمة احدهم.. لكن الأمر يزداد صعوبة إذا ما كنت أمام تاجر مفلس ولا سجلات منظمة ودقيقة له، عندها فقط يتحول الحق الضائع إلى مجرد سراب. ثلاثية التاجر المفلس والدين الضائع والسجلات المتآكلة تحولت إلى جزء من فكرة ساخرة أصر أحدهم ويعمل رئيسا لأحد المراكز الوثائقية العربية على أن يختزل بسردها تفاصيل مملة ورتيبة تلخص واقع الأرشيف العربي ...الذي لايزال - كما يقول - متخبطا في خيبة التاجر المفلس والسجلات التائهة والدين الضائع!!.. الذي يمثل ضياعه جزءًا من هوية أمه لايزال البحث عنه جاريًا!!

مؤامرة خارجية!!

د. محمد حسن أبو الرز رئيس جمعية المكتبات والمعلومات بالأردن أصر على أن يستهل حديثة لـ «العربي» بتأكيد نظرية المؤامرة وان ثمة أصابع خفية خارجية تقف وراء العبث بالأرشيف الوثائقي العربي بالقول: «أنا لا استبعد وجود جهة تخطط وتنفذ لسرقة الوثائق العربية ليعيدوا كتابة التاريخ كما يشتهون، وما هو موجود من الوثائق والمخطوطات العربية في الخارج أكثر مما لدينا لأسباب تتعلق بالاستعمار والفترة التي تعرض خلالها الوطن العربي لسيطرة القوى الأجنبية، هذه القوى التي سربت الكثير من الوثائق وهناك جهود كثيرة بذلت لاستعادة هذه الوثائق، وأذكر من هذه الجهود جهود مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية والذي بذلت إدارته - ممثلة بالدكتور عدنان بخيت - مساعي كبيرة، حيث لف د.بخيت العالم ليجمع الوثائق المتعلقة بالأردن وفلسطين والـــــوطن العـــربي لكن المـــشوار لا يزال طويلا». ويرى د.أبو الرز أن التفريط بالوثيقة العربية التي هي رمز للهوية العربية هو تفريط بالهوية العربية ذاتها «ولذلك يفترض الوقوف بقوة وحزم من خلال تعاون الجهات المختلفة ذات العلاقة الرسمية والخاصة لحماية هذه الوثيقة ومنعها من التسرب إلى الخارج من خلال الرقابة على المراكز والجهات وحتى العائلات التي تتوفر لها وثائق شخصية يمكن أن يكون لها بعد وطني».

من جهته يؤكد الدكتور قاسم أبو حرب نائب رئيس المكتب التنفيذي للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف أن تهريب الوثائق والمقتنيات التراثية موجود ومنتشر في كل دول العالم ولكن الإشكالية في الوطن العربي تكمن في قضية التشريعات والقوانين المرتبطة بقانون العقوبات في البلد، وبالتالي لا يمكن السيطرة على هذا الموضوع كليًا لمنع هذه التجارة، وإن أمكن الحد منها من خلال القوانين وتطبيق اللوائح الداخلية داخل المؤسسات الأرشيفية.

ويرى الدكتور أبو حرب أن ضمان الإدارة السليمة للأرشيف الوطني في كل دولة هي أجدى وسائل مناهضة عمليات تهريب الوثائق والمخطوطات.

ويعتقد أن تشجيع أنشطة التهريب التي تسببت في ضياع مئات الآلاف من الوثائق العربية ناتج عن سوء أداء الأرشيفات العربية ذاتها، مشيرًا إلى ذلك بالقول «العمل غير المهني داخل الأرشيفات يؤدي إلى التسيب أحيانا والى ضياع أو فقدان الوثيقة أو المخطوط وفي كل الأحوال عدم توفير الضبط الفكري للمقتنيات هو أحد الأسباب لتسرب بعض هذه المقتنيات وبيعها للخارج وبالتالي على رؤساء الأرشــيفات أن يكونوا واعين تمامًا لما يدور داخل أرشــيفاتهم وان تكون هناك مراقبة دائمة وأن تكون هناك إعادة مسح للمقتنيات لمعرفة الموجودات في مكانـها أو لا». د.محمد غوشة عميد مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية بفلسطين أعرب بدوره في سياق حديثه لـ «العربي» عن اعتقاده أن ثمة وعيًا كبيرًا قد تبلور لدى الأرشيفيين العرب بأهمية حماية الوثائق وسن القوانين اللازمة لحفظها وحتى على مستوى الحفظ نفسه هناك خبراء لدى المؤسسات الأرشيفية العربية لحفظ الوثائق ووقايتها من عوامل الطقس والأرضة.

ويرى غوشه أن التسريب بدأ حقيقة منذ القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وكانت هناك حملة كبيرة لشراء واقتناء وحتى سرقة الوثائق من مستشرقين وباحثين غربيين وسماسرة وتجار، الجميع يجب أن يحافظ على الوثيقة لأن الوثيقة إرث حضاري، حتى في ظل الاحتلال يجب ألا تداس الوثائق بالأحذية أو تسرق أو تسلب أو تحرق لأنها إرث حضاري للبشرية جمعا

ويتهم غوشة الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء النهب والتهريب والسطو المنظم على وثائق الأرشيف الفلسطيني بالقول: «وجود الاحتلال حقيقة أثر وأي احتلال يؤثر على الوثائق، فمثلاً الاحتلال المغولي دمر الوثائق في بغداد والاحتلال الصليبي دمر الوثائق في فلسطين».

عادل أحمد الصاوي

تونس

رهائن للبيع!

دائما ما تكون النصوص العظيمة حمالة أوجه فما بالنا إن كنا نتحدث عن الإرهاب الأسود؟ وفي العرض المسرحي التونسي «رهائن» تصدت مؤلفة النص ليلى طوبال إلى جوار المخرج «عز الدين فنون» الذي قام بدور «الدراما تورج والمخرج» معا إلى مصطلح «الإرهاب» الشديد التعقيد والالتباس باقتدار وحساسية بالغين في رحلة للوعي متوجهاً بخطابه للجميع: «أتوجه إليكم أفرادًا وجماعات ودولا إرهابية.. لأتحداكم»، إذن فالخطاب أيضاً موجه لصناع الإرهاب من مختلف الهويات والتوجهات والمشارب والأيديولوجيات بعد أن تخطى المواطن العربي والمسلم المستهدف مرحلة الذهول والدهشة إلى مرحلة الوعي والإدراك.

«تخنقت» «إحنا فين» «أيش نوه اللي صار» «علاش شدونا» «ما نعرفش» «النفس.. الهواء» «الشبابك.. حلوا الشبابك» «نحب نخرج» «الباب.. وينو الباب» «فين دخلنا.. وينو الباب». هذه العبارات ترددت على ألسنة مجموعة من الرجال والسيدات «هم شخوص المسرحية» ينتمون جميعهم إلى الطبقة الوسطى بشرائحها المتعددة في أي مجتمع على ظهر البسيطة «موظفة، ربة منزل، لاعب كرة قدم، كوافير، فنانة ناشئة»..، جمعهم حلم السفر للحرية وحياة أفضل التقوا جميعهم في «الميناء» وفجأة تنقلب الدنيا رأساً على عقب وتدوي أصوات المدافع وطلقات الرصاص المجنونة المختلطة بأصوات الطائرات والآليات ليجدوا أنفسهم جميعاً في أحد المعتقلات الواقعة في اللازمان واللامكان والتابعة لجهة إرهابية ما قد تكون أفراداً أو جماعات أو حتى دولة.. وهذا هو بيت القصيد الذي تتضح معالمه مع رواية كل منهم لملابسات اعتقاله التي كان القاسم المشترك الأعظم فيها أن الإرهابيين يتكلمون لغة غريبة عن أولئك الرهائن لكن جميعهم فهمها وكلهم ينهون رواية ملابسات أسرهم بعبارة واحدة «ماعرفتش بأنهو لغة يحكي أما فهمتو»، قاسم مشترك آخر بين الإرهابيين هو أنهم جميعا يزعمون الإيمان بالديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان وشعارهم أيضاً «لا للإرهاب»!! فضلاً عن كونهم مدججين بالأسلحة والقنابل من أجل تحقيق غايتهم النبيلة والكل ينتهك الإنسانية باسم الإنسانية والحرية.

يمر الرهائن منذ لحظة أسرهم بمحن متصلة، فتارة يفكر بعض هؤلاء المساكين في أن يحاولوا مناقشة الأمر مع أولئك الإرهابيين المجهولى الهوية..، لكن البعض الآخر من زملاء المحنة يعترضون على الفكرة موضحين سخافتها وعدم جدواها منطقياً، فالنقاش من وجهة نظرهم إزاء هؤلاء الإرهابيين الذين لا يفهمون إلا لغة الحديد هو سلاح الضعيف الذي يحول الأمر برمته إلى مجرد جدل بيزنطي وكذبة كبيرة.. ويتحول الحوار بين الرهائن حول النقاش مع الارهابيين إلى تجسيد حقيقي «لمسرح العبث» الذي يحمل كل مفردات الكوميديا السوداء التي تبصر المتلقين بمعاناتهم ومشكلاتهم الخاصة التي هي في آن واحد مشكلات عامة لملايين البسطاء الذين يحيون بين ظهرانينا في هذا الوطن الكبير وكل بلدان العالم الثالث الذي يعاني التخلف والفقر والجوع والمرض، فضلاً عن ديكتاتورية الطغاة من الأجانب أو حتى من أبناء الوطن.

ووسط الحالات التي تنتاب أولئك الرهائن والتي تجسد الخوف والقهر والحذر والترقب والانهيار وانتظار موت أصعب من الموت ذاته.. تلك الحالات التي يعانيها رهائننا في آن واحد بصورة تقترب بهم مراراً وتكراراً من حافة الجنون.. يتجلى أمران: الأول؛ عمق تلك المأساة وفداحتها؛ التي تنضح بأسوأ ما في النفس الإنسانية حتى أن الرهائن يقترعون على تقديم قربان بشري منهم للإرهابيين فداء لأنفسهم.. وكل منهم يكيل الاتهامات التي تدين زميله في المحنة والمتهم يدافع عن نفسه في يأس دون جدوى؛والأمر الثاني هو تصدير تلك الحالة الصادقة للمتلقي إلى حد الشعور بالتوحد مع هؤلاء الرهائن ليخوض معهم رحلة الوعي والإدراك أنه هو الآخر رهينة الظروف والملابسات ذاتها.. وإذا كانت تلك الشخصيات تعاني انتظار الموت فالمتلقي هو الآخر يعاني انتظار حلول الدور عليه.

وإذا كنا قد رأينا الرهائن مقيدي الأيدي خلف ظهورهم في لحظة انتقال بين المشاهد الأولى للرواية إلا أننا نعي ما تعرضوا له من قهر وتعذيب ونحسه على الرغم من أننا لم نره مجسداً على خشبة المسرح، لكن المشهد الأكثر قسوة الذي نراه مجسداً على الخشبة هو لحظة تبادلهم وضع العصابات السوداء على أعينهم لنكمل بقية العرض المسرحي مع العيون العمياء والأجساد القعيدة التي تتحرك زحفاً - على الركب أو المقعدة أو الجسد بكامله - فضلاً عن التكوينات التي تصنعها تلك الأجساد التي تتحول إلى كتلة بشرية واحدة من العذاب المجسد تذكرنا بما رأيناه من صور لمعتقل «أبو غريب» وحركة فى معتقل «جوانتانامو» الشهيرين؛ لكن تبقى أصابع الاتهام تشير إلى أكثر من مسئول فالكل متهم ومسئول بمن في ذلك الأنظمة والمتواطئون ونحن أنفسنا الذين تركنا مصائرنا في أيدي الآخرين ليحولونا إلى رهائن تموت رعباً وفرقاً في كل لحظة قبل أن تموت بالرصاص أو الأحزمة والسيارات المفخخة. نحن الذين نقتتل حتى في الأسر، نحن رهائن أنفسنا أولا، رهائن الفقر والتخلف والجوع واللامبالاة وقوارب الموت التي تلتهم أشقاءنا وتلقي بهم في قاع البحر أو المحيط الذي كان يفترض أن يحملهم لحياة أفضل؛ نحن رهائن شرطة الهجرة في أربعة أركان الأرض، رهائن الموت جوعا أو أغتيالاً في بلاد تنهبنا آلاف المرات في اليوم الواحد.. بلاد تنهب ثرواتنا ونفطنا وزروعنا وصحتنا وأحلامنا منذ قرون دون أن يطرف لها جفن؛ نابالم طائراتهم ومصانعهم يصب علينا الجحيم منذ الحملات الصليبية وحتى اليوم عبر حربين كونيتين لم يكن لنا فيهما ناقة ولا جمل.ينتمي مخرج العرض ومدير مسرح الحمراء «عز الدين قنون» لجيل ما بعد الاستقلال في تونس الذي تلقى تعليماً متوازنا مزج بين الثقافة العربية والثقافة الغربية منذ سني التكوين الأولى؛ ثم تلقى مرحلة الصقل النهائي في الغرب، هو الذي أعطى للمسرح التونسي سماته الخاصة التي اتضحت منذ فترة الثمانينيات وإلى اليوم؛ ومعظمهم الآن بين العقدين الخامس والسادس من عمره عادوا إلى تونس بعد إتمام مراحل التعليم العالي وما بعدها حاملين مزيجاً خاصاً من مدارس مسرحية كبرى في لندن وبرلين وستراسبورج وغيرها.

خالد سليمان





افتتاح المعرض الشامل في متحف الكويت الوطني مع سمو الشيخ ناصر المحمد حينما كان وزيراً للإعلام في عام 1984





 





 





لحظة رفع الستار عن التمثال





مدخل المتحف كما تخيله المصمم الهندسي





مخطوطة إسلامية نادرة في فن الهندسة المعمارية





مخطوط يمني يعود إلى العصر الحميري استعيد نهاية العام 2003م من مكتبة أثرية بمدريد





الأرشفة البدائية للوثائق جزء من منظومة الإهمال





محن متصلة يمر بها الرهائن تجسد الخوف والقهر والانهيار