شعْرٌ وتأمُّل

- 1 -

في البَرِّية، ونحن صغار

كنّا نَنْزَعُ عن كل شيء ما يستُرُ عُرْيَه

أنظرُ إلى هذا الحقل المتلألئ تحتَ شمس الربيعِ

إنني أعرفُ الثيابَ الداخليةَ

لكل زهرةٍ فيه!

 

- 2 -

مكثَ يُحدِّقُ في الوردةِ

حتى انفجَرتْ!

 

- 3 -

عندما أتوقَّفُ عن الدهشةِ

أمامَ مشهد الوردةِ

فسأذهبُ للبحثِ عن القانونِ

الذي يقبعُ وراءها

 

انفجار «البيغ بانغ» نفسه

قد لا يكون بأهميةِ انفجار

برعم زهرة!

 

- 4 -

وقفوا تحتَ شجرةِ الجَوْزِ

وراحوا يتحدَّثون عن عاصفةٍ قادمةٍ

فتساقطتْ أوراقُ الشجرةِ

من شدَّةِ الخوفِ!

 

- 5 -

مضمُومةَ الأجنحةِ

تندفعُ عصافيرُ الدُّوري

من شجرةِ الجَوْزِ إلى شجرةِ التِّينِ

كأنَّ هناك

مَن يُراشِقُ بها!

 

- 6 -

إنه وهمُ نسمة

أكثر مما هو نسمةٌ حقيقيةٌ

ذلك الذي جعلَ أوراق الشجرةِ تتساقط

حتى، من دون أن تشعر أغصانُها بذلك

ومع أنني شاعرُ أشجارٍ

أكثر مما أنا شاعرُ أي شيءٍ آخر

فلم أتمكّن من التعليقِ على المشهدِ

فليحاول القارئُ مشكورًا

أن يعتمدَ على نفسِهِ هذه المرّة

ويُسجِّل التعليق الذي يُريد

فإذا لم يستطعْ، فلَهُ أن يقول:

ليس الهواء هو الذي أسقط أوراقَ الشجرةِ

بل الموت!

 

- 7 -

حبَّةُ البلُّوطِ

هي في نهايةِ المطافِ

شجرةُ بلوّط مُعَلَّبة

غيمةُ السماء هي موجةُ البحرِ

موجةُ البحرِ هي غيمةُ السماءِ

 

عجبًا

تحدثُ الأشياءُ

كأنما لا يحدثُ أيّ شيء!

 

- 8 -

هل تَرَيْنَ الفراشةَ؟

عجبًا، كيف تصمدُ هذي الهشاشةُ

بجناحَيْن؟!

كانَ ذلك ظلُّ شخصٍ

ينظرُ إلى ظلِّ حِرْذَوْن

يركضُ على ظلِّ غصن

في ظلِّ شجرةِ زيتونٍ!.

----------------------
* شاعر من لبنان.