سلامة البشرية في سلامة البيئة

سلامة البشرية في سلامة البيئة

الدولفين.. قابلة ممتازة وإن كانت غير قانونية

طالما حـاول العلماء الحد من آلام الوضع والولادة بلا طائل. وفجأة تحققت التمنيات. أو كادت. ولكنهـا لم تتحقق بفضل العلماء وإنما بفضل الدلافين.

ويعجـب المرء لهذا الحوت الذكي الوديع. فقد كـان للبحارة خير رفيق، ينقـذهم من مآزقهم ويهديهم سواء السبيل. وها هـو يوشك أن يصبح خير قابلة للمرأة الحامل. يضمن لها الحد من آلام الطلق والـولادة، ويمكنهـا من وضع ما في بطنها بسرعة وسهولة. فيضيف إلى مكرماته المعروفة، مكرمة أخرى جديدة.

ذلك أن الدولفين يصدر ذبذبات فوق صوتيـة. من شأنها أن تسهل مهمة الولادة وتساعد على إنجازها بسرعة. ولا يشترط من أجل ذلك أكثر من تعرض المرأة الحامل لهذه الذبذبـات عن قرب. أمـا سر فاعليـة هذه الذبذبات فإن العلم لم يكشف النقاب عنه بعد.

لا عجـب إذن أن حلـت أحواض الدولفين محل مستشفيات التوليد، أو كـادت. وتتميز هذه الأحـواض بـالعمق والحرارة المنـاسبين . نـاهيك عن المستحضرات التي يضيفها العلماء إلى مياهها.

شجر قديم يجود بثمار جديدة

المواد البـلاستيكيـة مـواد اصطناعية مخلقـة، يصنعونها من البترول، كـما هـو معـروف. وتتميز بخصائص مختلفة تجعلها ذات فوائد عديدة. أضف إلى ذلك أنها قليلة التكـاليف بحيث تتنوع منتجاتها وتتكـاثر استعمالاتها. بيـد أن المواد البلاستيكيـة لا تحلل ولا تتلاشى. من هنا كـانت نفاياتها مصدر تلوث بيئي كبـير.

وفـوجئت الأوساط العلمية في أواخر شهـر إبريل الماضي سنة 1992 بإنجاز علمي فـذ، إنجاز معجـز يذكـر المرء بقصص الخيال العلمي. فقـد نجـح العلماء الأمريكيون (مائتان منهم بالتحديد) نجحـوا في صنع مواد بلاستيكيـة جديدة، من النبات لا من البترول. أي أنهم صنعوا "بلاستيك " عضويا حيا بدلا من البلاستيك الميت. وضمنوا للبلاستيك الجديد كل الخصائص التي تميز بها البلاستيك القديم. وضمنوا له بالإضافة إلى ذلك القـابليـة للتحلل والتـلاشي وهي الخاصـة التي افتقـر إليهـا البلاستيك الميت القديم. وهكـذا نجحوا في صنع بلاستيك لا يلوث البيئة من بعيد ولا من قريب.

أما الشجرة التي اختارها العلماء لكي تجود بالبلاستيك ثمارا وكأنه التفاح أو الخوخ أو البرتقال. فهي من أقربـاء شجرة الخردل. فقد مكنتهم أساليب الهندسة الوراثية أو الجينية من العبث ببنية هذه الشجرة الـوراثية بحيث أصبحت تثمـر البلاستيك من نوع ( P H B ). وتسنى لهم ذلك بزرع جينة معينة في بنية الشجرة المذكورة. وقد انتزعوا تلك الجينة من بنية إحدى فئات البكتريا. فقـد اكتشف العلماء في هذه البكتريا القدرة على تحويل السكر إلى بلاستيك من نوع ( Polyhydroxybutyrate ) أو اختصارا ( p h b ) وذلك تلقائيا وبصورة طبيعية. واكتشفوا أيضا الجينـة المعينـة التي تنفـرد بالقيام بهذا التحويل ونجحوا في انتزاعها من بين الجينات العديدة التي تحتوي عليها بنية البكتريا. انتزعوها من بنية البكتريا هذه ليزرعوها في بنية الشجرة تلك.

وما أسرع ما نجحت التجارب العملية وأصبحت الشجرة السالفة الذكر تجود بمحصول لا بأس به.

دليل آخر على حلول عصر القيظ

مـازالت ظـاهـرة البيت الـزجـاجي مـوضع شك بـالنسبـة إلى بعض العلماء. فهم يشكون في أن عصر القيظ قد أتى بالفعل. ولكنهم لا يشكون مطلقا في أنه آت على كل حـال. ولعل في الصورة المرفقة ما قد يقنعهم بأن عصر الحر الشديد قد حل وغلب على المناخ العالمي ككل. في صورة التقطتها الأقمار الصناعيـة بحيث نستطيع القول بأنها صورة أمينة وتصور الواقع 100%.

انظر البقع الحمراء التي تراها في المحيط الهندي بين آسيا وأستراليا حول جزر الهند الشرقية. فاحمرارها القاني هذا إنما يـدل، كما يقـول العلماء، على ارتفاع في حرارة مياه المحيط حيث ترى البقع الحمراء. ويبلغ هذا الارتفاع الذي احتسبوه وفق الجداول والمصطلحـات العلميـة المعتمـدة، يبلغ (30) درجة مئوية (سنتغراد).

ولا يخفى أن هذه درجة حرارة مرتفعة حيثما كـانت. ولكنها تعتبر بالغـة الارتفاع إذا نسبـت لمياه البحار والمحيطات. وحسبك أنها بلا سابقة لا في التاريخ الحديث ولا القديم.

ترى أي دليل أقوى من هذا على أن عصر القيظ في المناخ العالمي قد بدأ بالفعل، وأن ظاهرة البيت الزجاجي قد باتت حقيقة واقعة، ولربما باهظة الثمن أيضا كما قد يثبت المستقبل القريب.

 









الدولفين قابلة ممتازة وإن كانت غير قانونية





صور فريدة هي حصيلة التعاون الوثيق بين أجهزة الأقمار الصناعية وأجهزة الحاسوب