العدد (412) - اصدار (3-1993)
حين انتهت الحرب العالمية الأولى في العشرينيات من هذا القرن، بإنشاء المنظمة الدولية التي عرفت باسم عصبة الأمم، كان يسود العالم اعتقاد عبر عنه ودرو ولسون الرئيس الأميركي الأسبق بأن من شأن عصبة الأمم أن تجعل من تلك الحرب آخر الحروب. ولعلنا لا نقع في غواية التعميم إذا قلنا إن أي اتفاق تم توقيعه بين دولتين أو مجموعة دول متحاربة، في نهاية أي حرب، في كل العصور كان ينطـوي على بذرة رغبة واعتقاد بأن تكـون هذه الحرب هي آخر الحروب
كان عام 1992 بحق هو عام الكوارث الطبيعية فقد شهد هذا العام مجموعة من الزلازل والفيضانات والأعاصير التي دمرت كثيرا من مناطق المعمورة، وأحدثت خسائر بشرية واقتصادية ضخمة، كما تفاقمت فيه مظاهر تدهور البيئة، مثل اتساع ثقب الأوزون وارتفاع معدلات تلوث الجو ومياه البحر والتربة، وإلى الحد الذي دفع بمنجم من كوريا الجنوبية لتحديد يوم معين في العام الماضي لنهاية العالم. وربما لم يكن من قبل المصادفة أن يكون هذا العام هو العام الذي عقد فيه مؤتمر "قمة الأرض"
للقرآن الكريم أثر عظيم في نفوس المسلمين . فهو كتاب الله أصل كل الأصول . يحفظونه ويتبركون به ، يتحصنون ويتداوون بآياته يأخذونه بأحكامه . وحرص المسلمون جميعا على أن يكون في أجمل صورة وأبهى حلة وانكب الخطاطون والمجلدون والمذهبون عليه إبداعا في إخراجه حتى أصبح أعظم رونقا وأجمل شكلا وأكثر جلالا. كان سببا في تطوير وتجويد الكتابة العربية خطوطا ونقوشا فصار الخط العربي أحد أهم الوحدات الزخرفية الفنية الإسلامية . ليس هذا فقط بل امتد أثره ليشمل كل جوانب وميادين الفن الإسلامي
يصادف يـوم 22 مارس من كل عـام ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية.وبعد حوالي العامين، أي في ربيع 1995، تطل الجامعـة على الخمسين من عمرها.والحديث عن الجامعة، ككل بحث في شئون الوطن العربي، وبخاصة إذا كان يتعلق بالمستقبل، يتأرجح بين مذهبين متناقضين، ينفي أحدهما الآخر، هما مذهبا التجزئة والوحدة.وإذا كانت التجزئة أمرا واقعا، فإن الوحدة لا تزال أملا.ولا تخرج الجامعة عن دائرة هذه الجدلية، فهي، في آن، واقع قائم، وأمل في التغيير نحو الأفضل