العدد (412) - اصدار (3-1993)
لقد طالعت باهتمام بالغ مقالكم الشهري في العدد 410 بعنوان: فتح أمريكا من يتجاهل التاريخ ... يجازف بتكراره، والذي جاء- كما عهدنا منكم- بالعديد من الحقائق القيمة عن علاقة الغرب بالآخرين وخصوصا كما أوضحتم سيادتكم العلاقة بين الدين والذهب وأيضا العلاقة بين الغرب والعرب المسلمين
يأتيك هذا العدد صادرا من قلب الكويت، ليكتب تاريخ الميلاد الثالث لمجلة تمثل صورة مضيئة لوطن صغير في ساحة وطن أكبر تشمله الحروف العربية بظلال حناياها واستقاماتها وانكساراتها أيضا. ولعل تاريخ الثقافة العربية المعاصر لم يشهد مجلة ظاهرة كهذه المجلة، التي رسم مسار ظهورها واحتجابها وعودتها تخطيطا للوحة كبيرة، تشير إلى آمال وآلام الضمير العربي في العقود التي شهدت رحلة هذه المجلة
هناك ثلاثة افتراضات أصبحت غير صحيحة. الافتراض الأول، أن هناك رشدا لـدى الدول والحكومات، خـاصة عندما تتصرف في أمـوالها فتتجه بالإنفاق للغذاء والكساء والصحة والتعليم، بينما توجه لشراء الأسلحة وأدوات التدمير القدر الأقل. الافتراض الثـاني أن هناك شمالا وجنوبا، أغنياء وفقـراء، وأنه من الطبيعي والشائع أن الشمال يساعد الجنوب، وأن الأغنياء يوفرون للفقراء ما يساعدهم على التنمية ومواجهة الأزمات
يـرى البسطـاء من النحاة والضالعين في اللغة أن البقرة جاءت من بقر البطن، اختصارا لما يعتقدون أنه عمل البقرة الأصلي، في حين يرى العارفون بأمور البقر ومنهم المؤرخـون والفـلاحـون (المصريون بـالذات) وجماعـات أصدقـاء الحيوان، أن البقرة طاقـة خير، ومنبع إدرار، ومبعث تفاؤل، و(شارة خصب، وموطن صداقة، وفي دخولها بيتـه أول مرة يضمخ الفلاح رأسها بالدقيق طلبا لنزول البركة في صحبتها، ولعل ذلك- في معنى آخر- آخر بقايا علاقته بحـاتحور ربـة الخصب المصرية في الأحقاب القديمة
وهي أمثلـة تجيء على صـورة غير صحيحـة من وجهة نظر علماء اللغة ونقادها، ممن يحرصون على الدقة والصـواب في الاستعمال، وكـان ينبغي لهؤلاء الكتاب والأدباء أن يقولوا
في بداية الستينيات كنت ضمن جيل جديد من الأدباء يتقدم إلى الحياة الأدبية بكتابه الأول أو الثاني، كنا نسعى إلى الأجيال التي سبقتنا وتمتلك سلطة الاعتراف بالأدباء الجدد، وكأننا نقدم أوراق اعتمادنا في دولة الأدب، في تلك الأيام كـانت مكاتب الاعتماد أو الاعتراف الأدبي- إذا صح التعبير- تتوزع بـين عدة اتجاهات أو تيارات يرفع كل تيار منها لافتة تعبر عنه، كانت هناك لافتة اليسار ومن أبرز ممثليها آنذاك محمود أمين العالم وعبدالعظيم أنيس