عزيزي القارئ .. المحرر

عزيزي القارئ ..

الميلاد الثالث

  • عزيزي القارئ..

يأتيك هذا العدد صادرا من قلب الكويت، ليكتب تاريخ الميلاد الثالث لمجلة تمثل صورة مضيئة لوطن صغير في ساحة وطن أكبر تشمله الحروف العربية بظلال حناياها واستقاماتها وانكساراتها أيضا.

ولعل تاريخ الثقافة العربية المعاصر لم يشهد مجلة ظاهرة كهذه المجلة، التي رسم مسار ظهورها واحتجابها وعودتها تخطيطا للوحة كبيرة، تشير إلى آمال وآلام الضمير العربي في العقود التي شهدت رحلة هذه المجلة.

فمنذ قرابة خمسة وثلاثين عاما ولدت " العربي " لتكون صرحا كويتيا لجامعة عربية في حقل الثقافة ، وظلت تتألق لأكثر من ثلاثين سنة، تحرسها عين الكويت وترعاها قلوب العرب، حتى تعرضت للاغتيال ضمن محاولة الديكتاتور لاغتيال مهدها.. الكويت. لكنها نجت مع نجاة الكويت. وكان ميلادها الثاني شجيا كأفراح القلب المترع بالأحزان فقد استضافتها عاصمة العرب- القاهرة- بينما كانت الكويت تضمد جراحها.

وها هي " العربي " تعود لتولد مرة ثالثة كويتية القلب، عربية العقل والضمير، رغم جسامة الجرح الذي أصاب الفؤاد العربي بفعل خنجر مسموم لديكتاتور تثبت الأيام أكثر فأكثر أنه لم يكن إلا ظاهرة ضد التاريخ العربي.

بين يديك إذن- عزيزي القارىء- عدد الميلاد الثالث " للعربي " وفي هذا العدد الذي يولد في شهر كريم ستجد ملفا يتناول " الصوم " من الدين إلى الدنيا، ومن أشرف الكائنات إلى أدناها وستأخذك المجلة من الغذاء إلى الدواء، لتكتشف "أسرار حرب خفية" ومن الكون الشاسع سنمضي مع النشأة في " الانفجار الكبير " لنصل إلى المآل على كوكبنا الصغير في "هل تثأر الطبيعة لنفسها؟ " ومن الدور الثقافي الذي تثريه " قطر" ستذهب بنا الاستطلاعات لتصل إلى أقصى "جنوب إفريقيا" في أول استطلاع تقوم به مطبوعة عربية لاستكشاف أسرار الصراع في هذه البقعة التي تسمى أقصى قممها " رأس العواصف" وهي عواصف لم توقف " العربي " عن الاستمرار في دورها الطامح إلى أن تكون عين قارئها على العالم.

وإذ نشكر لمصر احتضانها للميلاد الثاني لمجلة "العربي " بعد الغزو الغاشم، فإننا لنشعر بقدر من الزهو لأنه من بين كتاب المجلة المعروفين حصل اثنان منهم على جوائز أفضل كتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام 1992 وهما فاروق شوشة والدكتور محمد المخزنجي، وتقلد كاتب ثالث هو الدكتور جابر عصفور منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.

ولن تكف "العربي " عزيزي القارىء عن الوعد بتقديم المزيد مع توالي صدورها من أرض مولدها: الكويت ، حيث يكون ويبقى- بإذن الله- مركزها الرئيسي، مع استمرار مكاتب المجلة في لندن والقاهرة وجدة ودمشق، لتكون همزة وصل بين المركز الرئيسي وأصدقاء "العربي " حيثما كانوا.

وإلى لقاء جديد.

 

المحرر