من شرق لآخر: أو.. الاقتباس الغربي من الثقافة العربية.. محمود قاسم

من شرق لآخر: أو.. الاقتباس الغربي من الثقافة العربية..

المؤلف: نخبة من الكتاب الفرنسيين

لدى الكثيرين منا حساسية خاصة فيما يتعلق بالعلاقة المتبادلة بين الثقافة العربية، والثقافة الغربية. فكلما طرأ الحديث عن هذا الموضوع في أحد المحافل الثقافية، راح البعض يتحسس الأماكن والزوايا المشبوهة من هذه العلاقة. ويطرق عليها من أجل جوانبها المتعددة..

لا شك أن هذا موضوع بالغ التعقيد. ولكل صاحب وجهة نظر أسانيده وآراؤه المقنعة، لكن هذا الاشتباك لم يفض في فترة قريبة. وسيبقى ساخنا ما ازدادت درجة الاتصال والتفاعل والمواجهة بين الثقافات المعاصرة، ليس بين العربية والغربية فقط، ولكن بين ثقافات عديدة تحاول أن تؤكد وجودها في عالم أصبحت فيه الثقافات المحلية مرتبطة بالصراعات الدينية والعرقية التي تدمى لها القلوب في بقاع متعددة من الكرة الأرضية الآن.

وفي المكتبة العربية توجد عشرات الكتب التي يؤكد فيها الباحثون العرب أسبقية الثقافة العربية وسيادتها على الثقافة العالمية. ولدى مؤلفي هذه الكتب تبريراتهم الكثيرة. لكن من المهم أن نطالع ماذا يقول المثقفون الغربيون عن هذه الأسبقية والسيادة في عصور مختلفة، وأن نعرف تبريراتهم وأسانيدهم في ذلك.

ولعل من أهم الكتب التي صدرت أخيرا كتابا يحمل عنوان "من شرق لآخر". قام بتحريره عديد من الكتاب والباحثين تناولوا سائر أبعاد الاتصال الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب في مراحل عديدة. والكتاب ضخم للغاية، وقد صدر على جزأين. يحمل الأول منهما عنوان "الشكل الخارجي". ونتيجة لضخامة هذا العمل. فإننا يهمنا أن نعرض أهم ما جاء فيه.

في المقدمة التي كتبها جان كلود فيتان استعان بعبارة شهيرة للأديب الألماني جوته قال فيها: "إذا أردنا أن ننال قسطا من هذا الإنتاج الرائع العبقري، فعلينا أن نتجه نحو الشرق، ولا ننتظر أن يأتي الشرق إلينا".

ولعل هذه العبارة تعتبر بمثابة مدخل جيد لفهم السبب الذي عكف من أجله أكثر من خمسين باحثا يمثلون مؤسسات ثقافية عديدة في الشرق والغرب لإخراج مثل هذا الكتاب الذي ينقسم في داخله إلى مجموعة من الأقسام البارزة. الأول منها عن "تكوين صورة الشرق". ثم "نحن جزء من الشرق". و"تخيل العمل. أو الإبداع الأدبي والفني". القسم الثاني يتحدث عن لا أزمنة الاكتشاف". فيتناول ملامح وجوه الرحالة، والرحلات، ثم اكتشاف المغامرة. وفي القسم الثالث أحاديث عن نقاط الاتصال وملامح التأثيرات سواء من قبل الشرق على فنانين وأدباء غربيين، أو تأثير الغرب على أدباء من الشرق مثل توفيق الحكيم.

العرب لا ينقلون.. بل يضيفون

ويجب أن نعترف أنه من الصعب أن نتابع كل ما جاء في هذا الكتاب الضخم. ولذا ليسمح لي القارئ أن أختار بعض العناوين البارزة لنتحدث فيها بشيء من التفصيل، كما جاء في الكتاب، على أن تكون هذه العناوين ممثلة للعديد من الأنشطة الإنسانية البارزة. ففي حديثه عن أسبقية تاريخ الفلك عند العرب تحدث ريجيس مورلون متسائلا عن دور العرب في تاريخ العلم:

"السؤال الذي يطرحه كل شخص هو: أي تقدم علمي توصل إليه العرب. هل هم مخترعون، أم مكتشفون، أم أنهم مجرد ناقلين؟" .

يرد الكاتب أنه في البداية نجح العرب في نقل الثقافة الإغريقية. وهم الذين أوصلوها إلى الغرب اللاتيني. ومن بين هذه العلوم التي نقلوها عن الإغريق ثم أضافوا إليها علم الفلك. وقد استند مورلون إلى كتاب ضخم عن علم الفلك نشره ورير عام 1906، وأعيد نشره عام 1953. وجاء في فصله الحادي عشر "أن أوروبا مدينة للعرب ولدورهم في علم الفلك. فقد استطاعوا أن يحتفظوا بشعلة العلم حية لقرون عديدة. ولا يمكن أن ننكر أنهم تعاملوا مع الفلك بشكل كلي. وهكذا سلموه إلى الأوربيين".

وأكد الكاتب أن العرب لم يعتمدوا في مراجعهم الفلكية على الإغريق وحدهم، بل إنهم قرأوا واتصلوا بالحضارات في الهند وفارس في البداية - في القرن الثامن - ثم بدأوا في قراءة ونقل التراث الإغريقي في القرن التاسع الميلادي، وأن المترجمين كانوا يترجمون النصوص اليونانية مباشرة إلى اللغة العربية. فترجموا ثلاثة كتب مهمة هي: "المجسطي" و"كتاب الفرائض" ثم "التدرجات".

المصادر العربية لرواية " الكونت دي مونت كريستو"

لم يكن جوته وفولتير المفكرين المشهورين الوحيدين في تلك الحقبة اللذين أعجبا بالشرق والإسلام. بل كان هناك أديب بارز ازدهر اسمه في عصره ولايزال صداه يزدد في أنحاء العالم. إنه الكسندر ديماس صاحب الروايات الشهيرة مثل: "الفرسان الثلاثة" و"الكونت دي مونت كريستو". لذا كتب مكسيم رودنسون المؤرخ المعروف مقالات عن التأثيرات العربية منذ عصر شارل الخامس وحتى الكسندر ديماس. ثم كتبت نفيسة هامل مقالا أهدته إلى رودنسون عن "الآفاق الشرقية لمونت كريستو".

لقد نشر ديماس روايته الضخمة في عام 1845 عن انتقام نبيل يقوم به شخص ضد من زجوا به في السجن وهو الشاب المظلوم. فوجد نفسه في دياجير قلعة سوداء لا يعرف ماذا ارتكب ولا إلى أين المصير. حتى يتمكن من الهرب والعثور على كنز حدثه عنه سجين عجوز.. ويخرج إلى الحياة كي ينتقم على طريقته.

وهذه الرواية أشهر الأعمال المكتوبة في القرن الماضي قراءة منذ نشرها. ويكفي أن نقول إن السينما المصرية قد حولتها إلى ثمانية أفلام في الخمسين عاما الماضية. وقد بحثت الكاتبة عن الجذور الشرقية لهذه الرواية التي بلغت صفحاتها أكثر من 1500 صفحة. وتقول إن ديماس لم يقتبس الموضوع من قصة مصرية فقط، يل إن الرواية مليئة بتعبيرات عربية عديدة، أغلبها استمده الكاتب من قراءاته لكتاب "ألف ليلة وليلة" الذي اعترف أنه قرأه أكثر من أثنتي عشرة مرة. ولذا فإن الرواية مليئة بأسماء على غرار: سلطان، باشا، وزير، المحظية.

وفي مكان آخر من الرواية يقول الكاتب: "الشرقيون أقوى منا فيما يتعلق بمسألة الوعي. وقد حسموا مسألة النار". وفي الجزء الثاني من الرواية يقول ابن الحبيبة مرسيدس لأمه: "أنت تعرفين يا أمي أن السيد مونت كريستو رجل شرقي تقريبا. وأهل الشرق الذين عليهم الانتقام، لا يشربون ولا يأكلون في بيوت خصومهم".

وإدمون دانت معجب كثيرا بنابليون. وهو عائد معه من رحلة إلى الشرق. أما مونت كريستو فإنه يؤثث شقته في باريس على الطراز الشرقي. فهناك أريكة شرقية وحتى الأسلحة فهي على الطراز الشرقي، "هذه الشقة مؤثثة كلية على الطريقة الشرقية. بمعنى أن الأرضية مغطاة بسجاد تركي ثقيل. والأقمشة تغطي الجدران. وفي كل غرفة أريكة كبيرة تدور في أنحاء الغرفة بثنايات الوسادات التي تتكيف مع من يستخدمها".

وترى الكاتبة أن مونت كريستو كان يتصرف في جزيرته التي عثر فيها على الكنز كأنه سندباد البحري بل وعلى الطريقة الشرقية. فهو هناك يتناول القهوة التركية. ويسمع الموسيقى الشرقية.

وفي تحليلها لشخصيات الرواية أكدت الكاتبة أن دي مونت كريستو قد ولد من ثنايا سندباد البحري. وأنه قد عاش تسع سنوات من حياته في الشرق هاربا إلى أن ظهر بشخصيته الجديدة. ومن صفحات الجزأين الأول والثاني في الرواية سنعرف أنه قد عاش بين تونس والقاهرة واسطانبول.

وقد وصف الكاتب بطله كغربي يتصرف على الطريقة الشرقية. وفي بعض الجمل الحوارية كان ينطق ببعض الكلمات العربية.

وقعت الأحداث.. في الجزائر

أما هايدي صديقة مونت كريستو التي ظهرت في الفصول الأخيرة من الرواية فهي امرأة شديدة الجمال، وهي امرأة شرقية. وقد أسهب ديماس في وصف جمالها وأخلاقها الكريمة. فهي امرأة تتمتع بعفة وبراءة وطهارة، وهى نموذج مشرف للمرأة الشرقية. فهي تعطر نفسها بأطيب العطور. كما أنها لا تتكلم أي لغة سوى لغة بلدها التي جاءت منها. لذا فهي لا تتحدث إلى أحد. ورغم أن دي كريستو قد اشتراها إلا أن الكاتب ذكر أنها ابنة لباشا عثماني. لذا فهي مولودة كأميرة. لكن مقتل أبيها غير مجرى حياتها وأصبحت ضحية لهذه الظروف فأصبحت مدينة للرجل الذي أنقذها والذي كان يعاملها بأخلاق نبيلة.

وفي الرواية عبد آخر هو، "علي" القادم من تونس. وقد حكم عليه أن يكون عديم اللسان واليد ولكن دي كريستو اشتراه قبل أن يقطعوا رأسه. وعلي أيضا وفيّ لسيده بجسده وروحه لذا فإنه يرافقه إلى كل مكان.

وتؤكد الكاتبة أن الكسندر ديماس قد استقى أحداث روايته من وقائع حدثت في الجزائر. وأخرى في اليونان، وأن شخصية دي كريستو قد عاشت في الجزائر بضع سنوات لكنها كانت تختلف بالطبع عن التفاصيل الدقيقة التي تحدث بها الكسندر ديماس في روايته.

الموسيقى الغربية.. تطور نفسها بالألحان العربية

وفي مجال الموسيقى اخترنا أن نعرض ما كتبه بييربوا عن تأثيرات الموسيقى الشرقية لدى العديدين من الموسيقيين الكبار بدعا من القرن الثاني عشر وحتى الآن.

ففي القرن الثاني عشر أدخل العرب آلة العود إلى الموسيقى الغربية. كما جاءوا بالربابة والرق، وأنواع عديده من الناي. وقد بدت الموسيقى الغربية رائعة في هذه الآونة بما دخل عليها من موسيقى شرقية. وقد أحس بعض الأوروبيين بهذه السطوة فراحوا يستبعدون الآلات العربية تماما بدءا من القرن الرابع عشر وحتى القرن العشرين. لكن الموسيقيين في القرن العشرين اتجهوا مرة أخرى إلى الشرق.

لكن، إلى أي شرق اتجه الموسيقيون في أوروبا؟

الاتجاه هذه المرة بدا مرنا.. ولكن الأمر الجازم أن الموسيقى العربية التابعة لمنطقة البحر المتوسط كانت أكثر قربا من الأوربيين.

ولعل الموسيقار المعروف أوكتاف كان أول من استخدم اللحن "د1، د2" في موسيقاه، فبدأ يغير في سلم موسيقاه الغربي وخلط ألحانه بموسيقى ذات منابع عربية وصينية وإفريقية. واستخدم الموسيقى البياتي بشكل واضح في مختاراته.

ويقول الكاتب إن الموسيقى الغربية كانت تعاني من أزمة مع نهاية القرن التاسع عشر. فراح الموسيقيون يبحثون عن ثيمات وحلول جديدة لهويتهم الموسيقية. ولذا اتجه الكثيرون منهم إلى الموسيقى الشرقية. ولعل ديبوسي هو أهم وأشهر هؤلاء الموسيقيين. والذي نجح أن يصنع سلما موسيقيا جديدا يمزج بين الموسيقيين الشرقية والغربية. وقد زاد تأثير الموسيقى الشرقية في ألحانه التي صنعها فيما يسمى بالموسيقى الإلكترونية. ووجد الموسيقيون أنفسهم أمام مشكلة إيجاد لغة جديدة. فهل يمكن استلهام موسيقى الشرق من الألحان؟ أم من واقع الشرق نفسه.

وطوال القرن العشرين تعددت المحاولات للمزج بين الموسيقيين. وبرع في هذا كل من أندريه جوليفيه (1905- 1974) وبيير بوليز وميلتون بابيت وغيرهم. وقد نجح أوليفر ميسان أن يرتبط أكثر من غيره بالموسيقى الشرقية وانعكس هذا في أعماله العديدة، وفي بعض ألحانه يمكن للمرء أن يتخيل أنها معزوفة في الهند. وقد ساعد هذا الأمر على عودة انتقال الآلات الموسيقية الشرقية في الموسيقى الغربية مثل الناي أو الفلوت. وقد استخدم الأميركي دافيد هايك العديد من الغنائيات الشرقية في لحنه المشهور "عند سماع الرياح الشمسية" عام 1982.

وقد كتب الموسيقار الشهير بوليز في عام 1978 أن الموسيقى الغربية تتسم بالحيوية، ولم يكن من الممكن لها أن تزداد حيوية إلا باتصالها بموسيقى أخرى، خاصة الموسيقى الشرقية..

لعل من بين الدراسات المهمة التي احتواها كتاب "من شرق آخر" تلك التي كتبتها إيرين فينوليو عن النشاط الثقافي الفرانكفوني في مصر منذ أن سافر رفاعة الطهطاوي إلى باريس مع مطلع القرن الماضي وحتى الآن.. وقد أفردت الدراسة مساحة لا بأس بها لتقديم أبرز الأدباء المصريين الذين يكتبون باللغة الفرنسية وخاصة أحمد راسم ثم جورج حنين وألبير قصيري .

من أحمد راسم.. إلى توفيق الحكيم

ويعتبر أحمد راسم واحدا من القلائل الذين كتبوا بالفرنسية ولكنه لم يترك مصر مثلما فعل كل زملائه. فقد مات في القاهرة عام 1958 عقب إحالته إلى المعاش. لذا فهو غير مقروء في بلده مصر، ولا في فرنسا التي يكتب بلغتها. ولذا يهمنا أن نلقي عليه بعض الضوء، فقد بدأ حياته في كتابة الشعر باللغة العربية وأراد أن يحرر الشعر من شكله التقليدي. فكان يكتب الشعر الحر، ثم اتجه إلى كتابة الشعر باللغة الفرنسية. فنشر قصائده في مطبوعات جماعة "الفن والحرية" باللغتين الفرنسية والعربية. والمعلومات المذكورة عن أحمد راسم قليلة في الكتاب. ولكن هناك معلومات إضافية وإعجابا خاصا بشاعر آخر هو جورج حنين الذي كان يكتب باللغتين. وسافر إلى باريس ومات هناك قبل عامين.

ولعل المقال المكتوب عن مغامرة توفيق الحكيم الأوروبية في الكتاب الذي نحن بصدده يمثل لحنا نشازا في الكتاب.. فأغلب المقالات، إن لم يكن جميعها، عن تأثر الثقافة الأوروبية بالثقافة بشكل عام، ثم بالعربية والإسلامية منها بشكل خاص.

ولا نعرف لماذا تم وضع مثل هذا المقال في هذا الجزء من الكتاب. فهو عن كاتب عربي ولد على يديه المسرح الحقيقي. وقد كان شغوفا بمغامرته الغربية بشكل واضح. فقد سافر الحكيم إلى فرنسا لأول مرة وهو في الخامسة والعشرين من العمر، أي في عام 1925 وعاش هناك ثلاث سنوات فشل فيها في الحصول على رسالة الدكتوراه التي كان يعدها.. ورغم هذا استفاد من إقامته في باريس. فراح يستكشف الواقع الأدبي الباريسي- وما أن عاد إلى بلاده حتى راح يكتب مسرحياته على نفس الطريقة التي شاهدها في عاصمة النور.

وقد تبوأ الحكيم مكانة أدبية عالية في مصر، كما تولى مجموعة من المناصب الإدارية المهمة في وزارة الثقافة ثم التربية والتعليم، وترأس دار الكتب، ومثل بلاده في منظمة اليونسكو. ورغم ذلك فقد كان المسرح هو كل حياته.

ولا شك أن المسرح قد ازدهر في مصر بفضل رجال آمنوا بدوره في المجتمع ومنهم توفيق الحكيم وفي المقال الذي كتبه شارل فيال أن الحكيم قد مزج بين شرقيته وعشقه للثقافة الغربية. فعلى سبيل المثال كان معجبا بما تقدمه الفرقة الكوميدية الفرنسية، وأحب بيتهوفن وموسيقاه بشكل جنوني. وعشق كلا من فاجنر ونيتشه:"أحتفظ في أذني بإيقاع الحركات الأربعة للسيمفونية التي أحولها في داخلي إلى أربعة مشاهد في مسرحية".

كريستوفر كولمبس.. الرواية

وقد آمن توفيق الحكيم بما أسماه عالمية الثقافة. ففي مكتبته وهو طالب بباريس كان يقرأ روايات بلزاك وفلوبير ومسرحيات بورتويش وأعمال سرفانيتس ونماذج عديدة لثقافات عالمية. ولم يكن الحكيم مقطوعا من جذوره الشرقية. فهو معجب بالشاعر أبى نواس ورغم أنه كان يكتب باللغة العربية إلا أنه كان يكتب أيضا باللغة الفرنسية، "يجب أن أسيطر على أسلوبي الفرنسي وخاصة الأسلوب المعاصر الأشبه بموسيقى سترافنسكي الحديثة مع تجاهل كل تعبيراتها".

ويقول الكتاب إن الحكيم كان يفضل أن يكتب بعض مسرحياته بالفرنسية.

ثم يترجمها إلى العربية. إلا أن الأمر يختلف مع الرواية. فهو يكتبها مباشرة باللغة العربية. وقد قال الحكيم في عام 1966 إن نجيب محفوظ هو "كرستوفر كولمبس الرواية". كانت الصفحات السابقة محاولة لإلقاء بعض الأضواء على كتاب مهم عن أثر الثقافة العربية في الثقافة الغربية وخاصة الأوروبية. وكما سبقت الإشارة فإن الذين اعترفوا بهذه التأثيرات المباشرة هم من الأوروبيين أنفسهم. وأغلب المصادر التي رجعوا إليها كانت من كتبهم وثقافاتهم الخاصة.

 

محمود قاسم







غلاف الكتاب





جوته