الموت في الحديقة

الموت في الحديقة

شعر
يأتي أحياناً
من صوب حديقتنا
صوتٌ يدعوني كي أسهرَ تحتَ الأشجارْ
غمضُ أجفاني
وأسير خفيفاً
مشدوداً بخيوط الصوتِ الناحلْ
هرُّ الظُلُمات يموءُ
فيعروني ما يشبه خوفَ الظُلُماتْ
لكنْ يُغْويني أني أدخلُ طقس الغاباتْ
حَشَراتُ الحقل
ترتّبُ موسيقاها حولي
والماءُ
خفيفاَ يعلو
حتى يغمر أجفاني
يسعى الطفلُ الأوّلُ بين يديّ
فيسبقه الطفلُ الثاني
حَسَناً.. أيّ الأطفال أنا
?
خمسون وخمسة أعوام
تقتتلُ الآنَ ببستاني
هل أقدر أن أرتكب الأغلاط الأولى
?
أن أسرق تفّاحاً
أنْ أقضم جذعَ النار بأسناني
?
هل أقدر أن أفتح شبّاكاً
وأسأل:
يا جارُ تعال وساعدني
تعبَتْ عيناي من التحديق بأحزاني
أستلقي فوقَ الأوراق الصفراء
فأبصر نافذةً
تُفتحُ لي بين الأغصان
سَحَبَ الليل عباءتَه
فانكشفَتْ تحت القُبّة
كلُّ الأشياءْ
وأرى, أسمعُ ما يشبهُ (جازَ الظُلُماتْ)
ما من موت
أجملَ لي
من هذا الموت.

 

 

محمد علي شمس الدين