الحملة المصرية تجربة محمد علي وطموحاته التوسعية
تشكّل تجربة بناء الدولة في النصف الأول من مطلع القرن التاسع عشر تحت حكم محمد علي باشا (1805 - 1848) علامة فارقة في التاريخ الحديث للعالم العربي، فالإنجازات التي حققتها لا يمكن مقارنتها مع أيّ تجربة تحديث جرت في الفترة نفسها، إذ جرت محاولات لتحديث الجيش في كل من ولاية بغداد وولاية عكا وتونس، إلّا أنّ أيًّا من هذه التجارب لم تحقق مما تحقق في مصر.
والمقارنة الممكنة هي مع الدولة العثمانية التي كانت ولاية مصر تابعة لها، إلّا أن النجاح الذي حققته مصر لم تستطع أن تحققه الدولة العثمانية التي تأخرت في بناء جيش حديث لم يحقق لها الانتصارات الموعودة إزاء الأطماع الروسية والإنجليزية، والثورات التي قامت في شرق أوربا. بل إن الدولة العثمانية استعانت بقوات محمد علي العسكرية للقضاء على الدولة الوهابية في الجزيرة العربية، وكذلك في حرب اليونان.
استطاع محمد علي أن يغيّر مصر واقتصادها، ويجعلها قوة اقتصادية وعسكرية، وأبرز ما ميّز تجربته هو التوسع خارج حدود مصر.
في وقت مبكر من ولايته (1808) طلب السلطان العثماني مصطفى الرابع من محمد علي باشا أن يتوجه لمحاربة الوهابيين الذين سيطروا على كامل الجزيرة العربية، بما فيها الحجاز والمدينتان المكرّمتان مكّة والمدينة.
لكن محمد علي لم يستجب لهذه الدعوة، فلم يكن، آنذاك، قد أحكم سيطرته على كامل الأراضي المصرية، فقد كان بعض أمراء المماليك ما زالوا يعارضونه ويشكّلون خطرًا محتملًا على سلطته. يُضاف إلى ذلك أن عاصمة الدولة العثمانية (استامبول) كانت في حالة اضطراب بعد خلع السلطان سليم الثالث عام 1807، ولم يكن السلطان مصطفى الرابع قد حسم الصراع، فكانت القوى المتعارضة ما زالت تتصارع، الأمر الذي أدى إلى مقتل السلطان سليم الثالث، بعد محاولة إعادته إلى العرش، ومقتل مصطفى الرابع الذي لم يحكم سوى سنة واحدة، وتولى محمود الثاني عرش السلطنة، الذي شغل المنصب أكثر من ثلاثين سنة (1808 - 1839)، حيث إن الوقائع الكبرى التي شهدتها مصر والولايات العربية إنما حدثت في هذا المدى الزمني، وكان كلّ من محمد علي باشا ومحمود الثاني من صنّاعها الرئيسيين.
وقد كرر السلطان محمود الثاني الطلب إلى محمد علي، التوجه إلى الجزيرة العربية لوضع حد لنفوذ الوهابيين، فاستجاب وأخذ في الاستعداد لذلك، وكان قد استغل الإعلان عن حملة الحجاز، فأقام احتفالًا لمناسبة توجّه ابنه طوسون على رأس الحملة، ودعا أمراء المماليك إلى وليمة (1/ 3/ 1811) وكانت «مجزرة القلعة»، حيث قضى على آخر معارضيه من المماليك.
أسباب داخلية
وحسب فرد لوسون (الأصول الاجتماعية للسياسة التوسعية لمصر في عهد محمد علي)، فإنّ كل حملة من حملات محمد علي خارج حدود مصر كانت وراءها أسباب داخلية، وهي على النحو التالي: فإضافة إلى قطع رؤوس معارضيه من أمراء المماليك، أتاحت له الحملة جمع قوات من بكوات المماليك الذين صالحوه، وضباط ألبان ورجال من القبائل الحليفة، الأمر الذي جعله يتخلّص من تمرّدات هذه القوات ودفعها في حرب خارجية.
كذلك فإن إبراهيم باشا الذي كان يتولى شؤون صعيد مصر أعاد مسح الأراضي «وبناءً على هذا المسح حددت الإدارة المركزية ما كان يستولي عليه في السابق ملتزمو ومسؤولو الأوقاف لأنفسهم من العائدات، وعيّنت مسؤولي الدولة (العُمَد) للإشراف على عمليات الإقطاعيات الكبيرة. وما إن احتجّ كبار العلماء بالعاصمة على استيلاء الحكومة على الأوقاف الدينية، حتى طُلب من إبراهيم أن يردّ قائلًا: نظرًا لأن عائدات هذه الملكيات موظّفة لشنّ حرب في الحجاز ضد الوهابيين، فإنّ استخدامها من قبل الدولة له الأولوية على توظيفها في بقية الأغراض الدينيــة». ويضــيف: إن ظــــروف حملــــة الحجــاز
وفّرت لمحمد علي زيادة الرسوم المفروضة على صادرات الحبوب في ميناء الإسكندرية. أما النتيجة التي أدّت إليها هذه الإجراءات فإنها جعلت أقاليم مصر تحت الإشراف المباشر للعاصمة.
وقد استمرت الحملة على الوهابيين ثماني سنوات من المعارك حتى بلوغ الدرعية، مقر الوهابية، وتدميرها في قلب نجد، وقد أمّنت هذه الحرب لمحمد علي السيطرة على تجارة البحر الأحمر.
وسمّى السلطان إبراهيم باشا واليًا على الحجاز وكذلك على الحبشة: «وهذا هو السرّ في أن لقب إبراهيم باشا تضمّن أيضًا الإشراف الاسمي على الحبشة، وهو الإشراف الذي لم يكن يزيد في الواقع على مجرد الحق في تعيين حكّام في الموانئ لتحصيل المكوس على منتجات السودان كالصمغ والعاج والرقيق»، (هنري دوديل؛ الاتجاه السياسي في مصر في عهد محمد علي).
نتيجة بائسة
مع بداية حملة الحجاز كان محمد علي يزمع إنشاء قوات عسكرية نظامية (النظام الجديد)، إلّا أن القوات العسكرية المتنافرة لم تخضع لهذا النظام. ولهذا، فإن محمد علي عاود مشروعه بعد الفراغ من حرب الوهابيين، مستعينًا بالضابط الفرنسي سيف (سليمان باشا)، في الوقت الذي شرع في التحضيرات لحملة السودان، التي بدأت عام 1820، وكان التوغل جنوبًا وصولًا إلى الخرطوم سهلًا بالنسبة إلى القوات المصرية بقيادة إسماعيل بن محمد علي، الذي عامل القبائل ورؤساءها بفظاظة كلّفته حياته حرقًا. وتولى إبراهيم باشا مواصلة الحملة، فسيطر على كردفان والأبيض ودارفور.
كانت الغاية من السيطرة على بلاد السودان متعددة الأوجه، الحصول على الذهب للاعتقاد بوجود مناجم ستدرّ على مصر هذا المعدن الذي يرفع من شأنها النقدي، إلّا أن المصريين لم يعثروا على شيء مما اعتقدوه.
والغرض الثاني هو الحصول على الجنود، وكانت النتيجة بائسة، فلم يكن السودانيون مؤهلين لهذه الخدمة، فضلًا عن فتك الأمراض بهم.
أما الغرض الثالث، فهو السيطرة على الشواطئ السودانية المحاذية للبحر الأحمر، وهذا الأمر مكّنه من أن يصبح طرفًا أساسيًا في تجارة بلاد العرب والهند. ولم يكن قد انتهى من السيطرة على السودان حتى دعاه السلطان محمود الثاني إلى المشاركة في حرب اليونان للقضاء على الثورة التي اندلعت، والتي فشل قائد القوات العثمانية خورشيد باشا في إخمادها، وفي سبيل ذلك عيّن السلطان محمد علي واليًا على كريت لإخماد الثورة المندلعة.
بروز قوة مصر
جهّز محمد علي جيشًا بقيادة ابنه إبراهيم الذي أصبح قائدًا عسكريًا لامعًا، فاستطاع أن يسيطر على الجزيرة. وفي السنة التالية (عام 1824) أصدر السلطان محمود الثاني فرمانًا بإسناد ولاية المورة (شبه جزيرة البيلوبونيز) إلى محمد علي الذي استطاع أن يخمد الثورة هناك، إلّا أنّ هذه الانتصارات التي حققها محمد علي في الحرب اليونانية، والتي جعلته صاحب النفوذ في شرق المتوسط، أثارت حفيظة الدول الأوربية، فرنسا وإنجلترا وروسيا، التي أقلقها النفوذ الذي أصبح لمصر وسيطرتها المحتملة على خطوط التجارة في تلك المنطقة من «المتوسط»، وخصوصًا تمركز محمد علي في جزيرة كريت ذات الموقع الاستراتيجي، فأرسلت الدول الثلاث أسطولًا بقيادة الأميرال كورنغتون، لإيقاف تقدّم الجيش المصري.
ولم تنفع الهدنة والمفاوضات في وقف نوايا الأميرال الذي أمر أسطوله بدخول خليج نفارين، وكانت النتيجة تدمير الأسطول المصري. ولم يكتف كورنغتون بذلك، بل وجّه سفنه إلى الإسكندرية وهدد بتخريبها إذا لم يخرج إبراهيم باشا من إقليم المورة، فطلب محمد علي إلى إبراهيم باشا إخلاء المورة، وهو ما أفضى إلى إعلان اليونان الاستقلال عام 1928.
أدّت حرب اليونان إلى بروز مصر كقوة إقليمية، الأمر الذي أدّى إلى تدخّل الدول الأوربية لمنع تمدد نفوذ مصر إلى اليونان، وبالنسبة لمحمد علي الذي كان يطالب السلطان بمدّ ولايته إلى بلاد الشام منذ نهاية حملة الحجاز، فإنّ السلطان لم يعوّضه عن مشاركته في الحرب اليونانية وخسارة أسطوله، بالاستجابة إلى مطلبه.
إذا أخذنا بالتحليل الذي يقدّمه فرد لوسون، فإن أسبابًا داخلية كانت تدفع محمد علي إلى التطلّع لبلاد الشام، علمًا بأن رغبته تلك ساورته منذ بدء توليه ولاية مصر.
تمردات الأرياف
يشير لوسون إلى تمردات حصلت في الأرياف وأعمال لصوصية؛ فقد غدت اللصوصية هي الشكل الأساسي للعمل الجماعي للقرويين في محاولتهم لأن يكفلوا لأنفسهم جزءًا من السلع، بعد أن لجأت الإدارة إلى احتكار المحاصيل الزراعية.
وقد تزامنت هذه الأوضاع مع تراجع إنتاجية محاصيل النيلة والقطن والشعير وقصب السكر، إضافة إلى ذلك وقعت اضطرابات في المصانع، وصارت أعمال التخريب فيها معتادة.
وإلى هذا المعنى يذهب أنور عبدالملك (نهضة مصر... تكوّن الفكر والأيديولوجيا) في الإشارة إلى التدخلات الأوربية التي خنقت الاقتصاد المصري، فيقول إن تصنيع مصر مرّ بثلاث مراحل: مرحلة الإنتاج الحرفي حتى عام 1818، والثانية بين 1818 - 1830، وهي مرحلة الصناعة الكبرى، وخاصة صناعة النسيج ومصانع التسليح، وذلك باعتماد الأسلوب الجديد في الصناعة المعتمدة على البخار، فتكونت الوحدات الصناعية الكبرى.
أما المرحلة الثالثة التي بدأت عام 1830، فهي مرحلة انهيار الاقتصاد المصري، وبصفة خاصة في أكثر قطاعاته تطورًا وتقدمًا، وهو قطاع الزراعة، وذلك تحت وطأة التدخل الأوربي.
وهذا يعني أنه إذا كانت لمحمد علي أسباب دائمة للتطلع إلى بلاد الشام، فإن الظروف الاقتصادية في السنوات السابقة لبدء حملته صوب الشرق شكّلت أسبابًا ملحّة للخروج من الأزمات التي يواجهها داخل مصر.
أما من الناحية السياسية، فإنّ الحذر المتبادل بينه وبين السلطان تحوّل إلى ما يشبه العداء بعد حرب اليونان، وفي جميع الأحوال، فإنّ محمد علي كان قد اتخذ كل الاستعداد لحملة بلاد الشام، خصوصًا أنه أعاد بناء أسطوله بسرعة كبيرة لم تتجاوز السنتين.
علاقة متوترة
إحدى الحجج المباشرة التي استخدمها محمد علي لتبرير حملته على بلادِ الشام كانت العلاقة المتوترة مع ولاية عكا، وحاكمها عبدالله باشا، بسبب هروب المجندين، وكذلك الفلاحين المصريين إلى المناطق التي تقع في نطاق عكا. وبالرغم من أن محمد علي قد اشتكى إلى السلطان من أن عبدالله باشا لا يستجيب لإعادة هؤلاء المصريين إلى بلادهم، فإنّ رد السلطان كان حاسمًا، وهو أن رعايا السلطان لهم كل الحرية في الانتقال من مكان إلى آخر، وهم ليسوا عبيد الباشوات. يُضاف إلى ذلك التوتر على حدود ولاية عكا قد ازداد بسبب غارات البدو على سيناء. (بازيلي؛ سورية ولبنان وفلسطين تحت الحكم التركي).
وكما أشرنا، فإن التوتر بين محمد علي والباب العالي في استامبول وصل إلى حد الضغوط المتبادلة، وكان السلطان قد طلب من محمد علي أن يستعد للمشاركة في الحرب العثمانية – الروسية، غير أن محمد علي اعتذر عن عدم القدرة على ذلك، بسبب عدم اكتمال بناء أسطوله، فما كان من الباب العالي في استامبول، إلا أن منَعَ تصدير الأخشاب إلى مصر، وهي التي يحتاجها لبناء الأسطول، فكان ردّ محمد علي أن طرد الضباط العثمانيين عن جيشه وكان عددهم يتراوح بين 700 و800 ضابط، واستبدل بهم ضباطًا مصريين أقلّ كلفة. (عفاف لطفي السيد - مارسو... «مصر في عهد محمد علي).
ومن الأمور التي شجعت محمد علي على التوجه شرقًا صوب بلاد الشام، الأوضاع المتردية في دمشق، حيث ثار أهل المدينة على الوالي سليم باشا، بسبب إقراره زيادة الضرائب، وتمت محاصرة قصره وإحراقه، ثم لجأ إلى القلعة للاحتماء بها، إلّا أن الثورة على الوالي انتهت بمقتله، الأمر الذي زاد من اضطراب الأوضاع في دمشق.
عوامل مشجعة
كل هذه الأسباب كانت عوامل مساعدة وظرفية مشجعة على اختيار التوقيت لبدء حملة بلاد الشام، إلّا أن ذلك لا يحجب الرغبة التي طالما عبّر عنها محمد علي بوضع يده على بلاد الشام، وذلك منذ نهاية حملته في الجزيرة العربية، فهذه المنطقة تمثّل له، مقارنة مع مصر، بلادًا غنية بالمنتجات الزراعية والموارد الطبيعية التي تحتاجها مصر كالأخشاب والمعادن إذا وُجدت.
يُضاف إلى ذلك، أن سورية هي أيضًا مصدر للصناعات النسيجية في كل من حلب ودمشق، وحاجة السوق المصري إليها، بديلًا عن تلك المستوردة من أوربا الأغلى ثمنًا.
لكنّ الأهم من كل ذلك، أن السيطرة على سواحل سورية و(لبنان وفلسطين)، تبقى الغاية الأساسية، فهذه السيطرة تتيح له الإمساك بطرق التجارة، حيث تصبح كل التجارة مع أوربا، والتي تمرّ في الإقليم تحت يده، وهذا في حّد ذاته سبب كاف لتفكيره المبكر بوضع يده على سورية منذ أن أصبحت تجارة البحر الأحمر تحت مراقبته.
والواقع أن حملة بلاد الشام التي قادها إبراهيم باشا، كانت قد حققت أهدافها العسكرية بسهولة، عدا عن حصار عكا الذي استمر لعدّة أشهر.
وقد برز، حسب كل المراقبين، إبراهيم باشا كقائد عسكري تغلّب على قيادات الجيش العثماني، وتمكّن في بعض المعارك من الاستيلاء على أسلحة وأسر الجنود والضباط، حتى وصل إلى كوتاهية على بُعد مئة كيلومتر من عاصمة الدولة العثمانية استامبول، وكان بإمكانه أن يتابع سيره، إلّا أن محمد علي نفسه كان حذرًا من إثارة المزيد من مخاوف وتوجسات الدول الأوربية، والواقع أن مصير الدولة العثمانية عام 1832 بعد الانتصارات التي حققها إبراهيم باشا كان على المحك، لكنّ الدول الأوربية لم تكن متفقة على ذلك، وكانت تفضل دولة هرمة تعاني مشاكل متعددة على دولة فتية بقيادة محمد علي وابنه.
تسوية مؤتمر لندن
كان رد فعل السلطان محمود الثاني، بعد السيطرة المصرية على ولايات بلاد الشام، تجريد محمد علي وابنه من مناصبهما، لكن بعد صلح كوتاهية أعاد الألقاب إليهما، وأعطى لإبراهيم حكم ولايات بلاد الشام وأضنة وكريت لقاء خراج سنوي، وذلك بموجب الصلح الذي لم يكن معاهدة نهائية، بقدر ما كان اتفاقية لوقف الحرب بين السلطان وتابعه المتمرد.
والنتيجة التي أسفر عنها هذا الاتفاق، وهي تشكّل السبب الرئيسي الذي دفع محمد علي إلى حملته الشامية، أنه أصبح متحكمًا بكل الطرق التجارية التي تؤدي إلى مصر أو تخرج منها، إضافة إلى تملّكه أسطولًا عسكريًا وآخر تجاريًا، فضلًا عن سيطرته على مساحة واسعة من البلاد التي تشكّل أسواق لأنشطته.
لكنّ هذا الوضع ما كان له أن يستمر، فقد واجه إبراهيم باشا ثورات الأهالي التي لم تتقبل الضرائب الباهظة والتجنيد وتجريد الجماعات من سلاحها. لكنّه واجه ما هو أكثر تأثيرًا على مصير حملته، وهو مواقف الدول الأوربية التي لم ترضَ قيام نفوذ مصري في شرق المتوسط يمكنه أن يرث الدولة العثمانية. ولهذا فإن مؤتمر لندن انطوى على تسوية، أنهت امبراطورية محمد علي بتجريده من كل الولايات التي يسيطر عليها، مقابل منحه حق توريث حكم مصر لسلالته من بعده.
ومع ذلك، فإن السنوات التسع التي حكم فيها إبراهيم باشا بلاد الشام ولبنان كانت سنوات حاسمة بالنسبة لمستقبل البلاد، لما اشتملت عليه من إجراءات وإصلاحات أدت إلى تغييرات عميقة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ■
السلطان محمود الثاني