غاية الحب

غاية الحب

قال بوشكين ذات مرة: «إن غاية الشعر هي الشعر»، وكذلك غاية الحُب هي الحُب.
في زيارتي هذا العام إلى معرض الزهور، تذكّرت أول زيارة لي منذ سنوات، عندما كنت في دوامة من دوامات البؤس، فأشار لي «هو» بأن أذهب إلى معرض الزهور. ذهبت يومها فورًا، كانت شرارة الحب تملأ قلبي وتملي عليه أن يستمع إلى صوت الإلهام الذي أمرني بالذهاب إلى المعرض.  كنت وحدي وكان النهار في نهايته، ومع ذلك قضيتُ أجمل ساعة في حياتي بين الزهور، أراها بعيني، لكنّ قلبي يرى غبار الحب الذي غطّى كل شيء. من يومها بدأت تعلُّم الزراعة في المنزل، أحببت كل تفاصيل الورد، وتعلّمت أن بعض الرجال قد يهادونكِ بالزهور، لكنّ رجلًا واحدًا هو الذي يعلّمكِ كيف تزرعين وردة.

تسألني‭ ‬صديقتي‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬لستِ‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬تحبين»؟

أتلفّت‭ ‬حولي‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬أحب،‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬جسده‭ ‬الذي‭ ‬أحفظ‭ ‬درجة‭ ‬حرارته،‭ ‬أنفاسه‭ ‬الاستوائية،‭ ‬هزّة‭ ‬رأسه‭ ‬الخفيفة‭ ‬بالموافقة،‭ ‬لا‭ ‬أرى‭ ‬ابتسامته‭ ‬الودودة‭ ‬التي‭ ‬تتّسع‭ ‬لي،‭ ‬مشيته‭ ‬الهادئة‭ ‬تجاهي،‭ ‬كفّه‭ ‬المشاغبة‭ ‬وحديثه‭ ‬الذي‭ ‬يحملني‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬وجوده‭ ‬الطاغي‭ ‬لا‭ ‬أراه‭ ‬إلّا‭ ‬بقلبي‭. ‬قلبي‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬أنه‭ ‬هنا،‭ ‬يشغل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحيّز‭ ‬من‭ ‬الفراغ‭ ‬الثقيل‭ ‬غير‭ ‬المرئي‭. ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الثعلب‭ ‬الحكيم‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬الأمير‭ ‬الصغير‭: ‬‮«‬المرء‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬بوضوح‭ ‬إلّا‭ ‬بقلبه‭. ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬جوهري‭ ‬يخفى‭ ‬عن‭ ‬العينين‮»‬‭.‬

عندما‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحبيب‭ ‬هو‭ ‬مَن‭ ‬يختار‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬وحدتك‮»‬‭ ‬ابتسم،‭ ‬لأنني‭ ‬أعرف‭ ‬الحب‭ ‬كعاطفة‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬المادي‭. ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬معي‭. ‬لكنّني‭ ‬أقرأ‭ ‬كتابًا‭ ‬من‭ ‬ترشيحه،‭ ‬أستعيد‭ ‬تقديري‭ ‬لنفسي‭ ‬بتشجيعه،‭ ‬وأكتب‭ ‬قصة‭ ‬بدافع‭ ‬مشاعري‭ ‬تجاهه‭. ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬لي‭ ‬إليها،‭ ‬وكل‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬شاركني‭ ‬فيها‭ ‬بالإشارة‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬حلّ‭ ‬لا‭ ‬بتقديم‭ ‬الحل،‭ ‬لأنّه‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يُرجع‭ ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬لذاتي‭. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬وحدتي،‭ ‬لكنّه‭ ‬كان‭ ‬بداخلي‭ ‬يؤنس‭ ‬روحي‭ ‬ويعطي‭ ‬القيمة‭ ‬لوجودي‭.‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أفعله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحب؟

عندما‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬حائرًا‭ ‬بين‭ ‬رغبتك‭ ‬في‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالموجود‭ ‬وخوفك‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬وجوده،‭ ‬لأنّك‭ ‬تعرف،‭ ‬بخبرة‭ ‬سابقة،‭ ‬أن‭ ‬وجوده‭ ‬مزيف‭ ‬ومؤقت،‭ ‬ولأنّك‭ ‬تعرف‭ ‬بقلبك‭ ‬أن‭ ‬وجوده‭ ‬هو‭ ‬الأبد‭. ‬تسير‭ ‬وراء‭ ‬السراب‭ ‬بعطشك،‭ ‬تكفيك‭ ‬نظرة‭ ‬وتُشبعك‭ ‬كلمة‭ ‬يا‭ ‬مسكين‭. ‬الحب‭ ‬يجعلني‭ ‬أخفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬بعناية‭. ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬ابتسمي،‭ ‬وأقول‭ ‬له‭: ‬أنا‭ ‬بخير،‭ ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬لا‭ ‬تبكِ،‭ ‬وأقول‭ ‬له‭: ‬تمنياتي‭ ‬بيوم‭ ‬جميل‭. ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬اصمتي،‭ ‬وأسأله‭: ‬كيف‭ ‬قضيت‭ ‬يومك؟‭ ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬لا‭ ‬تظهري‭ ‬غضبك‭ ‬وقلقك‭. ‬وأقول‭ ‬له‭: ‬يومي‭ ‬أيضًا‭ ‬جميل‭. ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬توقفي‭ ‬عن‭ ‬الاندفاع،‭ ‬وأعترف‭ ‬له‭ ‬بحبي‭. ‬أقول‭ ‬لنفسي‭: ‬هو‭ ‬لا‭ ‬يريدك‭. ‬وأقول‭ ‬له‭: ‬عندك‭ ‬حق‭. ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬سأناكد‭ ‬نفسي‭ ‬التي‭ ‬تدرك‭ ‬جيدًا‭ ‬أنه‭ ‬إزاء‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الحنين‭ ‬والتمنّي،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحب؟

ما‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أقدّمه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحب؟

عندما‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬حائرًا‭ ‬بين‭ ‬الفرح‭ ‬والقهر‭ ‬اللذين‭ ‬يخلّفهما‭ ‬في‭ ‬قلبك‭. ‬تضحك‭ ‬وأنت‭ ‬تشعر‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬البكاء،‭ ‬تبكي‭ ‬فيزداد‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬قلبك‭. ‬تحبّ‭ ‬فيزداد‭ ‬الألم،‭ ‬تسمع‭ ‬صوته‭ ‬فتنسى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬يسألك‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬فتجيب‭ ‬كأعقل‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬الوجود‭. ‬تتحسّس‭ ‬قلبك‭ ‬فتشعر‭ ‬بالحماقة‭. ‬تقول‭ ‬بملء‭ ‬إرادتك‭: ‬أنا‭ ‬أسهل‭ ‬ما‭ ‬عندي‭ ‬الاستغناء‭. ‬ثم‭ ‬تبكي‭ ‬وحيدًا‭ ‬من‭ ‬الخوف‭. ‬جناحاك‭ ‬اللذان‭ ‬عثرت‭ ‬عليهما‭ ‬أخيرًا،‭ ‬هما‭ ‬مَن‭ ‬يقودانك‭ ‬إلى‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية،‭ ‬يطيران‭ ‬بك‭ ‬في‭ ‬براح‭ ‬جميل‭ ‬من‭ ‬الفتنة‭ ‬العابرة،‭ ‬تنتظر‭ ‬السقوط،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تسقط،‭ ‬لأنك‭ ‬لسبب‭ ‬ما‭ ‬تستعيد‭ ‬اللهفة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬لقاء‭ ‬كأنك‭ ‬لم‭ ‬تضِع‭ ‬أبدًا‭. ‬وأنا‭ ‬مشغولة‭ ‬وممتلئة‭ ‬وحاضرة‭ ‬كأهم‭ ‬مشهد‭ ‬في‭ ‬الرواية‭. ‬لكنني‭ ‬أختار‭ ‬بملء‭ ‬إرادتي‭ ‬أن‭ ‬أقدّم‭ ‬الوقت‭ ‬والمشاعر‭ ‬والوجود‭ ‬والكيان،‭ ‬وأن‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬هامش‭ ‬الرواية‭. ‬لا‭ ‬أدري،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أقدّمه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحب‭ ‬حتى‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬الاستحقاق؟

 

مسؤولية‭ ‬الحب

الحب‭ ‬مسؤولية‭. ‬مثل‭ ‬الزواج‭ ‬والخِلفة‭ ‬والعمل‭. ‬مسؤولية‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بها‭ ‬قرابة‭ ‬دم‭ ‬ولا‭ ‬ميثاق‭ ‬غليظ‭. ‬مسؤولية‭ ‬خالصة‭ ‬لوجه‭ ‬المحبوب‭. ‬لو‭ ‬غابت‭ ‬غاب‭. ‬وأنا‭ ‬أقف‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بين‭ ‬اختياراتي‭ ‬وقراراتي‭ ‬وأحداثي‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬أتخطّى‭ ‬الأزمات‭ ‬وحدي،‭ ‬وأعبر‭ ‬الحواجز‭ ‬والصعاب‭ ‬دون‭ ‬يد‭ ‬تربط‭ ‬على‭ ‬ظهري‭. ‬أواجه‭ ‬هزائمي‭ ‬بقلبي‭ ‬المفطور،‭ ‬وإنجازاتي‭ ‬أحتفل‭ ‬بها‭ ‬بقلب‭ ‬نصف‭ ‬حاضر،‭ ‬نصفه‭ ‬الآخر‭ ‬ينتظر‭ ‬ويعاني‭ ‬ويرغب‭. ‬أسأل‭ ‬نفسي‭ ‬كل‭ ‬حين‭ ‬‮«‬أين‭ ‬هو؟‮»‬‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬ليس‭ ‬معي‭ ‬الآن؟‮»‬‭. ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬ذروة‭ ‬الألم‭ ‬والفرح‭ ‬لا‭ ‬يكفيني‭ ‬صوته،‭ ‬ولا‭ ‬مواساته‭ ‬ولا‭ ‬أحضانه‭ ‬الافتراضية‭. ‬أريده‭ ‬أن‭ ‬يحمل‭ ‬عنّي‭ ‬الحزن‭ ‬والتعب،‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬ويدافع‭ ‬عنّي‭ ‬ضد‭ ‬الحياة،‭ ‬أن‭ ‬يشاركني‭ ‬الألم‭ ‬والفرح‭ ‬بجسده‭ ‬ودفئه‭ ‬وذقنه‭ ‬الخشنة‭ ‬على‭ ‬وجهي‭. ‬أن‭ ‬يأكل‭ ‬خوفي‭ ‬ويشرب‭ ‬فورة‭ ‬انتصاراتي‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬أفترض‭ ‬فيها‭ ‬وجوده‭ ‬ولا‭ ‬ألمسه‭ ‬فيها‭ ‬تُظلِم‭ ‬روحي‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭. ‬وأتساءل‭: ‬‮«‬أين‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحب»؟

 

‭ ‬وسيلة‭ ‬الحب

في‭ ‬البعد‭ ‬والوحدة‭ ‬تبحث‭ ‬القلوب‭ ‬عن‭ ‬وسيلة‭ ‬لتبلغ‭ ‬بها‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭. ‬تقف‭ ‬القلوب‭ ‬الوحيدة،‭ ‬مثل‭ ‬المغناطيس‭ ‬الذي‭ ‬يجذب‭ ‬القلوب‭ ‬المتشابهة،‭ ‬وبرغم‭ ‬الانشغال‭ ‬المادي‭ ‬والوقتي‭ ‬تجد‭ ‬وحيدًا‭ ‬مثلك‭ ‬مغتربًا‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬أو‭ ‬أهله‭ ‬أو‭ ‬نفسه،‭ ‬أو‭ ‬وحيدًا‭ ‬يعاني‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬صباح‭ ‬الخير‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬ببابه‭ ‬كل‭ ‬صباح،‭ ‬وحيدًا‭ ‬يعيش‭ ‬مع‭ ‬قبيلة،‭ ‬لكنّ‭ ‬قلبه‭ ‬معلّق‭ ‬بالعزلة،‭ ‬تسمح‭ ‬لنفسك‭ ‬بتجربة‭ ‬الحب‭ ‬كوسيلة‭. ‬تقترب‭ ‬وتسمح‭ ‬بالاقتراب،‭ ‬تلقي‭ ‬بقلبك‭ ‬بين‭ ‬أقدام‭ ‬الغرباء‭ ‬لعلّ‭ ‬أحدهم‭ ‬يسدد‭ ‬هدفًا‭ ‬نحو‭ ‬السعادة‭. ‬لكنك‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬إلّا‭ ‬المراوغات‭ ‬والمحاولات‭ ‬الفارغة،‭ ‬كمن‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬قطعة‭ ‬بازل‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬الخاطئ‭. ‬يظل‭ ‬هناك‭ ‬عدم‭ ‬اتساق‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬أنك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقتطع‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬نفسك‭ ‬حتى‭ ‬تناسب‭ ‬مكانك‭ ‬الخطأ،‭ ‬والغريب‭ ‬أنك‭ ‬بعدها‭ ‬لن‭ ‬تعالج‭ ‬الفراغ‭ ‬المرعب‭ ‬الذي‭ ‬خلّف‭ ‬التكيّف‭ ‬بدافع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‭... ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تسمي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬بالحب،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يلوي‭ ‬ذراع‭ ‬الحب‭.‬

 

غاية‭ ‬الحب

كنت‭ ‬أسأل‭ ‬نفسي،‭ ‬لكنّني‭ ‬وجدت‭ ‬السؤال‭ ‬أولى‭ ‬بمن‭ ‬أُحب‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬متى‭ ‬تظل‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬النغمات‭ ‬النشاز‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬وأنت‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬لحنًا‭ ‬واحدًا‭ ‬يشجيك؟‮»‬‭ ‬نحن‭ ‬نضيع‭ ‬في‭ ‬زحام‭ ‬الحياة‭ ‬ونعود‭ ‬إلى‭ ‬بعضنا‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬يضيع‭ ‬نور‭ ‬قلوبنا‭ ‬في‭ ‬البُعد‭ ‬والمسؤولية،‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نفقد‭ ‬توهج‭ ‬قلوبنا‭ ‬أبدًا‭. ‬أرمي‭ ‬بحناني‭ ‬كمجازفة‭ ‬وأتلقف‭ ‬حنانه‭ ‬كمفاجأة،‭ ‬أتحصّن‭ ‬بابتسامته‭ ‬من‭ ‬اليأس‭ ‬وتذوب‭ ‬كل‭ ‬أحزاني‭ ‬عندما‭ ‬يظهر‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬هاتفي‭ ‬وأراه‭ ‬على‭ ‬حساباتي‭ ‬الافتراضية‭. ‬ثمّة‭ ‬سحر‭ ‬يجعل‭ ‬الحب‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬معًا،‭ ‬وأقوى‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬المادية‭ ‬والأماني‭ ‬الغالية،‭ ‬إن‭ ‬غاية‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬الذي‭ ‬يجعلك‭ ‬سعيدًا،‭ ‬هادئًا،‭ ‬مستنيرًا،‭ ‬يجعلك‭ ‬النسخة‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬نفسك‭. ‬والإجابة‭ ‬هي‭ ‬نعم،‭ ‬أنا‭ ‬دائمًا‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬أُحب‭. ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬نجم‭: ‬‮«‬إن‭ ‬كان‭ ‬أمل‭ ‬العشاق‭ ‬القرب،‭ ‬أنا‭ ‬أملي‭ ‬في‭ ‬حبك‭ ‬هو‭ ‬الحب‮»‬‭ ‬■