"وهكـذا يا بني فالجميلـة عندما أطلت عليك في رؤياك، قـد سقتك من قـدحها البللوري. قد سقتك من الضـوء الذي سلته من قلوب الرجال، لتتوهج أنت فتستشف دروب غـابـات البحـار السحيقـة. لتصارع الوحش.. هناك.. هناك.. في عقر داره في الأعماق..".

بمثل هذا التوهج مضمونا وأسلوبا يمضي المؤلف في استكشافه الإبداعي عبر سـت عشرة قصة قصيرة تنضح بهموم واقعه وتعكس خصوصية البيئة التي تتجلى في أسلوب الكـاتب ومفرداته ومرائيه. كـما تتجلى في هذه القصص محاولات حسن المحروس في استلهام تراثه الشعبي وموروثه من الأمثال والغناء الفلكلـوري الذي يضفي على أسلوبـه مزيدا من الشجن والعذوبة.

***

الكتاب: في الليل الصقيع (مجموعة قصصية)
المؤلف: د. محمد المخزنجي
المترجمان: إيفا إلياس - نور المسيري
الناشر: دار إلياس/ القاهرة

يقدم الكتاب الترجمة الثالثة في اللغة الإنجليزية، بعد ست لغات ترجمت إليها أقاصيص هذا الكاتب الذي اشتهر بالإيجاز. وتأتي هذه الترجمة لأقاصيصه الأول، منشورة في طبعة ثنائية اللغة تقابل فيها الترجمة النص العربي، مما يجعل الكتاب مفيدا لقراء الإنجليزية والعربية على السواء، ويفتح الباب لمناقشة جادة حول تقنيات ترجمة الأدب العـربي الحديث، خـاصة أن المترجمتين اعتمدتـا أسلوب ترشيـح ترجمتهما عبر انطباعات فريقين يجيدان اللغتين أولهما من العرب وثانيهما من الإنجليز والأميركيين. وقد أشارت مقدمة الكتاب إلى الغنى الذي تتمتع به أقاصيص الكاتب من حيث امتزاج الحيـاة بالموت والألفـة بالغرابة والشجن بالسخـرية في نسيج إبداعي مدهش وشديد الإيجاز.

***

الكتاب: يوم تستشري الأساطير (رواية)
المؤلف: محمود حنفى
الناشر: دار المستقبل / الإسكندرية

يقول الناقد د. علي الراعي عن هذا العمل: "محمود حنفي لم يفجر إطار الواقعية الصارمة فقط إنما كتب رواية مهمة حقـا، من وجهة نظر المضمون، والصنعة الروائية معا، فهو من ناحيـة الصنعة، قد عاد مباشرة إلى أسلوب الحكـاية البسيط وخيالاته النشطة سريعة الانبثاق، تلك التي نجدها في حكايات ألف ليلة وليلة مثلا، كما انطبع انطباعا خلاقا بالكتب المقدسة، وصب روايته في قـالب الأمثولة التي عرفتها آداب القرون الوسطى، وجعل لها نبرة التحذير والزجر الشديد التي يستخدمها ذوو الرؤى حين يشعرون حتما بأن عليهم أن يوجهوا رسالة تحذيرية إلى بني الإنسان من خطر كبير يوشك أن يحل بهم.

***

الكتاب: معجم المأثورات اللغوية والتعابير الأدبية.
المؤلف: سليمان فياض.
الناشر: الهيئة العامة للكتاب/ القاهرة

على غرار إسهاماته الإبداعية في مجالي: القصة القصيرة والرواية، يسهم الكاتب المبدع سليمان فياض بما يثرى اللغة والفكر الأدبي بكتاباته في هذا المجال. ولعل آخر ما قدمه للمكتبة العربية هو هذا المعجم القيم "المأثورات اللغـوية والتعابير الأدبية" المسكوكة من تلك المأثورات التي اصطلح المثقفون على وصفها بعبـارة "الإكليشيهات". وتتمثل على جل مـا ورد في المعاجم العـربية من الشواهد وللقارئين في كتب التراث العربي، وللناشئين الذين تمس حاجتهم إلى عبارات شتى تعبر عن معنى واحد. إنه معجم فريد في بابه.

***

الكتاب: السعلوكي في بلاد الإفريكي
المؤلف: محمود السعدني
الناشر: دار الهلال/ القاهرة

يستعرض الكاتب في هذا الكتاب بأسلوبه الساخر المميز حال إفريقيا قديما وحديثا، ويذكـر في البداية أن سبب اختياره لكلمة السعلـوكي في عنوان الكتاب إنما جاء نتيجـة خوفه عنـدما ركب الطائرة التي عبرت به بحر الرمال الواسع الشاسع وأبخرة تتصاعد وتندفع مع الريح على وجه الرمال المحرقة.

يسيح الكاتب في إفريقيا الثرية بمواردها التي نهبها الأوربيون، ويتحدث عن تجارة العبيد التي اتخذت صورا وحشية واغتنى من ورائها شخصيات لامعـة ومحترمة ومشهورة.

ويستعرض مظاهر الحياة الاجتماعية متحدثا عن الإفريقي الأصيل الطيب الشهم الذي لم يـؤثر فيه الاستعمار إلا بترك قشرة رقيقة ارق من ورق السجائر.. ويذكر أن المرأة في إفريقيا محترمة ومقدسة، هي أصل القبيلة وهي أصل الحياة.. المرأة هي الغاية وهي النهاية وهي المصير..

***

الكتاب: آراء وتوجهات في القضايا الكويتية بعد الأزمة
المؤلف: مجموعة من الباحثين
إشراف: د. سهام الفريح
الناشر: مركز الدراسات والبحوث/ لندن

يتناول هذا الكتاب خمسة محاور أساسية نالت اهتماما خاصا لدى عدد من الباحثين الكويتيين أثناء الغزو الصدامي وبعد التحرير، فقد تمثلت هذه المحاور في قضايا الديموقراطية والسياسة الاقتصادية والعلاقات العربية والسياسة السكانية والآثار النفسية للغزو.

وهي القضايا التي تناولتها عدة حلقات بحثية شـارك فيها نخبـة من أبناء الكويت المتخصصين والمهتمين بقضايا التربية والثقافة والسياسة والاقتصاد.

وقد نشأت فكرة هذه الدراسات عقب الغزو وما نجم عنه من توقف في الخدمات الأساسية بجميع المرافق في الكويـت، ومنها المرفق التعليمي الذي كان من نتيجتـه حرمان أعـداد كبيرة من أبناء هذا البلد وبناته من مواصلة الدراسة، وهـو ما تسبب في ظهور معضلـة تربـوية تحتاج إلى عمل شاق ودؤوب لإيجاد الحلول المناسبة لها.

***

الكتاب: ورود لن تموت (مجموعة قصصية)
المؤلف: د. هيفاء بيطار
الناشر: دار المنارة للدراسات/ اللاذقية

عبر قصص هذه المجموعة تدور مشكلة المرأة لتطرح بقوة، وتقوم فيها المؤلفة بالدخول إلى تلك الزوايا المظلمة في المجتمع، لتبحث في ثنايا الطفولة عن أسباب ما تعانيه المرأة.

والكاتبة هنا تطرق منطقة ليست مجهولة، فقد سبق أن دارت القصص حـولها بكثرة، لكنها هنا تتناولها من زاوية أكثر قربا وأشد خصوصية.

***

الكتاب: البنت والنورس (مجموعة قصصية)
المؤلف: خليل فاضل
الناشر: دار الطباعة المتميزة/ القاهرة

في هذه المجموعـة التي تحتـوي على خمس عشرة قصة قصيرة يقوم المؤلف بجراحة دقيقة لخبايا العلاقة بين المرأة والرجل، من خلال التأمل والأناة واستلهام تجارب الآخرين.

فهذه المجموعة التي يقول مؤلفها عنها، إنها كتبت باللحم والدم، والتي يمتزج فيها الجدل بالقوة والغرور بالذكاء، تمارس الدق فوق الأعصاب العارية، لتحدث دغدغة كاشفة كتلك التي يفعلها سريان خفيف لتيار كهربي.

***

الكتاب: الثقافة والمثقف في الوطن العربي
المؤلف: مجموعة من الباحثين
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية/ بيروت

يحتوي هذا الكتاب على ثلاثة وعشرين بحثا، تثير جميعها جملة مسائل حيوية كثيرا ما دار الجدل حولها ولا يـزال، منها الثقافة والسلطة، والثقافة والديموقراطية، والثقافة والتبعية، والمثقف والإطار المرجعي، إلى جانب تساؤلات أخرى عن السبيل إلى إنتاج ثقافة عربية مبدعة ومن هو المثقف المبدع وما هي الثقافة الأصيلة.

إضافـة إلى عدد من البحوث التي تعنى بقضايا الثقافة في أقطار عربية من مغرب الوطن العربي إلى مشرقه، حيث تتنوع في خصوصياتها، دون أن تتغير في أطرها الكلية متعمقة في دراسة الحالات الجزئية، المشكلة في عمق التجربة الواحدة واقع الثقافة في وطننا العربي.

***

الكتاب: ثالوث الحب (مجموعة شعرية)
المؤلف: ليلى مقدسي
الناشر: دار الحوار/ اللاذقية

محاولة جادة لتلمس الطريق نحو القصيدة، يمتزج النثري فيها بالشعر، وتنتقل القصائد فيها بسلاسة ويسر دافقة بمعان، تشع فيها الرومانسية والواقع معا، لكنها في الوقت ذاته تحفل بكثير من المفردات عن الحزن والضياع والدموع كما يتضح ذلك في قصائد (جرح، غيمة شمس، ضياع، البعد، دمعة، طواف حزين) مما يدخل تلك المجموعة معه في أجواء قابضة، دون اللجـوء للبحث عن كوة الضوء، التي يجدر، بالشعر أن يبحث عنها ويبشر بها. لكنها في النهاية رحلة صادقة للبحث عن الأدوات الشعرية، يستحق الإصرار عليها تقديرا وتشجيعا.