«أدب الطفل أغنية للحياة... فالكم عند صغاركم» ملتقى الإتحاف الأدبي لقاء عربي في الجزائر

احتضنت‭ ‬بوابة‭ ‬الصحراء‭ ‬الجزائرية‭ ‬ولاية‭ ‬بسكرة،‭ ‬علــــى‭ ‬مدى‭ ‬ثلاثـــة‭ ‬أيــــام‭ ‬مــــن‭ ‬20‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الكتّاب‭ ‬والأدباء‭ ‬العرب‭ ‬المعنيين‭ ‬بأدب‭ ‬الطفل،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬أثر‭  ‬ملتقى‭ ‬الإتحاف‭ ‬الأدبي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬السابعة،‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬برعاية‭ ‬وتنظيم‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتاب‭ ‬الجزائريين‭. ‬

للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الملتقى،‭ ‬شارك‭ ‬أدباء‭ ‬وكتّاب‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬ولبنان،‭ ‬إذ‭ ‬تشكلت‭ ‬باقة‭ ‬أدبية‭ ‬من‭ ‬الدولتين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تونس‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬سابقة،‭ ‬والجزائر‭ ‬البلد‭ ‬المضيف‭. ‬

وتحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬أغنية‭ ‬للحياة‭... ‬فالكم‭ ‬عند‭ ‬صغاركم‮»‬،‭ ‬افتتح‭ ‬الملتقى‭ ‬بقاعة‭ ‬الفكر‭ ‬والأدب‭ ‬بدار‭ ‬الثقافة،‭ ‬أحمد‭ ‬رضا‭ ‬حوحو،‭ ‬بحضور‭ ‬ممثل‭ ‬والي‭ ‬بسكرة،‭ ‬أحمد‭ ‬كروم،‭ ‬ورئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتّاب‭ ‬الجزائريين،‭ ‬يوسف‭ ‬شقرة،‭ ‬ورئيس‭ ‬فرع‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتاب‭ ‬الجزائريين‭ ‬في‭ ‬بسكرة،‭ ‬القاص‭ ‬الروائي‭ ‬محمد‭ ‬الكامل‭ ‬بن‭ ‬زيد،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والأدباء‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالكتابة‭ ‬للطفل‭.‬

وفي‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح،‭ ‬كان‭ ‬للمعنيين‭ ‬بالملتقى،‭ ‬وهُم‭ ‬الأطفال،‭ ‬مشاركة‭ ‬لافتة،‭ ‬حيث‭ ‬افتتح‭ ‬بآيات‭ ‬قرآنية‭ ‬تلاها‭ ‬أحد‭ ‬البراعم‭ ‬الصغار،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬إحدى‭ ‬رياض‭ ‬الأطفال‭ ‬فقرة‭ ‬موسيقية‭ ‬ترحيبية‭ ‬بالحضور‭ ‬الغفير‭. ‬

وفي‭ ‬لفتة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬المنظمين،‭ ‬شهد‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬تكريم‭ ‬أعلام‭ ‬أدبية‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬بسكرة،‭ ‬وفيه‭ ‬أيضاً‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬الأدباء‭ ‬الصغار‭ ‬الذين‭ ‬نالوا‭ ‬مراتب‭ ‬متقدمة‭ ‬بإحدى‭ ‬المسابقات‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬والشعر‭. ‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬يومين،‭ ‬تناول‭ ‬المشاركون‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬بكل‭ ‬جوانبه‭ ‬وتجاربه،‭ ‬ففي‭ ‬الجلسة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول،‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬نشأة‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬وتطوره،‭ ‬وأدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي،‭ ‬وأدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭.‬

وخصصت‭ ‬الجلسة‭ ‬الثانية‭ ‬لقراءة‭ ‬الأدباء‭ ‬المشاركين‭ ‬نماذج‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬أعمالهم‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬والقصيدة،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬بإعجاب‭ ‬الحضور‭ ‬كباراً‭ ‬وصغاراً‭.‬

واستمر‭ ‬عرض‭ ‬وقراءة‭ ‬الأعمال‭ ‬الأدبية‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محوره‭ ‬حول‭ ‬قصص‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬والعالم‭ ‬العربي،‭ ‬والشعر‭ ‬الموجّه‭ ‬إلى‭ ‬الطفل،‭ ‬ومسرح‭ ‬الطفل،‭ ‬وأدب‭ ‬الطفل‭ ‬والخيال‭ ‬العلمي،‭ ‬وقد‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رابح‭ ‬خدوسي،‭ ‬وعز‭ ‬الدين‭ ‬جلاوجي،‭ ‬ونورالدين‭ ‬لعراجي‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬والروائي‭ ‬إبراهيم‭ ‬درغوثي‭ ‬من‭ ‬تونس‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬أيضاً‭ ‬استعرض‭ ‬الوفد‭ ‬الكويتي‭ ‬المشارك‭ ‬تجاربه‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الطفل،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬هذايل‭ ‬الحوقل‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬العربي‭ ‬الصغير،‭ ‬ورقة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬العربي‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬عقدها‭ ‬الثالث‭... ‬عطاء‭ ‬لا‭ ‬ينضب‮»‬،‭ ‬وفيها‭ ‬استعرضت‭ ‬مسيرة‭ ‬المجلة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬ملحقاً‭ ‬بمجلة‭ ‬العربي‭ ‬حتى‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬1986‭ ‬مجلة‭ ‬مستقلة‭ ‬للفتيان‭ ‬والفتيات‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

كما‭ ‬شاركت‭ ‬الأديبة‭ ‬الكويتية‭ ‬فاطمة‭ ‬شعبان‭ ‬بورقة‭ ‬حول‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬وما‭ ‬يشهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬زخم‭ ‬وحضور‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬الثقافية‭ ‬العربية‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬قدمت‭ ‬الكاتبة‭ ‬والأديبة‭ ‬هبة‭ ‬مندني‭ ‬تجربتها‭ ‬الكتابية‭ ‬لقصص‭ ‬الأطفال،‭ ‬وعرضت‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬عملين‭ ‬من‭ ‬أعمالها‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطفل،‭ ‬وتناقشت‭ ‬مع‭ ‬المشاركين‭ ‬حولهما‭.‬

بينما‭ ‬استعرض‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬كونا‭ ‬الصغير،‭ ‬د‭. ‬طارق‭ ‬البكري،‭ ‬تجاربه‭ ‬وعطاءاته‭ ‬للطفل‭ ‬العربي‭, ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬بالتواصل‭ ‬الملموس‭ ‬مع‭ ‬الطفل،‭ ‬فلم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬القصص،‭ ‬بل‭ ‬ومشاركاته‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬والملتقيات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الأطفال‭ ‬هم‭ ‬الحضور‭.‬

كما‭ ‬استعرض‭ ‬البكري‭ ‬تجربته‭ ‬القصيرة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬كونا‭ ‬الصغير‮»‬،‭ ‬والصفحة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬المخصصة‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الأنباء‭ ‬الكويتية‭. ‬

وعلى‭ ‬جانب‭ ‬الملتقى،‭ ‬حرص‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتّاب‭ ‬الجزائريين‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬جولة‭ ‬سياحية‭ ‬ثرية‭ ‬لكل‭ ‬الضيوف‭ ‬المشاركين،‭ ‬للتعريف‭ ‬بأهم‭ ‬المناطق‭ ‬السياحية‭ ‬والأثرية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬بسكرة‭ ‬التي‭ ‬تزخر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬المزارات‭ ‬الدينية‭ ‬كالمساجد‭ ‬التاريخية‭ ‬القديمة،‭ ‬والمتاحف‭ ‬التاريخية،‭ ‬والزوايا‭ ‬العلمية،‭ ‬والحمامات‭ ‬المائية‭ ‬الصحية،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬وسط‭ ‬حفاوة‭ ‬الاستقبال‭ ‬والترحيب‭ ‬وكرم‭ ‬الضيافة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سكان‭ ‬بسكرة‭ ‬وممثلهم‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الشعبي‭ ‬البلدي،‭ ‬ناصر‭ ‬طرشي،‭ ‬الذي‭ ‬استضاف‭ ‬كل‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬العامر‭.‬

احتفلت‭ ‬بسكرة‭ (‬عروس‭ ‬الزيبان‭) ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بعرسها‭ ‬مع‭ ‬الأدباء‭ ‬العرب‭ ‬والأطفال،‭ ‬وأسدلت‭ ‬الستار‭ ‬آملة‭ ‬أن‭ ‬ترفعه‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬بمشاركة‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والهامات‭ ‬الثقافية‭ ‬الأدبية‭ ‬من‭ ‬المشرق‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ■