{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}*

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}*

كثيرون هم من يُنكرون وجود المؤامرة على دول وشعوب العالم العربي والإسلامي، ويقولون إنّ عقدة المؤامرة ليست موجودة إلا في عقول الواهمين والموسوسين وقلوبهم. ومع تقدّم الزمن، تتضح لنا إشارات تدل على التخطيط المدروس لسلب كل ما يمكن أن يحافظ به المواطن العربي على هويته وكيانه، اللغة والثقافة والدين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل زاد الأمر سوءاً عندما عاث الشرّ والفساد، فدمّرا ما تبقى لدينا من أخلاق، في احترام القوانين والتشريعات، ليصبح التزامنا بفعل الخير للإنسان والأمة والوطن قيداً ثقيلاً، نحاول في كل لحظة كسر هذا القيد باسم الحرية، ونفتعل أسوأ المعايير في سبيل التغيير، لتغيب الحقيقة ويسود الظنّ.

سبعون عاماً مضت على احتلال فلسطين عام 1948، وأكثر من نصف قرن على نكسة العرب في حربهم ضد دولة الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1967. لم ترجع فلسطين، وتوسع العدو على حساب مصر وسورية والأردن. 
ولم يكتف العدو الغادر وحلفاؤه بما أخذ، بل صار كجمرة في قلب العالم العربي تحرق كل حيّ يقترب من حدودها، فاغتصب سيناء وهضبة الجولان وجزءاً من الأردن. وعندما استرجعت مصر سيناء في أكتوبر 1973، تغيّرت المعادلة الصهيونية لتقضّ مضجع الأمن والسلام العربي، بدأت بالثمانينيات من القرن الماضي، وطبقت مع بداية القرن الحالي.
تقضي هذه المعادلة باتباع سياسة ذات محورين؛ المحور الأول هو سياسة «فَرّق تَسُد»، التي تركزت على التفريق بين أطياف المجتمع العربي، دينياً وطائفياً ومذهبياً، لنرى الفتنة الدينية والطائفية والمذهبية تؤجَج بين حين وحين، وما إن تنتهي من مكان حتى تستشري في مكان آخر. 
وعلى الرغم من أنّ منارات الدين في العالم العربي، الإسلامية والمسيحية، ترفع رايات الاعتدال الفكري والثقافي، آخذة بعين الاعتبار المتغيرات الزمانية والمكانية في المجتمعات العربية، فإنّ خطابها الديني والتربوي لا يصل إلى آذان الشباب الجامح، فكيف تراه يصل إلى أذهانهم؟! 

إلهاء الشباب
جيل جديد يكفّر كل المبادئ والمكتسبات الفكرية والثقافية والحضارية، وما لا يُدرك كله لا يترك جُله. ويطل علينا بين الفينة والأخرى من يطعن بالقرآن الكريم أو الإنجيل، أو من يطعن بالحديث الشريف، دون أن يُدرك أو يتتبع ثقافات العصور في الثابت والمتغير أو السابق واللاحق. 
أما المحور الثاني من سياسة المؤامرة فيستهدف إلهاء الشباب العربي عن العمل الجاد والبناء، وذلك بالانشغال بمتابعة الغريب والمريب في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المأجورة، والانغماس رويداً رويداً في الأكاذيب السياسية والإشاعات واتباع الهوى، وفي المقابل، لا نراه قد قدّم أو يُقدّم حلولاً أو بدائل للمشكلات التي تواجهه أو تواجه مجتمعه، سوى إبداء النقد والرفض والامتعاض.
اليوم تصفق أيادي الظُلم والظلام ابتهاجاً بما وصلت إليه حال الأمة العربية، بعد أن سُلبت منها ثروتها ولغتها وهويتها. وبات العدو يسعى جاهداً إلى أن يسلب منها إيمانها بوحدتها، وحدة الزمان والمكان، ووحدة المصير. 
وبعدما سلب فلسطين نهب العراق وقسّم السودان وجزّأ ليبيا وشرّد شعب سورية وفُتن أهل اليمن، لتتوالى الفتن والمحن. ولولا رحمة من الله بمصر وشموخ شعبها الأبيّ، لما صبرت على بلواها، من تهديد ببناء السدود لحجب مياه النيل عنها، ومن التآمر وزرع الفتنة وأوكار الإرهاب لتدمير الأمن في بلاد الأمن والسلام.
ولم يعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون، وستظل مصر دائماً أرض الأمن والحب والسلام: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

همسات الغدر
ها نحن نسمع في كل يوم عن فتنة تصيبنا، حين تعلو أصوات الباطل في المحافل العالمية، لتخفي همسات الغدر والتآمر على الأمة العربية. أي مخطط هذا الذي يستهدف كلّ العرب، هل غير أن كان مخططاً صهيونياً يتنفس الحقد وينفث الكراهية؟! 
لا يعرف الصهاينة الخجل، ولا يأبهون لأي قانون دولي وإنساني، ولا يحترمون عاجزاً أو كهلاً، لقد نزع الله من قلوبهم الرحمة فجاروا على النساء وقتلوا الأطفال.
ولم يكن موقف دولة الكويت العروبي الإسلامي الإنساني تجاه سلامة المدنيين وحمايتهم تحت الاحتلال الصهيوني إلا تذكرة لمن يخشى. 
وفي خطاب له أمام أعضاء مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في 18 مايو الماضي بإسطنبول، قال قائد الإنسانية صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه: «لماذا تستمر معاناة الشعب الفلسطيني؟ لماذا نتجاهل ولا ننفذ قرارات مجلس الأمن؟ لماذا يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن حل هذه القضية؟ لماذا تتمكن إسرائيل من الإفلات من العقاب؟ لماذا كل هذه الأرواح تُزهق، وهذه الدماء تسال أمام الصمت المطبق للضمير العالمي؟» 
الشعب الكويتي واحد من الشعوب العربية، يقف دائماً وراء قيادته، تلك القيادة الأبية الحرّة التي تقف دائماً مع الحقّ العربي، وتناصر الشعوب العربية ضد الظلم والطغيان، خاصة ذاك المتمثل بالاحتلال الصهيوني لأرض العرب في فلسطين، وعلى كل تعدّ على الحقوق والمبادئ الإنسانية. 

جرح مفتوح
بمثل هذا صرّح ممثل الشعب الكويتي، رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي عقد أخيراً في سانت بطرسبورغ - روسيا، قائلاً على كل لسان عربي مخلص، نقتبس من كلمته ما يلي: «... إذا ما ذُكرت كلمة «احتلال» على سبيل المثال، فما هو النموذج الذي سيتم استدعاؤه تلقائياً عند كل إنسان يسكن هذا الكوكب؟ من الذي لا يزال يمارس هذه الكلمة القميئة القديمة عملياً؟ أنا متأكد من أنّ نقطة جغرافية واحدة هي التي سيتم التفكير فيها لأول وهلة، إنها فلسطين لا غيرها، فلسطين الأرض العتيقة، فلسطين أرض الديانات والأنبياء، فلسطين الجرح المفتوح، فلسطين القاتل والمقتول. هناك تتجسد كلمة احتلال، ليس بوصفها مناقضة لكل مفاهيم التعددية الثقافية والدينية والعرقية، والتي هي محل نقاشنا اليوم، بل بوصفها إلغاء تاماً ونهائياً للآخر من جذوره. 
نحن لا نتحدث عن كيان يمارس تفرقة وتمييزاً عنصرياً ودينياً فحسب، بل عن كيان يلغي الآخر من الأساس، يعتبره بلا حقّ، ويرفض حتى الاعتراف بوجوده كحقيقة ديموغرافية... أين نحن من كل تلك الإجراءات التي تُشكّل ضغطاً حقيقياً على كلّ من يتجرأ على خرق الإجماع العالمي؟ وعندما أقول «الإجماع العالمي» فأنا أتحدث عما اتفقنا عليه جميعاً عام 1945. أتحدث عن ميثاق الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف الحقوقية، ومواثيق القانون الدولي، وأخيراً مبادئنا في النظام الأساسي بالاتحاد البرلماني الدولي.

قضايا ملتبسة
نحن لا نطالب بإجراءات انفعالية، بل نطالب بممارسة سلطتنا الأخلاقية إزاء ملف صارخ وواضح وقديم ومزمن، اتفقت كل القرارات الشرعية الدولية على أنّه يمثل انتهاكاً واضحاً لمبادئها الإنسانية الجامعة.
أن تحتلّ أراضٍي ليست لك، وتمارس الاستيطان في مدن وقرى مملوكة لغيرك، وأن تمارس القتل والاغتصاب ضد شعب أعزل منذ سبعين عاماً، وأن تمنع أصحاب الديانات الأخرى من ممارسة شعائرهم في مقدساتهم، هذه ليست قضايا ملتبسة ومحل خلاف، بل هي ممارسات شديدة الوضوح، وتنطوي على قدر كبير من التوحش، وتناقض كل ما يدعو إليه الإنسان المتطلع إلى السكن في كوكب يسوده العدل والكرامة الإنسانية.
أتحدث عن كيان يقوم في عصر الفضاءات المفتوحة ببناء جدار عازل، جدار عال من الإسمنت والخرسانة، أي جنون هذا؟! هل يوجد عاقل أو سويّ في العالم الآن يفكّر في بناء الأسوار والحصون؟! في أيّ عصر يعيش هذا الكيان؟!
 مجلس الأمن الدولي، بتركيبته المتنوعة، أصدر في ديسمبر 2016 - بإجماع أعضائه - القرار رقم 2334، القاضي بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وبدلاً من انصياع إسرائيل لهذا القرار، صادق الكنيست الإسرائيلي على قانون تنظيم الاستيطان، الذي يشرعن بأثر رجعي بناء ما يقارب أربعة آلاف مسكن استيطاني في ست عشرة مستوطنة إسرائيلية. إذا لم يكن هذا هو العبث والاستهتار والتجاهل المطلق لقرارات الشرعية الدولية، فكيف يكون شكل العبث إذن؟.

أسطورة الهولوكوست
تملّكوا وسائل الإعلام العالمية، واستهدفوا «أعداء الساميّة»، فصاغوا الأكاذيب دون حياء أو خجل. وبكوا على ضحاياهم في المحرقة الجماعية النازية (الهولوكوست)، وتناسوا تاريخهم مع العنف بقتلهم «أصحاب الأخدود» حرقاً! ووفقاً لبعض الدراسات التاريخية لتلك الفترة، والتي من ضمنها كتاب «الأساطير المؤسِسة للسياسة الإسرائيلية
Les mythes fondateurs de la politique israeliennes»، يؤكد المؤلف روجيه جارودي أنّ ما يُسمى بالهولوكوست لم يكن بالأسلوب أو الحجم الذي يشير إليه الصهاينة في ادعاءاتهم، حيث إن المحارق والجثث التي صوّرها النازيون بأنفسهم كانت قد صورت وقت تفشّي وباء التيفوئيد في السجون الألمانية.
بعد سقوط ألمانيا النازية، وصلت هذه الصور إلى أيدي الصهاينة ليستخدموها في كسب تعاطف العالم وتحقيق مصالحهم في الضغط على من ينكر «تضحياتهم».
لقد أصبح إنكار حادثة «الهولوكوست»، حسب الرواية الصهيونية، مجَرّماً قانونياً، فمن ينكرها يطله القانون في دول مثل فرنسا وألمانيا وسويسرا وإسبانيا والبرتغال ورومانيا وبولندا وأستراليا. 
يذكر أنّ هناك قائمة بالكتّاب الأمريكيين أنكروا في كتبهم «الهولوكوست»، فأقصي بعضهم عن مناصبهم، وحوكم الآخرون في دول أخرى. لقد استطاع الكيان الصهيوني أن يرهب الساسة من صنّاع القرار في الدول الكبرى بأكذوبتين: «معاداة السامية» و«إنكار الهولوكوست».
إنّ قلب الحقائق أصبح لعبة إعلامية بأيادي قوى استخباراتية عالمية، تعرف تماماً كيف تدس الفتن وتنهك فكر الشعوب بالخوف من المجهول.

 إرهاب استخباراتي
لم يكن الإرهاب العالمي سوى صنيعة أيدي استخبارات الدول الكبرى التي تتحكم بمصير العالم، قاعدة أفغانستان و«داعش» العراق وسورية وغيرهم من المتطرفين الرجعيين، كلهم عملوا لمصلحة العدو، أرهبوا العباد المسالمين الآمنين وعاثوا في أرضنا فساداً، وجنّدوا الأغرار فألحقوا بالإسلام العار وبحضارتنا الدمار.
وأذكر في الثمانينيات من القرن الماضي كيف دفعت الولايات المتحدة الأمريكية بالشباب العربي المسلم للقتال في أفغانستان بحجة «الحرب ضد الشيوعية»، حين كان الشباب المسلم يعتقد أنّ الشيوعية ليست سوى «الكُفر الصراح»، فخرجت جموع كثيرة من الشباب تحت وهم المشاركة بالجهاد ضد من يظنونه عدواً للدين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل تعداه لتنهال على الأفغان أموال طائلة من أفراد ومؤسسات خيرية من جميع دول العالم العربي والإسلامي.
ماذا حصل بعد ذلك؟ انسحبت جيوش الاتحاد السوفييتي من أفغانستان بعد حرب دامت عشر سنوات، وأطيح بنظام حكم محمد نجيب الله المدعوم من روسيا عام 1992، فتناحرت فصائل المقاومة الأفغانية على الحكم، لتتدخل كل عناصر المخابرات العالمية في هذا الجزء من العالم! لماذا؟ لأنّ هذا الجزء من العالم هو المعبر الاستراتيجي لطريق الحرير الذي يربط الشرق بالغرب، كما أنّه أغنى جزء في العالم لزراعة المخدرات، خاصة الأفيون. 
ومن الأفيون يُنتج المورفين والهيروين وقائمة أخرى من المخدرات. لم يكن الأفغان بحاجة إلى تمويل من العرب في حربهم ضد السوفييت، لكن الأجنحة الجهادية من التنظيمات الإسلامية العربية كانت عطشى لاستعمال العنف والسلاح.

حكم مطلق
لا ننكر أنّ التنظيمات الدينية كانت تتطلع في الأصل إلى الحكم السياسي المطلق داخل بلدانها، أو على الأقل، كانت تأمل بالمشاركة الفاعلة في هذا الحكم، وأنّ الأنظمة الحاكمة الفعلية كانت تتوجس من هذه التنظيمات خيفة، لعلاقتها المشبوهة ببعض الدول الغربية، لنكتشف بعد حين أنّ كثيراً من هذه التنظيمات مخترق من أجهزة استخباراتية خارجية استطاعت أن تصل إلى مكانة تؤهلها إلى اتخاذ القرار الأخير في التنظيم.  
إن جاز لنا أن نستعير عبارة «عبقرية الزمان والمكان» التي أتت تحت عنوان كتاب «شخصية مصر» للراحل جمال حمدان، فإننا نؤكد أنّ الدول العربية مجتمعة مكتفية ذاتياً، وليست بحاجة إلى أي دعم اقتصادي، فكل دولة من الدول العربية تكمّل الأخرى، حيث تتوافر لديها كل موارد الطاقة، وجميع أصناف المنتجات الزراعية والحيوانية، مع وفرة في الخبرات، مفكرون وعلماء في كل مجالات العلوم النظرية، وأطباء ومهندسون وخبراء في التكنولوجيا، أضف إلى كل ذلك الوفرة في الأيادي العاملة المهنية من صناع وحرفيين ومزارعين.
لقد استخدمت كلّ المغريات من أجل استقطاب الخبرات والكفاءات إلى الدول المتقدمة، كما استخدم كل الشرّ في تهجير العمالة العربية من أوطانها لتعمل بأجور بخسة وشروط صعبة وتحت ظروف قاسية.
ونتيجة للبحث عن لقمة العيش انسلخ المهاجرون من انتمائهم وهويتهم ليصبحوا الطبقة الأدنى والأقل أجراً. لن يصلح حال الأمة العربية إلا بالعمل البنّاء من أبنائها لأجل عزّ وعزّة أوطانها. ولا خير في أمة تَخاصَم أبناؤها وتفرقت فضعفت فطمع بها الطامعون. 
منذ معاهدة «سايكس- بيكو» المشؤومة، التي قضت بتقسيم الوطن العربي إلى دول متفرقة، ومشاكل الحدود بين هذه الدول لا تنتهي. 

همّ عظيم
بعد احتلال فلسطين، فشل كل مشروع للوحدة بين الدول العربية، بل زادت انقساماً على يد الاستعمار. ولم يبق للعرب اليوم سوى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهما المنصتان الكبيرتان في المطالبة بالحق العربي. لقد أصبحت السياسة همّاً عظيماً، تحتاج منا إلى الصبر والرويّة، وإيمان الشعوب بقياداتها العربية. ولا شك في أنّ الشعوب العربية تحمل الحبّ وتتطلع إلى مستقبل تستحقه. سبعة عقود والشعوب العربية تتعامل مع الكيان الصهيوني كورم سرطاني في جسد الوطن العربي، ولم ينقطع أملها بعودة الفلسطينيين إلى أرضهم السليبة، ولم تقبل على العراقيين الدمار، ولا على السوريين التشرد والتشرذم، ولا على الصوماليين الجوع، ولا على السودانيين الانقسام، ولا على الليبيين أو اليمنيين النزاع بين بعضهم بعضاً. وستقف الأنظمة والحكومات العربية باسم شعوبها ترفض أي تداعٍ يؤدي إلى فتنة لأي بلد عربي.
يشهد على ذلك وقوف الدول العربية أمام المؤامرة الصهيونية في الأردن، لتصبح قضية الأردن قضية العرب جميعاً. فلا خير فينا إن لم نقف أقوياء صامدين أمام الغدر والطغيان الصهيوني، الذي ما زال يعطي نفسه حقاً لا يملكه، ويفرض ما ليس يملك، ويستهين بالضمير العربي.
إنّ الموقف الحكيم للقيادة الأردنية أمام الفتنة التي تهدد سيادة الدولة على أراضيها، صفعة للعدو الصهيوني، تذكره بأنّ الدول العربية جسد واحد، «إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وبذلك قضى اجتماع الدول الأربع في مكة المكرمة. ولسوف ينعق الناعق منهم ويُزبِد ويُهدِد، دون أن يعرف ما لم يعرفه أو يحس به من المشاعر الإنسانية. إنّ من عاش في بئر الكراهية الآسنة لا يمكنه أن يعرف نقاء هوى الحبّ والسلام■