عهد

عهد

يا بحرَ القمح المائج فوق المتن إلى أطراف ذراعيها
والشمسُ البِكرُ تزيح البدرَ لكيما تلثمَ خدّيها
يا فوح الطهرِ، وصهْل المُهرِ، وصفْع العهر بكفَّيها
يا فارسة العصرِ
رحل الجبناء، وأنت بقيت على صهوهْ
والمُرْدُ الجُرْدُ تَرامَى النَردَ وتسقي النَدْمانَ القهوهْ
أتُراه يُوقظ نخوتَهمْ 
فجرُ عيونِكْ؟
أتراه يدمي غفوتَهمْ
سيفُ جفونِكْ؟
***
رجموك لأنك باهرةٌ من غير خِمارْ
رجموك لأنّ الحسن اغتال القبح فشعّ نهارْ!
أَيُلامُ الفارس حين يخوض الحرب بغير دثارْ؟
***
حسدوا حتى سَجْنكْ
حتى سِجنكْ
حسدوا حتى القيدَ وقالوا إِسوارُ
حقاً هذا إِسْوارُ الفخر، وضوء الفجر، وحولَ الباغي أَسوارُ
وسيَبْهرُ نورُك حَسّاديكِ ولَوّاميكِ وسجّانيكِ وإن جاروا
وسيفرح من سبقوك ومن تبعوك إلى الأشواك وما خاروا
***
ما هذي آناء الفتوى 
يا أصحابي
ما هذا آن الفارق بين البُرقُع والجلبابِ
كُفّوا! 
صار الشارع في هولندا 
يدعى عهدا
والقدس تصيح أنا عهدُ
والأقصى هلّل والمهدُ
والفجر تمهّل في الإطلال لتأمره عهدُ
فلتغلَق أوراق الفقهِ
إلاّ فقهَ الثورهْ
والثورة ليست بالعورهْ
حتى لو خرجتْ عُريانهْ
أو رقصتْ جذلى نشوانهْ
فالشمس تبسّم كل صباح دون خمارْ
ومساءً تسبح فوق البحر بغير إزارْ
أفهذا عارْ؟
***
يا أصحابي
إني أهوى عهدا
وأنا طفل في السبعينِ
أعترف أمام القانونِ
ورجالِ الدنيا والدينِ
وبكامل وعيي وجنوني
أني أهوى عهدا
***
يا عهدَ الوعدِ بيوم الورد تفتّحُ في أرض المَسْرى
لن يصدأ مفتاح العودهْ
ما دامت كفُّكِ تحملهُ
ما دامت أشجار الأقصى أبداً خضراء
ما دامت رَحْمُ فلسطينٍ تلِد الشهداء■