(1)
الليل يشدُّ الظلامَ إلى حضنه
والبحرُ بركانٌ
من الشموسِ الفاجرة
 (2)
آن للأمواجِ أن تعودَ إلى شطِّها
بعد أن سهرتْ طويلًا 
على موائد الغبار والبشر
(3)
آن للأمواجِ أن تعودَ للزبد
بعد أن خانَها مدُّها وجزرُها
(4)
البحرُ شفاءٌ للشمس
من سطوة الظلام
(5)
زنابقُ المياه
جلبن الهوى
فانسابَ دمعُ الهواء
على خدودِ الرؤى
(6)
أريدُ أشمَّ الهواءَ النقي
تعبتُ من القاعِ والدمدماتْ
واصفرارِ البحارِ بُعيدَ المماتْ
وانهيارِ التماثيلِ خلفِ القلاع
(7)
صديقَ الطفولةِ والأغنياتْ
تعلمتُ منكَ كثيرَ السكات
تعلمتُ نبضَ المحبّةِ والثوَرات
(8)
كيفَ السماعُ إلى تُرجمانِ اللآلئِ
وهي بداخلِ همسِ المحار؟
(9)
صديقي... 
شقيقي...
نبيِّ البحار
متى سوف تأتي إلى اسْكندريَّة؟
نتوقُ إلى لمعانِ العيونِ وراء الملاءة
نتوقُ إلى سورِ كورنيشِها في الغروبِ
وسحرِ البراءةْ
(10)
لماذا تعاقبني
وأنتَ مني...
أيها البحر الغبي؟
(11)
أيها البحرُ الساديُّ
كم كنتَ بغيضًا وكريهًا
وأنتَ تلهو بجثة الغريق
فقتلناك في خيالنا
ومحوناك من قلوبنا
(12)
خُذْ شطآنَك وارحلْ عني
خذْ أمواجَك من لحني
أنتَ حرٌّ في قسوتِك
وأنا حرٌّ في تَحناني
(13)
الضوءُ والشمسُ
يُنيرانِ الطريقَ إليك
لكنَّ قلبَكَ تعلوهُ الحجارةُ والشحومُ السوداء
التي خلّفتْها المراكبُ في ليلةٍ حالكةْ
(14)
أنتَ تغتالُنا
كلَّ صباحٍ
حينما تأتي إلينا
بهواءٍ أوروبيٍّ فاسد >