بيتُ الراحة

بيتُ الراحة

فاز‭  ‬الناشط‭ ‬السنغافوري‭ ‬جاك‭ ‬سيم‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬بجائزة‭ ‬لكسمبورغ‭ ‬للسلام،‭ ‬بعد‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الفريدة‭. ‬فهو‭ ‬مؤسس‭ ‬جمعية‭ ‬بيت‭ ‬الراحة‭ ‬بسنغافورة؛‭ ‬ومنظمة‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬العالمية،‭ ‬وصاحب‭ ‬مبادرة‭ ‬يوم‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬العالمي،‭ ‬وحاضنة‭ ‬أعمال‭ ‬اأسفل‭ ‬الهرم"،‭ ‬منطلقًا‭ ‬من‭ ‬حلمه‭ ‬بعالم‭ ‬يتمتع‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬بدورة‭ ‬مياه‭ ‬نظيفة‭ ‬وآمنة‭ ‬بكل‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬وقت؛‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬رسالته‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬حركة‭ ‬عالمية‭ ‬متعاونة‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬لمشكلات‭ ‬صحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬شروط‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬للجميع‭.‬

 

أصبح‭ ‬سيم‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬ناجحًا‭ ‬منذ‭ ‬بلوغه‭ ‬الرابعة‭ ‬والعشرين؛‭ ‬واستطاع‭ ‬في‭ ‬الأربعينيات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬تحقيق‭ ‬نجاحات‭ ‬مادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واضحة؛‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬شعر‭ ‬بحاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬اتجاهه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يردّ‭ ‬الجميل‭ ‬للبشرية،‭ ‬ولهذا‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬حياته‭ ‬وفقًا‭ ‬لشعار‭ ‬اعِشْ‭ ‬حياةً‭ ‬مفيدةب،‭ ‬وينفق‭ ‬وقته‭ ‬بحكمة‭. ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬هجر‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬وانطلق‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬ممتدة‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬صوتًا‭ ‬مسموعًا‭ ‬ومؤثرًا‭ ‬لفقراء‭ ‬العالم‭. ‬وراح‭ ‬يناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حفظ‭ ‬حقوق‭ ‬وكرامة‭ ‬هؤلاء‭ ‬البسطاء‭ ‬والمهمشين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

اكتشف‭ ‬سيم‭ ‬مدى‭ ‬تجاهل‭ ‬أمر‭ ‬الحمامات‭ ‬وإدراجها‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬الموضوعات‭ ‬المحرجة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يُستحسن‭ ‬التطرق‭ ‬إليها‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬أسس‭ ‬جمعية‭ ‬بيت‭ ‬الراحة‭ ‬التي‭ ‬تتلخص‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬سنغافورة‭ ‬والعالم‭ ‬كله‭. ‬وكانت‭ ‬رؤيته‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وضع‭ ‬بلده‭ ‬على‭ ‬اخريطة‭ ‬العالمب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬لتوفير‭ ‬حمامات‭ ‬عامة‭ ‬نظيفة‭. ‬

ومع‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬تبيّن‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬جمعيات‭ ‬دورات‭ ‬مياه‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬بلا‭ ‬قنوات‭ ‬تجمعها‭ ‬وتمكّنها‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬وتشارك‭ ‬الخبرات‭ ‬والموارد‭ ‬والتسهيلات‭. ‬

ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬أسس‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬منظمة‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬العالمية،‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬أربع،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬2005،‭ ‬أسس‭ ‬كلية‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬العالمية،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬بعام‭ ‬حصل‭ ‬سيم‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬اخطة‭ ‬سنغافورة‭ ‬الخضراء‭ ‬لعام‭ ‬2012ب‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬البيئة‭ ‬السنغافورية،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬مساهماته‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬البيئة؛‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بدورات‭ ‬المياه،‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬برلين؛‭ ‬وجمعية‭ ‬بيت‭ ‬الراحة‭ ‬الأمريكية‭.‬

‭ ‬

برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬

تسعى‭ ‬جمعية‭ ‬بيت‭ ‬الراحة‭ ‬السنغافورية‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬للصغار‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬ووسائل‭ ‬تفاعل‭ ‬تقدّم‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬المتصلة‭ ‬بالحمامات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬النظافة‭ ‬الشخصية‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الملائمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬مشكلات‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬القذرة،‭ ‬مثل‭ ‬برنامج‭ ‬االحمامات‭ ‬السعيدةب‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬في‭ ‬2015‭ ‬ليخاطب‭ ‬أطفال‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬المدرسة‭. ‬

وتؤمن‭ ‬كلية‭ ‬دورة‭ ‬مياه‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬بضرورة‭ ‬وجود‭ ‬كيان‭ ‬عالمي‭ ‬مستقل‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والمعايير‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬ونظافتها،‭ ‬وتوظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الصحية‭ ‬لترقيتها،‭ ‬واعتبار‭ ‬قضايا‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬دورات‭ ‬مياه‭ ‬كافية‭ ‬وقصور‭ ‬إدارتها‭ ‬وغياب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصيانتها‭ ‬والتوعية‭ ‬بنظافتها‭ ‬لتجنب‭ ‬الأمراض‭ ‬من‭ ‬الجدّية‭ ‬بمكان‭.‬

ولهذا‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬شؤون‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬وبناء‭ ‬قدراتهم‭ ‬وتعزيز‭ ‬إنتاجيتهم‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬النظافة‭ ‬والصيانة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬السلوكيات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة؛‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬الكلية‭ ‬منذ‭ ‬إنشائها‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬سنغافورة‭ ‬وبلدان‭ ‬أخرى‭ ‬كالصين‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬والهند،‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬متخصصين،‭ ‬ومنحهم‭ ‬شهادات‭ ‬تثبت‭ ‬مهارتهم‭ ‬المكتسبة‭. ‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬محاولات‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر،‭ ‬ساهمت‭ ‬جهود‭ ‬حركة‭ ‬سيم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬حاضنات‭ ‬للأعمال؛‭ ‬كإنشاء‭ ‬مصانع‭ ‬لإنتاج‭ ‬الأدوات‭ ‬الصحية‭ ‬بتمويل‭ ‬بسيط‭ ‬يقدر‭ ‬بألفي‭ ‬دولار‭ ‬يسدد‭ ‬بصورة‭ ‬ميسّرة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬كمبوديا‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2010‭. ‬

والخطوة‭ ‬التالية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل،‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لإحداث‭ ‬تجديد‭ ‬في‭ ‬تصاميم‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬حيث‭ ‬تستطيع‭ ‬معالجة‭ ‬المخلفات‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الكائنات‭ ‬المسببة‭ ‬للأمراض‭ ‬من‭ ‬ناحية؛‭ ‬وتساهم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬وخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها،‭ ‬واستخدام‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬طاقة‭ ‬حيوية،‭ ‬وأجريت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭. ‬

 

لا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬غني‭ ‬وفقير

‭ ‬ذكر‭ ‬سيم‭ - ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزعجه‭ ‬لقب‭ ‬Mr‭. ‬Toilet‭ - ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬مذاع‭ ‬على‭ ‬ايوتيوبب،‭ ‬أن‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬دورات‭ ‬مياه‭ ‬ملائمة؛‭ ‬بينما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬مخلفات‭ ‬دورات‭ ‬المياه،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أُحسنت‭ ‬إدارتها‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬مفيدة‭ ‬كالأسمدة؛‭ ‬أما‭ ‬غياب‭ ‬دورات‭ ‬المياه‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬إدارتها‭ ‬فيعني‭ ‬تفشي‭ ‬الأمراض،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الذباب‭ ‬الناقل‭ ‬للأمراض‭ ‬لا‭ ‬يميز‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬بين‭ ‬غني‭ ‬وفقير‭. ‬

وقال‭ ‬سيم‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬مؤتمرات‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬العالمية‭ ‬السنوية‭ ‬إنه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬تصميم‭ ‬بسيط‭ ‬للمرحاض‭ ‬يجلب‭ ‬استخدامه‭ ‬الفخر‭ ‬للمستخدمين‭ ‬الفقراء‭. ‬ويحاول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬العالمي،‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬أن‭ ‬يكسر‭ ‬حواجز‭ ‬الحديث‭ ‬علنًا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬لأهميته‭. ‬

 

المرحاض‭ ‬الجاف‭ ‬

أصبح‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمرحاض‭ ‬الجاف‭ - ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستخدم‭ ‬المياه‭ ‬ليحول‭ ‬المخلفات‭ ‬إلى‭ ‬سماد‭ ‬عضوي‭ - ‬من‭ ‬موضوعات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬أطروحات‭ ‬علمية،‭ ‬كالدراسة‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬تصميم‭ ‬مرحاضين‭ ‬جافين؛‭ ‬الأول‭ ‬لمنزل‭ ‬حضري،‭ ‬والثاني‭ ‬لمنزل‭ ‬ريفي‭ ‬بجامعة‭ ‬لاهتي‭ ‬للعلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬بفنلندا،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬النتائج‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬لمصلحة‭ ‬غانا،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لاستخدام‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬الكلفة‭/ ‬الفعالية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتوفيره‭ ‬لاستهلاك‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬

كما‭ ‬قدمت‭ ‬تصاميم‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬مؤتمرات‭ ‬جمعية‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬الجافة‭ ‬الدولية‭ ‬بفنلندا‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬كل‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ - ‬منذ‭ ‬2003‭ - ‬لمناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬الصحة‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬وإعادة‭ ‬التدوير‭. ‬ونفذ‭ ‬أحد‭ ‬التصاميم‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭ ‬بمساعدة‭ ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬ترعى‭ ‬مبادرة‭ ‬صديقة‭ ‬للنساء؛‭ ‬وذلك‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬حرمان‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭.‬

 

دورة‭ ‬مياه‭ ‬الجيل‭ ‬المقبل

في‭ ‬2011‭ ‬أطلقت‭ ‬مؤسسة‭ ‬بيل‭ ‬وميليندا‭ ‬غيتس‭ ‬تحدي‭ ‬إعادة‭ ‬اختراع‭ ‬دورة‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جلب‭ ‬حلول‭ ‬مستدامة‭ ‬للمشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬لمليارين‭ ‬ونصف‭ ‬المليار‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وقدمت‭ ‬منحًا‭ ‬لتمويل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬البحثية‭ ‬في‭ ‬معاهد‭ ‬بإفريقيا‭ ‬وآسيا‭ ‬وأوربا‭ ‬وشمال‭ ‬أمريكا؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬استثمارات‭ ‬بملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬لمصلحة‭ ‬مشروعات‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬والصين‭ ‬لتطوير‭ ‬ادورة‭ ‬مياه‭ ‬الجيل‭ ‬القادمب‭ ‬وخدمة‭ ‬مجتمعات‭ ‬فقيرة‭.‬

وشمل‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬باحثين‭ ‬مجددين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المخلفات‭ ‬البشرية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قدّم‭ ‬معهد‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تصميمًا‭ ‬لمرحاض‭ ‬يعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يولّد‭ ‬هيدوجين‭ ‬وكهرباء،‭ ‬واستحق‭ ‬التصميم‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬قيمة‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭. ‬وفازت‭ ‬جامعة‭ ‬لوبورو‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بالجائزة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬60‭ ‬ألفًا،‭ ‬نظير‭ ‬تصميم‭ ‬مرحاض‭ ‬ينتج‭ ‬فحمًا‭ ‬حيويًّا،‭ ‬ومعادن‭ ‬ومياه‭ ‬نظيفة؛‭ ‬أما‭ ‬الجائزة‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬40‭ ‬ألفاً،‭ ‬فكانت‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬جامعة‭ ‬تورونتو‭ ‬بكندا‭ ‬لمرحاض‭ ‬يعقّم‭ ‬المخلفات‭ ‬الصلبة‭ ‬والسائلة،‭ ‬ويعوض‭ ‬موارد‭ ‬ومياه‭ ‬نظيفة‭. ‬

وفي‭ ‬معرض‭ ‬لتصاميم‭ ‬مبتكرة‭ ‬لدورات‭ ‬المياه‭ ‬برعاية‭ ‬مؤسسة‭ ‬غيتس،‭ ‬قدمت‭ ‬المؤسسات‭ ‬البحثية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التحدي‭ ‬تصاميمها‭ ‬التي‭ ‬تعالج‭ ‬المخلفات‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬منتجات‭ ‬مفيدة،‭ ‬كتصميم‭ ‬جامعة‭ ‬دلفت‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬بهولندا،‭ ‬والمعهد‭ ‬الفدرالي‭ ‬السويسري‭ ‬لعلوم‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المياه،‭ ‬وجامعة‭ ‬ستانفورد‭ ‬التي‭ ‬يحول‭ ‬تصميمها‭ ‬المخلفات‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬فحم‭ ‬حيوي؛‭ ‬وجامعة‭ ‬سنغافورة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬الفحم‭ ‬الحيوي‭ ‬لتجفيف‭ ‬المخلفات‭ ‬البشرية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬سماد؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬جامعات‭ ‬ومعاهد‭ ‬أمريكية‭ ‬وبريطانية‭ ‬وهندية‭ ‬وإفريقية‭ ‬وتايلاندية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحويل‭ ‬المخلفات‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬للطاقة‭ ‬والمياه‭ ‬النظيفة‭ ‬وأسمدة‭ ‬مغذية؛‭ ‬والاستغناء‭ ‬عن‭ ‬توصيل‭ ‬خطوط‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء،‭ ‬وتخفيض‭ ‬تكاليف‭ ‬الاستخدام،‭ ‬وتدشين‭ ‬أعمال‭ ‬ومشروعات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وإلهام‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بتصاميم‭ ‬عملية‭ ‬وجذابة‭ ‬تغري‭ ‬بالاستخدام‭. ‬وشهدت‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬مراحل‭ ‬تجريبية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التصاميم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭ ‬كالهند‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭. ‬

 

المرحاض‭ ‬الذكي‭ ‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تسعى‭ ‬اليابان،‭ ‬بطريقتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬دورات‭ ‬مياه‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬وللإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬متقدمة‭ ‬توفر‭ ‬من‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬والطاقة،‭ ‬وتسهل‭ ‬الاستخدام‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يفعل‭ ‬المستخدم‭ ‬سوى‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬أزرار‭ ‬لوحة‭ ‬التشغيل‭ ‬لفتح‭ ‬الغطاء‭ ‬والتنظيف‭ ‬والتجفيف،‭ ‬ثم‭ ‬إغلاق‭ ‬الغطاء‭ ‬بعد‭ ‬الاستخدام‭. ‬وتشتهر‭ ‬ماركة‭ ‬اتوتوب‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬مميزات‭ ‬الفعالية‭ ‬والرفاهية‭ ‬بدورات‭ ‬المياه‭ ■‬