السعادة.. موجز تاريخي

السعادة.. موجز تاريخي

يعترف‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬نيكولاس‭ ‬وايت‭ ‬في‭ ‬تصديره‭ ‬لكتابه‭ ‬‮«‬السعادة‭.. ‬موجز‭ ‬تاريخي‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬محاولة‭ ‬تضمين‭ ‬كل‭ ‬الموضوعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالسعادة،‭ ‬أو‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬آراء‭ ‬مهمة‭ ‬فيها؛‭ ‬هي‭ ‬محاولة‭ ‬ستجعل‭ ‬صياغة‭ ‬تاريخ‭ ‬للسعادة‭ ‬مهمة‭ ‬مستحيلة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬موجزًا‭. ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬صياغة‭ ‬تاريخية‭ ‬لمفهوم‭ ‬السعادة‭ ‬الفلسفي‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬المشكلات‭ ‬الفلسفية‭ ‬المهمة،‭ ‬التي‭ ‬تتشكل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فكرة‭ ‬السعادة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬موجزه‭ ‬التاريخي‭ ‬للسعادة‭ ‬كما‭ ‬يتبدى‭ ‬في‭ ‬الفلسفة‭ ‬الغربية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬لا‭ ‬يتخذ‭ ‬مسارًا‭ ‬زمنيًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفترات‭ ‬التي‭ ‬استخدم‭ ‬فيها‭ ‬مفهوم‭ ‬السعادة،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يقدم‭ ‬إلا‭ ‬لمحة‭ ‬عن‭ ‬المسائل‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالسعادة؛‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬سأفعل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عرضي‭ ‬لكتابه،‭ ‬معتمدًا‭ ‬تسلسلًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬للفلاسفة‭ ‬الذين‭ ‬ناقشوا‭ ‬السعادة‭ ‬والموضوعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭.‬

أفلاطون‭ (‬427-347)‭ ‬ق‭.‬م‭

استــــخـــــدم أفـــــلاطون اسم السوفسطائي اليوناني «جورجياس» عنوانًا لمحاورته، التي جعله فيها يتبنى الموقف القائل إن صالح المرء يكمن في حصوله على أي شيء يريده، وهذا ما يصفه بالخير الأسمى. وفي محاورة «الجمهورية» يعرض أفلاطون نظرية في النفس التي تتألف من أجزاء ثلاثة: العقل والروح ومجمل الشهوات. وبناء على هذه النظرية يعتقد أفلاطون أن أفضل ترتيب لأهداف المرء يكون من خلال أخذه في الاعتبار هذه الأجزاء التي دائمًا ما يفكر فيها، باعتبارها رغبات ودوافع مختلفة متنوعة تميل إلى التضارب بعضها مع بعض، غير أن ما يبقيها في حالة انسجام إنما هو كونها مرتبة على نحو معين، وهذا الترتيب يحتاج إلى وصف بنيوي أشبه بنوع من الهندسة أكثر من الحساب. كما أن أفضل بنية تتوقف على الأداء الذي يقوم به كل مكون لشخصية الفرد تخص وظيفته الطبيعية. ولكي تسير الحياة على ما يرام، فإن من الضروري أن تكون هناك مداخلات أكثر للعقل، وإلا فإن الرغبات المختلفة ستعارض بعضها بعضًا, وستتحكم الرغبات الأكثر سوءًا. وإذا لم يكن عقل المرء قادرًا على أن يسوس حاله، فسيكون عليه أن يحكم من خارجه بالقوة والعقوبات. 

ولأن الفرد ليس مكتفيًا بذاته، افترض أفلاطون الحاجة إلى وجود دولة المدينة التي يحكمها - في حال كانت فاضلة - الفلاسفة كي تكون منظمة، كما يحكم العقل أجزاء النفس، بحيث يحقق كل فرد فيه وظيفته الطبيعية داخل المجتمع. وهكذا سيكتشف الحكام من خلال التفلسف أن التفلسف أكثر متعة من الحكم، ومع ذلك فهم مضطرون إلى أن يمارسوا الحكم. وهذا الشيء مشابه للتضارب المثار حديثًا بين الواجب والسعادة.

لقد رأى أفلاطون أن تضارب الأهداف حالة سيئة بالنسبة إلى الشخص الذي يكون فيها، فالمرء لا يمكنه أن يفعل كل شيء في وقت واحد، وعندما يتضارب هدفان عاجلان يجب عليه أن يقرر ما ينبغي أن يفعله الآن. فالفشل في التخطيط يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأشياء. والسعادة يجب أن تكون أهدافًا منسجمة. والفرد الذي يكون في حالة جيدة هو الذي أحدث انسجامًا بين أجزاء شخصيته وربط بين مجمل عناصرها الثلاثة، وجعل نفسه وحدة واحدة، مسيطرًا عليها في حالة من التناغم. ذلك هو نوع الشخصية التي يعتبرها أفلاطون سعيدة في مقابل الشخصية المتشرذمة للمرء الشعبوي. كما كان أفلاطون ينفر من التعددية في الأهداف، بل في الشخصية، تلك التعددية التي شاهدها في النمط الشعبوي للإنسان. ولكن بعض المفكرين الأفلاطونيين كانوا منجذبين إلى هذه التعددية، باعتبار صاحبها متعدد الجوانب، على الضد من رؤية أفلاطون القائلة إن في المجتمع المثالي ينبغي على كل شخص أن يقوم بمهمة فردية ملائمة له بالطبيعة.

 

أرسطو‭ (‬384-322)‭ ‬ق‭.‬م‭

يقول أرسطو إن السعادة هي الخير البشري، كما أنها أنشطة متنوعة، وقد اعتقد أن أنواع الأنشطة المرتبطة هي تلك الأشياء التي تقوم بأفعال فاضلة من الناحية الأخلاقية وتشتغل بالتفكير الفلسفي. وهو يعترف بقوة الحجة التي تقول إن الناس ما داموا ينشدون اللذة، فإنها تستحق أن توصف بأنها خيرهم، فقد جاء في كتابه «الأخلاق النيقوماخية»: «إن التساؤل عما إذا كنا نختار الحياة من أجل اللذة أو نختار اللذة من أجل الحياة، إنما هو تساؤل يمكن أن نستبعده الآن، وذلك لأنهما يبدوان مرتبطين معًا ولا يسمحان بأي انفصال بينهما؛ حيث إنه دون الحيوية لا تنشأ اللذة، وكل حيوية إنما تكتمل من خلال لذة راهنة». ولكن التنوع والتعقيد في الأنشطة الحيوية المتميزة هما من الضخامة بحيث لا يسمحان بتناول كمي لها.

الحياة الأفضل عند أرسطو ليست التي تتناسق فيها الخيرات بشكل تام، بل بشكل جزئي، لأنه بالنسبة للحياة البشرية لا توجد أي حالة مثالية، بل توجد فقط حالة تعد أفضل من كل الحالات الأخرى؛ فالسعادة هي: «نشاط النفس وفقًا لفضيلتها، أو إذا كان هناك أكثر من فضيلة للنفس، فإنه يكون وفقًا لأعظم فضائلها وأكثرها كمالًا».

تتضمن رؤية أرسطو للسعادة السعي وراء غاية دائمة تتمثل في أفضل صورها في تحقيق التميز العقلي النظري من خلال التفكير الفلسفي، وفي المقام الثاني تتمثل في التميز العملي كما يتبدى في رجل الدولة أو المواطن المشتغل بالعمل العام. لذلك يوصي أرسطو بأن تكون حياة المرء الجديرة بالاعتبار مكرسة للتأمل أكثر مما تكون مكرسة للاعتداد بالحياة السياسية.

 

أبيقور‭ (‬340-270)‭ ‬ق‭.‬م‭

وفقًا لأبيقور، فإن الخير هو اللذة التي يتم تفسيرها باعتبارها غيابًا للألم والإزعاج؛ لذلك قد يتم رفض لذات من أجل كفالة لذات أكبر، أو يتم تحمل ألم من أجل تجنب آلام أكبر. ويبقى لكم اللذة عند أبيقور درجة قصوى من الناحية النظرية تتوقف على الغياب التام للمشقة والإزعاج. أما نوع اللذة التي يفضلها أبيقور فليس الذي يؤدي إلى سلوك لا أخلاقي أو يحطم قدرة المرء على الاستمتاع بلذات أخرى، لذلك يؤكد على اللذات الهادئة بما فيها اللذات الخاصة بصحبة الأصدقاء ومتعة الفلسفة. وقد استخدم أبيقور مذهب اللذة لتدشين حملة الفيلسوف من أجل تحسين الموجودات البشرية من خلال معارضة معتقداته للدين اليوناني التقليدي وتشجيع الناس على أن يفكروا بالكيفية التي يمكن بها الحصول على اللذة وتجنب الألم، ويدعوا جانبًا المخاوف التي تحث عليها الأساطير اليونانية.

 

الرواقيون

«الرواقية» مدرسة وحركة فلسفية يونانية بدأت في أثينا نحو سنة 300 ق.م. وقد كان الرواقيون إلى حد ما مهتمين مثل أفلاطون باتساق حياة المرء فأحد شعاراتهم التي تصف غاية الوجود الإنساني هو أن «الحياة في حالة من الوفاق» ومن شروط هذا التوافق أن تكون فاضلًا وملتزمًا بالمعايير الأخلاقية والاجتماعية. وعدم الاتساق الذي ينبغي تجنبه يتمثل في الاعتقاد بأن لا شيء مما حدث يعتبر شرًا، ولكنه يتمثل في الوقت ذاته أنه قد حدث بالفعل، وأنه لا سبيل يمكن للمرء من خلاله أن يبطله، فمن الواضح أن الماضي والحاضر لا يمكن تغييرهما. كما أن معظم الأشياء التي يسعى إليها الناس ليست خيرًا دائمًا، والفشل في الحصول عليها والأشياء التي يسعى الناس إلى تجنبها ليست  شرًا دائمًا. لذلك فإن الرغبات غير المتحققة لا يتم تبديلها كما هي الحال عند أفلاطون، ولكن يتم التعامل معها والنظر إلى إشباعها باعتباره أمرًا غير مهم، فتأثيرها ينبغي النظر إليه باعتباره أمرًا بلا فاعلية. وما يكون له أهمية أو قيمة إنما يقوم على فهم المرء لموضعه في الكون. وهذا يعني ألا نأمل الأشياء التي لن تحدث، وأن نقبل الأشياء التي يمكن أن تحدث باعتبارها أشياء محتومة. وقد أصبح هذا التقليد المرتبط بالرواقية المتأخرة أحيانًا نوعًا من الرضا بالقضاء والقدر.

 

إيمانويل‭ ‬كانط (‭ (‬1724-1804م‭

يؤكد كانط القصور في فهم فكرة السعادة التي يعتبرها مفهومًا ليس محددًا بالنسبة إلينا: «وقصارى القول إنه لن يكون قادرًا على أي مبدأ يجعله يحدد بيقين تام ما الذي سيجعله سعيدًا بحق لأن فعل ذلك سوف يتطلب موجودًا قادرًا على كل شيء»، أي أننا قد نرغب في شيء معين، ولكننا لا نستطيع أن نكون على يقين مما سيحدث إذا ما حصلنا عليه، فلا يمكن أن نكون على يقين من تأثير رغبة معينة في رغبة أخرى، فإذا ما أشبعت رغبتك في العيش طويلًا فإنها يمكن أن تحبط رغبة ألا تكون في حالة وهن الشيخوخة. وفي كتابه «تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق» يذهب إلى أن السبب الأخلاقي الصحيح للتقيد بالالتزامات الأخلاقية يجب ألا يشتمل على أي اعتبارات خاصة بالسعادة على الإطلاق، فالاعتبارات الأخلاقية يجب أن تكون مستقلة عن الاعتبار الخاص بذات المرء الذي تتشكل من خلاله السعادة. ولأن الهدف الذي يسعى إلى تحقيق السعادة قد يقود المرء إلى اختيار الأفعال التي تنتهك الأخلاقية، وبذلك يكون المرء في مواجهة تضارب بين السعادة والأخلاقية. إن موقف كانط مبني على تأمل فلسفي معقد في طبيعة الفكر والسلوك الإنسانيين، وفي طبيعة الإرادة، فهو صاحب المقولة الشهيرة: «إن مصدر الخير من الناحية الأخلاقية يعود إلى إرادة الخير». فهو يبين ما يمكن أن يقنع المرء بأن يفعل ما يكون ملزمًا على الرغم من ميله إلى فعل شيء آخر. هذا الإلزام الأخلاقي يمكن أن يكون مترابطًا من الناحية العقلانية بشكل مستقل عن توقع الثواب على الاستقامة والعقاب جزاء السلوك غير القويم. وبهذا يكون كانط قد ابتعد عن الموقف المسيحي، على الرغم من اعتباره أن من الملائم بالنسبة للفضيلة الأخلاقية أن تثاب بالسعادة، ولكن يبقى أخذ السعادة في الاعتبار عند كانط لا يعد جزءًا من الدافعية الأخلاقية. إذن هو التزام لا يرجع إلى أي توقع لنتائج مفضلة بالنسبة لسعادة الفرد، يمكن أن يمدنا بتفسير لاحترام الشخص للمعايير الأخلاقية حتى لو كانت ضد مصلحته الخاصة أو سعادته.

 

جيرمي‭ ‬بنتام (‭ (‬1748-1832م‭

يعتبر مذهب اللذة (التلذذ) سمة الأحداث ذات القيمة، وهذه السمة قابلة للقياس، ومن ثم فإن كل التجارب يمكن قياسها على أساس من القدر الذي يكون لديها من تلك السمة. فميزة مذهب اللذة مزدوجة، لأنه ينظر إلى السعادة باعتبارها تتأسس من خلال اللذة التي يراها كل شخص شيئًا جذابًا إلى أقصى درجة، كما أنه يمكن النظر إلى اللذة باستحسان باعتبارها مقياسًا لقيمة كل شيء حينما نقارنه بشيء آخر. 

ولقد طور جيرمي بنتام مذهبًا كميًا في اللذة، وذلك في عمله المتعلق بالنظرية القانونية، إذ كان مشروع بنتام الاجتماعي قانونيًا يبين كيف أن نظام القوانين ينبغي أن ينتج أكبر قدر ممكن من اللذة. وهو يبدأ بمساواة السعادة باللذة: «إن البشرية محكومة بالألم واللذة.. فهي بالنسبة إليهما وحدهما تشير إلى ما ينبغي أن نفعله». وفي مخطط بنتام، تكون لكمية اللذة دلالتها من حيث الشدة والمدة، وهكذا كلما كانت اللذة أكثر شدة وأكثر دوامًا كانت أكبر، ومن خلال ذلك تتحد القيمة الخاصة بأي حالة من حالتين تمكن المقارنة بينهما، بحيث نحدد أيهما لها القيمة الأكبر أو الأقل؛ بهذه الرؤية الخاصة يبدو عندئذ أن كل المشكلات المتعلقة بالكثرة والتضارب يمكن تجاوزها. وبالنسبة للصالح العام الذي يتضمن سعادة كل الناس، فإن اختيار السلوك المتاح الذي يعبر عنه إنما هو اختيار لأفضل سلوك يمكن أن يحدث رجحانًا أكبر للذة على الألم أكثر من أي بديل ممكن آخر. أي أن السلوك الصحيح هو الذي يؤدي إلى جلب أكبر قدر من اللذة لأكبر عدد من الناس.

إن الصياغة المنهجية التي قدمها بنتام في فلسفة الأخلاق, وفي نظرية السعادة من أجل تصميم سياسة اجتماعية، كانت نتاج جهده في تطوير الدراسة التجريبية للسلوك الإنساني، على المستويين الفردي والاجتماعي، كما كانت جزءًا من امتداد العلم الطبيعي في القرن التاسع عشر وتطور العلم الاجتماعي.

 

لغز‭ ‬السعادة

يبدو من عرضنا السابق أن ثمة انقطاعًا بين الفلاسفة اليونانيين وفلاسفة القرن الثامن عشر في مقاربة السعادة، وهو ليس كذلك، وإن اعترف الكاتب بقلة الاهتمام الفلسفي بالسعادة خلال هذه الفترة، فإنه لم يحاول أن يفسر هذه الحقيقة. وعلى اعتبار أن المحور التاريخي لهذه الفترة غربيًا هو انتشار الدين المسيحي، فقد كان مفهوم السعادة مرتبطًا باللاهوت المسيحي، وقد أشار الكاتب في ثنايا فصول كتابه إلى عدد من فلاسفة هذه الفترة, مثل توما الأكويني الذي يرى أن السعادة الإنسانية الأتم تكمن في رؤية الجوهر المقدس. هذه الرؤية تبدو تأويلًا مسيحيًا لرؤية أرسطو القائلة إن أفضل سعادة بشرية هي التأمل الفلسفي.

أعتقد أن الكاتب كان بإمكانه أن يغطي هذه الفترة من تاريخ السعادة لو أنه لم يقتصر على الفلسفة الغربية والتفت إلى الفلسفة الشرقية التي لم ترد عنها إلا إشارة واحدة لم تتجاوز سطرًا واحدًا عندما ذكر أحد نصوص الملحمة السنسكريتية القديمة المسماة ماهابهاراتا.  

يقارن الكاتب في الفصل الأخير من كتابه بين الباحث عن السعادة وشخص لديه قطع كثيرة مبعثرة من لغز puzzle، لكنه لا يعرف ما هي الصورة التي يمكن أن تشكلها هذه القطع عندما يتم تجميعها معًا، وإن كان يعتقد أنه إذا ما عرف الصورة فسيكون قادرًا على تجميع القطع بحيث تتوافق معًا لتشكيل الصورة اللغز/ لغز السعادة. لذلك ينهي الكاتب نيكولاس وايت كتابه بهذه الجملة الدقيقة «تاريخ مفهوم السعادة كان بمنزلة بحث عن شيء ما لا يمكن الحصول عليه» .