فراشة الوقت
تنهّــــــــــــــــــــــــدَ الوقــــــــتُ واصْفـرّتْ ثوانيْــــهِ
ونادبُ العمْــــر لـــــمْ ينـْـهِ مراثيـْــــــهِ
لا وقتَ للوقت أمســى ظلُّـهُ أثـــــــــــــــرًا
وللســــرابِ احْتــــمالٌ في فيافيـْــــهِ
يمرُّ كاللـــصِّ منسلًا إلى جهـــــةٍ
مجهولة الوجْـهِ ضاقتْ من تخفّيْهِ
العمْرُ جزءٌ يســيْرٌ من خزائنــــــــــــــهِ
وسرْقة الحلْمِ بعضٌ مـــــــن أمــانيـْــــهِ
تنهّدَ الوقتُ مصلــــــوبًا وفي يـــــدهِ
إناؤهُ البـــاتَ نضّاحــــًا بمـــــا فيـْــــهِ
يجادلُ الصبرَ مشدوهًا إلى سَفرٍ
وفي الحقيــبةِ عنْــــــــــــوانٌ يناديْـــهِ
سرابهُ خــــادعٌ ، صعْــبٌ تملـُّـكهُ
يذوبُ كالملْــــحِ في جـــــُــــــــرْحٍ ليــكـْــويـْـهِ
يغتالُ أمنيـةً ذابتْ على شــــــــــفـَــةٍ
وما على الأرضِ قانـــــــونٌ يقاضـــــيْــهِ
يأبى الحوارَ ولا يرضـــــى مهادنةً
يطـــــــــوي الحياةَ وحيـــْدًا دون حـــاديْهِ
والوقتُ معضلةٌ تشقى الحلول بها
ولا مجـــــــــــــالَ لمـــــرْءٍ في تفـاديـــْــــهِ
للحالمين ديـــــــــونٌ في دفـــاترهِ
وبدْعةُ الدَيْن من إحــــدى فـــتاويـــْـــهِ
تُسابقُ الموجَ إصـــــرارًا مراكبـــهُ
ولا تطلُّ على بحــْــــــــرٍ موانيــْــهِ
وقْتٌ يمـــوتُ وأحـــــلامٌ تشيّـعُـهُ
وقاتلُ الوقْتِ لمْ تُـقــْـــــبلْ تعازيــــْـــــهِ
تلوْحُ في خاطر الذكرى جنازتهُ
وعقربُ الساعة المحـــــــزونُ يبكيـْــــهِ
تنهّدَ العمْرُ مســكونًا بخيْبتهِ
على الســـــنين وقدْ خابتْ مساعيْهِ
الريحُ تذروهُ والأيّامُ تحصدهُ
والوقتُ في لُججِ الأحــــــزانِ ينْفيــْــــهِ
وقْتٌ تمادى كثيرًا في عداوتهِ
وكان قبـــــــــــلُ صديقًا دون تشْبــيْــــــهِ
يسْتذكرُ المرءُ وقْتًا كان يمْلكهُ
ويسْـفحُ الدمعَ في أطلال ماضــــيْهِ
عمْرٌ على جنَبات الجرْحِ منكسرٌ
مازال يبحــــــــــثُ عن عـــــــــــــمْرٍ يداويْـــــهِ
والوقتُ يهزأُ بالأعمارِ قاطبـــــــةً
يجْري ويجْري ولكـــــــــــنْ من يجـــــــــاريْهِ؟