تــاريــخ العَـلَــم الكــويتـي

تــاريــخ العَـلَــم الكــويتـي

تفيدنا‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭ ‬بأن‭ ‬الكويتيين‭ ‬استخدموا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬نشأة‭ ‬الكويت‭ ‬أعلامًا‭ ‬خاصة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متّبع‭ ‬عادة‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬المجاورة‭.‬

إذ‭ ‬بعد‭ ‬نزول‭ ‬آل‭ ‬صباح‭ ‬وتأسيس‭ ‬الكويت‭ ‬كانت‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭ ‬ترفع‭ ‬علمًا‭ ‬شائعًا‭ ‬في‭ ‬الساحل‭ ‬الغربي‭ ‬للخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وهو‭ ‬علم‭ ‬لونه‭ ‬أحمر‭ ‬مضافًا‭ ‬إليه‭ - ‬قرب‭ ‬السارية‭ - ‬شريط‭ ‬أبيض‭ ‬مسنّن‭ ‬شبيه‭ ‬بعلم‭ ‬البحرين‭ ‬حاليًا‭.‬

يسمى‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬من‭ ‬الأعلام‭ ‬‮«‬سليمي‮»‬‭ ‬ويعتقد‭ ‬أنه‭ ‬علم‭ ‬آل‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬قبيلة‭ ‬سليم،‭ ‬ولهذا‭ ‬سمّي‭ ‬سليمي،‭ ‬وأنه‭ ‬أول‭ ‬علم‭ ‬رفعته‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭.‬

رفع‭ ‬الصباح‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬قبل‭ ‬العلم‭ ‬العثماني،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬الصباح‭.‬

 

تاريخ‭ ‬استعمال‭ ‬العلم‭ ‬العثماني‭ ‬

في‭ ‬الكويت

كانت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬تعتبر‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬العثماني‭ ‬مفخرة‭ ‬لها‭ ‬ودليلاً‭ ‬على‭ ‬إسلامها،‭ ‬وحتى‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬خضوعًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬للدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭ ‬والكويت‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الراية‭ ‬العثمانية‭ ‬مقدّسة،‭ ‬لأنها‭ ‬دليل‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والحكومات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترفع‭ ‬الراية‭ ‬العثمانية‭ ‬يشك‭ ‬في‭ ‬إسلامها،‭ ‬ودليل‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الولاء‭ ‬للسلطان‭ ‬العثماني،‭ ‬وكان‭ ‬رفع‭ ‬الراية‭ ‬العثمانية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحكومات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬مجد‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬العثمانية‭ ‬أشبه‭ ‬بضرورة‭ ‬الالتحاق‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أيامنا‭ ‬هذه،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬عروبة‭ ‬الدولة‭ ‬واستقلالها،‭ ‬فكذلك‭ ‬كانت‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬ترفع‭ ‬الراية‭ ‬العثمانية‭ ‬لتؤكد‭ ‬إسلامها‭.‬

وكان‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬الصباح‭ ‬حاكم‭ ‬الكويت،‭ ‬أو‭ ‬شيخ‭ ‬القرين‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يسمّى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬لتسهيل‭ ‬مهمات‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬المجاورة‭ ‬الخاضعة‭ ‬للنفوذ‭ ‬التركي،‭ ‬لتجنّب‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬في‭ ‬الموانئ،‭ ‬والإعفاء‭ ‬الضريبي‭ ‬على‭ ‬بساتين‭ ‬التمور‭ ‬المملوكة‭ ‬للكويتيين‭ ‬في‭ ‬البصرة‭.‬

وفي‭ ‬أثناء‭ ‬زيارة‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬الصباح‭ ‬لبغداد‭ ‬للتباحث‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬استعادة‭ ‬بساتين‭ ‬النخيل‭ ‬التي‭ ‬سعى‭ ‬آل‭ ‬الزهير‭ ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬آل‭ ‬الصباح،‭ ‬وهي‭ ‬بساتين‭ ‬تخص‭ ‬والده‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬بن‭ ‬جابر‭ ‬المتوفى‭ ‬سنة‭ ‬1866م،‭ ‬انتهز‭ ‬رجال‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬فرصة‭ ‬وجود‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬وفاوضوه‭ ‬على‭ ‬جعل‭ ‬الكويت‭ ‬قائمقاميّة‭ ‬عثمانية‭.‬

وكانت‭ ‬الحكــومة‭ ‬العثـــمانــــية‭ ‬ترغــــب‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬الكويــــت‭ ‬بالــبصرة‭ ‬مــــنذ‭ ‬ولايــــة‭ ‬نامــــق‭ ‬باشا‭ ‬على‭ ‬العراق،‭ ‬ولكن‭ ‬أهـــل‭ ‬الكويت‭ ‬رفضـــوا‭ ‬ذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يتعوّدوا‭ ‬الإذعان‭ ‬للسيطرة‭ ‬الأجنبية‭.‬

وفي‭ ‬أثناء‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬لبغداد‭ ‬اتضحت‭ ‬له‭ ‬الصعوبات‭ ‬الجمّة‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬العثمانية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وسهولة‭ ‬مصادرة‭ ‬ممتلكات‭ ‬الكويتيين‭ ‬وبساتينهم‭ ‬في‭ ‬البصرة،‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكويت‭ ‬قائمقاميّة‭ ‬عثمــــانية،‭ ‬يقــــول‭ ‬مدحت‭ ‬باشا‭ ‬في‭ ‬مذكّراته‭ ‬عن‭ ‬الكويت‭ ‬وعلمها‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

تبتعد‭ ‬الكويت‭ ‬عن‭ ‬البصرة‭ ‬60‭ ‬ميلاً‭ ‬بحريًا‭ ‬وهي‭ ‬كائنة‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬نجد،‭ ‬وأهلها‭ ‬مسلمون،‭ ‬وفيها‭ ‬6000‭ ‬دار‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬تابعة‭ ‬لحكومة،‭ ‬وأراد‭ ‬‮«‬نامق‭ ‬باشا‮»‬‭ ‬إلحاقها‭ ‬بالبصرة،‭ ‬فأبى‭ ‬أهلها‭ ‬لأنهم‭ ‬تعوّدوا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الإذعان‭ ‬للتكاليف‭ ‬والخضوع‭ ‬للحكومات‭.‬

وهؤلاء‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬الحجاز‭ ‬وكانوا‭ ‬قبل‭ ‬خمسمائة‭ ‬سنة‭ ‬قد‭ ‬أتوا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬البقعة،‭ ‬وكان‭ ‬واضع‭ ‬أول‭ ‬حجر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البلدة‭ ‬رجل‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬صباح‮»‬‭ ‬وقد‭  ‬كثر‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬على‭ ‬تمادي‭ ‬الأيام‭ ‬وشيخها‭ ‬اليوم‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬عبدالله‭ ‬الصباح‮»‬‭ ‬وأهلها‭ ‬شافعيّة،‭ ‬وقد‭ ‬رفعوا‭ ‬على‭ ‬سفنهم‭ ‬أعلامًا‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬استعملوها‭ ‬زمنًا‭ ‬طويلاً،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬خوفهم‭ ‬من‭ ‬غارات‭ ‬الأجانب‭ ‬عليــهم‭ ‬حدا‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الرايات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬فرفع‭ ‬بعضهم‭ ‬راية‭ ‬فلمنك‭ ‬وبعضهم‭ ‬راية‭ ‬الإنجليز،‭ ‬وتعوّدوا‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬وظهرت‭ ‬مقدّمات‭ ‬الحماية‭ ‬الأجنبية‭ ‬عليهم‭.‬

والحماية‭ ‬الأجنبية‭ ‬ضربة‭ ‬قاضية‭ ‬على‭ ‬استقـــلال‭ ‬البصرة،‭ ‬لذلــــك‭ ‬دعاهــــم‭ ‬مدحــــت‭ ‬باشــــا‭ ‬فأعفــــاهم‭ ‬من‭ ‬الرســوم‭ ‬الجمركـــيّة،‭ ‬والتكاليف‭ ‬الأمـــيرية،‭ ‬فرضـــوا‭ ‬بحماية‭ ‬الـــدولة‭ ‬العليا‭ ‬وجعلهم‭ ‬تابعين‭ ‬لولاية‭ ‬البــصرة،‭ ‬وسمـــــي‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬صباح‭ ‬بقائممـــقام‭ ‬الكويــــت،‭ ‬وتركه‭ ‬كما‭ ‬كان،‭ ‬وترك‭ ‬سائر‭ ‬الموظفـيــــن‭ ‬ولم‭ ‬يغيّر‭ ‬حكومتـــهـــم‭ ‬بل‭ ‬أحضر‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الأســـتانة‭ ‬و«الرايات‭ ‬الرسمية‮»‬‭ ‬ما‭ ‬يثـــبت‭ ‬اتباعهم‭ ‬للدولة‭ ‬العثمانــــية،‭ ‬وأمــــر‭ ‬بإنــــزال‭ ‬الرايات‭ ‬الأجنبــية‭ ‬عن‭ ‬السفن‭ ‬وتعليق‭ ‬الراية‭ ‬العثمانية‭.‬

العلم‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬عبدالله‭ ‬الصباح

‭(‬1866-1892م‭)‬

هو‭ ‬عبدالله‭ ‬الثاني‭ ‬بن‭ ‬صباح‭ ‬الثاني‭ ‬وهو‭ ‬الحاكم‭ ‬الخامس،‭ ‬وُلد‭ ‬سنة‭ ‬1814م،‭ ‬تولى‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والده‭ ‬صباح‭ ‬الأول‭ ‬1762م‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1871م‭ ‬بداية‭ ‬الحكم‭ ‬العثماني،‭ ‬ومن‭ ‬الجائز‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬علم‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬العلم‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬الكويتيون‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬آل‭ ‬صباح‭ ‬وآل‭ ‬خليفة‭ ‬يعيشون‭ ‬معًا،‭ ‬وحينما‭ ‬غادر‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكويت‭ ‬سنة‭ (‬1766م‭) ‬أخذوا‭ ‬العلم‭ ‬معهم‭ ‬ورفعوه‭ ‬أثناء‭ ‬هجرتهم‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬ثم‭ ‬البحرين‭ ‬ورفعه‭ ‬هناك‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الملقّب‭ ‬بالفاتح‭ (‬1783م‭).‬

في‭ ‬عهد‭ ‬الأمير‭ ‬الثاني‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬الأول‭ ‬بن‭ ‬صباح،‭ ‬وكان‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬الخاص،‭ ‬وذلك‭ ‬تمييز‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬للإمارة‭ ‬أسطول‭ ‬بحري‭ ‬يمخر‭ ‬عباب‭ ‬البحار‭ ‬إلى‭ ‬أقاصي‭ ‬الديار‭.‬

 

العلم‭ ‬العثماني

شكليًا‭.. ‬ورفع‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬1871م

توفي‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬الصباح‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1892م‭.‬

بعد‭ ‬حرب‭ ‬الصريف‭ ‬مارس‭ ‬1901م‭ ‬بين‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬الصباح‭ ‬وبين‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬رشيد‭ ‬حاكم‭ ‬حائل‭ ‬حليف‭ ‬الأتراك،‭ ‬غضب‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬على‭ ‬الأتراك‭ ‬وأراد‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬العلم‭ ‬العثماني،‭ ‬وأبدى‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬علم‭ ‬خاص‭ ‬مثل‭ ‬ابن‭ ‬رشيد‭ ‬والشيخ‭ ‬خزعل‭ ‬وغيرهما‭ ‬ليتحلّل‭ ‬من‭ ‬التبعيّة‭ ‬العثمانية‭ ‬بعد‭ ‬ارتباطه‭ ‬بمعاهدة‭ ‬مع‭ ‬بريطانيا‭.‬

ولكن‭ ‬بريطانيا‭ ‬رفضت‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬1901م‭ ‬هذا‭ ‬الشكل‭ ‬المبكّر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاستقلال،‭ ‬واقترحت‭ ‬عليه‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬البريطاني،‭ ‬فرفض‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬ذلك‭.‬

وعند‭ ‬زيارة‭ ‬اللورد‭ ‬كيرزون‭ ‬نائب‭ ‬ملك‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬28‭ ‬نوفمبر‭ ‬1903م‭ ‬انتهز‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬الفرصة‭ ‬ورفع‭ ‬علمًا‭ ‬جديدًا‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬كتب‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬توكلنا‭ ‬على‭ ‬الله‮»‬‭.‬

يقول‭ ‬لوريمر‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬دليل‭ ‬الخليج‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬رفع‭ ‬الشيخ‭ ‬راية‭ ‬عربية‭ ‬حمراء‭ ‬كتب‭ ‬عليها‭ ‬شعار‭ ‬ثقتنا‭ ‬بالله‭.. ‬وكما‭ ‬هي‭ ‬بالعربية‭ ‬‮«‬توكلنا‭ ‬على‭  ‬الله‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬تصرّف‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬تصرّفًا‭ ‬حكيمًا‭ ‬لدى‭ ‬رفعه‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬وإخفائه‭ ‬العلم‭ ‬التركي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الكويت‭ ‬حينذاك‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬ترفع‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية‭ ‬ورفع‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬أثناء‭ ‬زيارة‭ ‬نائب‭ ‬ملك‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬الهند‭.‬

ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬تصرّف‭ ‬الشيخ‭ ‬واختراعه‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬يعتبر‭ ‬مخرجًا‭ ‬بروتوكوليًا‭ ‬بارعًا‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬علم‭ ‬وطني‭ ‬تراوح‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬منذ‭ ‬واقعة‭ ‬الصريف‭ ‬1901م،‭ ‬ولكن‭ ‬اعتقاده‭ ‬بقداسة‭ ‬اللواء‭ ‬العثماني‭ ‬رمز‭ ‬الخلافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬جعل‭ ‬تلك‭ ‬الرغبة‭ ‬بين‭ ‬أخذ‭ ‬وردّ‭.‬

وفي‭ ‬أثناء‭ ‬زيارة‭ ‬اللورد‭ ‬كيرزون‭ (‬28-30‭ ‬نوفمبر‭ ‬1903‭) ‬أقام‭ ‬له‭ ‬الشيخ‭ ‬استقبالاً‭ ‬حافلاً‭ ‬فاجأ‭ ‬الناس‭ ‬برفعه‭ ‬علم‭ ‬‮«‬توكلنا‭ ‬على‭ ‬الله‮»‬‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭  ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬المعتاد‭.‬

وبعد‭ ‬مغادرة‭ ‬كيرزون‭ ‬الكويت‭ ‬ومرافقيه‭ ‬عاد‭ ‬الشيخ‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬ديسمبر‭ ‬1903م‭.‬

كان‭ ‬سبب‭ ‬تردد‭ ‬الشيخ‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المعاهدة‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬مع‭ ‬الإنجليز‭ ‬1899م‭ ‬سريّة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ممثل‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬حتى‭ ‬افـــتضــح‭ ‬أمر‭ ‬المعــاهدة،‭ ‬وأرسلت‭ ‬بريطانيا‭ ‬معـــتمــدًا‭ ‬لها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فـــي‭ ‬5‭ ‬أغسطس‭ ‬1904م،‭ ‬وطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬ذلك‭ ‬نظر‭ ‬المعتمد‭ ‬الذي‭ ‬أرسل‭ ‬التقــارير‭ ‬والمقـــترحـــات،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬العلم‭ ‬العثـــماني‭ ‬يتـــناقـض‭ ‬ووضــــع‭ ‬الكويت‭ ‬تحت‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية‭.‬

وفي‭ ‬يوليو‭ ‬1905م‭ ‬فاتح‭ ‬المعتمد‭ ‬البريطاني‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬بشأن‭ ‬رغبة‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬بتصميم‭ ‬علم‭ ‬خاص‭ ‬بالكويت‭.‬

ورحّب‭ ‬الشيخ‭ ‬بهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬بـشرط‭ ‬عدم‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭! ‬والاحتفاظ‭ ‬بالهلال‭ ‬والنجمة،‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إجراء‭ ‬إضافات‭ ‬طفيفة‭ ‬وهي‭ ‬إضافة‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬كويت‮»‬‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬نفسه‭.‬

وقال‭ ‬الشيخ‭: ‬إنه‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬أبوه‭ ‬وجدّه‭ ‬رفعوا‭ ‬العلم‭ ‬الموجود‭ ‬عليه‭ ‬الهلال‭ ‬رمزًا‭ ‬للإسلام‭ ‬
لا‭ ‬للتبعيّة‭ ‬التركية،‭ ‬وإنه‭ ‬يقترح‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالعلم‭ ‬التركي‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬‮«‬كويت‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬
هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ابتسام‭ ‬الإنجليز‭ ‬واستغرابهم‭ ‬لهذه‭ ‬الفكرة‭.‬

واقتــــرحوا‭ ‬عليــــه‭ ‬إزاحة‭ ‬الهلال‭ ‬والنجمة‭ ‬نهائيًا‭ ‬وإضافة‭ ‬كلمة‭ ‬Koweit‭ ‬بالحروف‭ ‬اللاتينية‭.‬

وفي‭ ‬مارس‭ ‬1906م‭ ‬خشي‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬أن‭ ‬يسبب‭ ‬كتابة‭ ‬اسم‭ ‬كويت‭ ‬بالحروف‭ ‬اللاتينية‭ ‬مضايقة‭ ‬للسفن‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬الخاضعة‭ ‬للأتراك‭.‬

وكانت‭ ‬تركيا‭ ‬آنذاك‭ ‬تستخدم‭ ‬الحروف‭ ‬العربية،‭ ‬وأكّد‭ ‬الشيخ‭ ‬ضـــرورة‭ ‬أن‭ ‬تـــــكون‭ ‬كلمة‭ ‬كويت‭ ‬مكــــتوبة‭ ‬باللغة‭ ‬العربــــية،‭ ‬ولــــكن‭ ‬بريطـــــانيا‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬أول‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬لخشيتها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬علم‭ ‬وطنـــي‭ ‬للكويت‭ ‬أن‭ ‬يعطيها‭ ‬ذلك‭ ‬وضعًا‭ ‬مستقلاً‭.‬

وكان‭ ‬الشيخ‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الإنجليز‭ ‬لن‭ ‬يقبلوا‭ ‬بذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬الإنجليز‭ ‬وافقوا‭ ‬ثم‭ ‬تراجع‭ ‬الشيخ‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬1906م‭.‬

أبلغ‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬بواسطة‭ ‬معتـــمدها‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ومقيمها‭ ‬في‭ ‬الخلــــيج‭ ‬بأنـــه‭ ‬حــــتى‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الطفــــيف‭ ‬الذي‭ ‬أدخل‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬سيتـــسبب‭ ‬فـــي‭ ‬مـــضايقـــة‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭ ‬لدى‭ ‬سلطـــات‭ ‬المـــوانئ‭ ‬التركية،‭ ‬وأنه‭ ‬يطلب‭ ‬الضمانات‭ ‬الكافيــــة‭ ‬للسفن‭ ‬الكويتية‭.‬

ثم‭ ‬أجّل‭ ‬الموضوع‭ ‬حتى‭ ‬يتــم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناســـب،‭ ‬وأقفــل‭ ‬الموضوع‭ ‬لمدة‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬29‭ ‬يوليو‭ ‬1913م،‭ ‬حيـــنما‭ ‬وقع‭ ‬اتفاق‭ ‬إنجليزي‭ ‬تركي‭ ‬يقـضي‭ ‬بتنازل‭ ‬تركيا‭ ‬عن‭ ‬ممتـــلكاتها‭ ‬في‭ ‬الخليج‭.‬

يقول‭ ‬الكولونيل‭ ‬بيلي‭ ‬Pelly‭: ‬ذكر‭ ‬لي‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ (‬والد‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭) ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬ترفع‭ ‬علمها‭ ‬الخاص‭ ‬بها‭ (‬السليمي‭) ‬وأنها‭ ‬لم‭ ‬ترفع‭ ‬العلم‭ ‬العثماني‭ ‬إلا‭ ‬لكي‭ ‬تتجنّب‭ ‬دفع‭ ‬جمارك‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬بومباي،‭ ‬بالنظر‭ ‬لأن‭ ‬علم‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬يعني‭ ‬دفع‭ ‬جمرك‭ ‬أقل‭.‬

وفي‭ ‬18‭ ‬مايو‭ ‬1906م‭ ‬بعث‭ ‬نائب‭ ‬الملك‭ ‬برقية‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬الدولــة‭ ‬الــهندي‭ ‬يفـــيد‭ ‬فيها‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الشـــيخ‭ ‬مبارك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقــوم‭ ‬باستخدام‭ ‬العـــلم‭ ‬التركي‭ ‬مع‭ ‬كــــتابة‭ ‬‮«‬كويت‮»‬‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬وسطه‭ ‬عــلى‭ ‬السفن‭ ‬الكويتية‭.‬

وبالنســبة‭ ‬لاستــخدام‭ ‬هذا‭ ‬النمـــوذج‭ ‬من‭ ‬العلــــم‭ ‬على‭ ‬قصر‭ ‬الأمير،‭ ‬أرسل‭ ‬المعتمد‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬أدوري‭ ‬غراي‭ ‬برقية‭ ‬إلى‭ ‬الـــســــير‭ ‬نيقــــولاس‭ ‬أوكــــنور‭ ‬في‭ ‬القسطـــنطينـــية‭ ‬يبلغه‭ ‬فيها‭ ‬بموافقة‭ ‬الشيخ‭ ‬مبارك‭ ‬على‭ ‬استعـــمال‭ ‬العلم‭ ‬التركي‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬‮«‬كويت‮»‬‭ ‬بالحروف‭ ‬العربية‭.‬

أربعة‭ ‬أعلام‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد

في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬كانت‭ ‬الكويت‭ ‬ترفع‭ ‬أربعة‭ ‬أعلام‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬اثنان‭ ‬مثلّثان،‭ ‬أحدهما‭ ‬كُتب‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬محمد‭ ‬رسول‭ ‬الله‮»‬‭ ‬بالخط‭ ‬الرقعة،‭ ‬واسم‭ ‬‮«‬كويت‮»‬‭ ‬بخط‭ ‬النسخ،‭ ‬وشريط‭ ‬أبيض‭ ‬مسنّن‭ ‬قرب‭ ‬السارية‭.‬

والثاني‭ ‬كُتب‭ ‬فيه‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭ ‬وهو‭ ‬مسنّن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الشهادة،‭ ‬واثنان‭ ‬مستطيلان،‭ ‬أحدهما‭ ‬كُتبت‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الشهادة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الشريط‭ ‬المسنّن‭ ‬واسم‭ ‬الكويت‭. ‬والثالث‭ ‬بشريط‭ ‬مسنّن‭ ‬قرب‭ ‬السارية‭ ‬مع‭ ‬اسم‭ ‬الكويت‭. ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬عصر‭ ‬الغوص‭ ‬اختفت‭ ‬المسنّنات‭ ‬من‭ ‬الأعلام،‭ ‬وبقي‭ ‬اثنان‭ ‬أحدهما‭ ‬مستطيل‭ ‬والآخر‭ ‬مثلث‭.‬

وهذا‭ ‬العـــلم‭ ‬كــــان‭ ‬يرفـع‭ ‬علـى‭ ‬قصـــر‭ ‬السيــف‭ ‬باستمرار،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يـــرفع‭ ‬عـــلى‭ ‬دائرة‭ ‬البلدية‭ ‬عند‭ ‬عقد‭ ‬الجلسات‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الجــــابر‭ ‬حاكم‭ ‬البلاد‭ ‬يترأس‭ ‬جــلسات‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ (‬1942-1950م‭)‬،‭ ‬وكـــذلك‭ ‬يرفع‭ ‬علــى‭ ‬مديرية‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬والعطل‭ ‬الرسمية‭ ‬والمناسبات‭.‬

الشيخ‭ ‬سالم‭ ‬المبارك‭ ‬الصباح

وُلد‭ ‬سنة‭ ‬1864م،‭ ‬تولى‭ ‬الإمارة‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬1917م‭ ‬وقاد‭ ‬معركة‭ ‬الجهراء‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬1920م‭ ‬وانتصر‭ ‬فيها‭ ‬وبنى‭ ‬سور‭ ‬الكويت‭ ‬الثـــالث‭ ‬1920م‭.‬

وأول‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬محمد‭ ‬رسول‭ ‬الله‮»‬‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬الكويتي‭.‬

وكذلك‭ ‬‮«‬بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم‮»‬‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬معركة‭ ‬الجهراء‭ ‬1920م،‭ ‬وتوفي‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬1921م‭.‬

 

الشعارات‭ ‬والبراثن‭ ‬التي‭ ‬استخدمت

البرثن‭ (‬وسم‭ ‬الصباح‭)‬

البرثن‭ ‬مفرد‭ ‬براثن،‭ ‬وهي‭ ‬أرجل‭ ‬الصقر‭ ‬أو‭ ‬النسر،‭ ‬وقد‭ ‬اتخذت‭ ‬أسرة‭ ‬الصباح‭ ‬البرثن‭ ‬وسمًا‭ ‬لها‭ ‬لما‭ ‬تسم‭ ‬به‭ ‬الإبل‭ ‬ويسمى‭ ‬‮«‬وسم‭ ‬الصباح‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يرسم‭ ‬الوسم‭ ‬بواسطة‭ ‬الكي‭ ‬على‭ ‬الإبل‭ ‬لإثبات‭ ‬ملكيتها‭.‬

وكان‭ ‬الشيـــخ‭ ‬مبارك‭ ‬الصباح‭ ‬حاكم‭ ‬الكويت‭ ‬قد‭ ‬اختار‭ ‬البرثن‭ ‬لوسم‭ ‬إبله‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭.‬

 

العلم‭ ‬الكويتي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الحديثة

وُلد‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬المبارك‭ ‬الصباح‭ ‬1895م،‭ ‬تولى‭ ‬إمارة‭ ‬الكويت‭ ‬25‭ ‬فبراير‭ ‬1950م،‭ ‬حقق‭ ‬الاستقلال‭ ‬19‭ ‬يونيو‭ ‬1961م،‭ ‬وانضمت‭ ‬الكويت‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭  ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬1961م‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬1963م،‭ ‬وافتتح‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬1962م‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمة‭ ‬1963م،‭ ‬أصدر‭ ‬الدستور‭ ‬1962م،‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬رُفع‭ ‬شعار‭ ‬الكويت‭ ‬1956‭.‬

 

نص‭ ‬المنشور

صاحب‭ ‬السمو‭ ‬عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭ ‬حامل‭ ‬وسام‭ ‬القدّيسين‭ ‬ميخائيل‭ ‬وجورج،‭ ‬الرفيع‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬رتبة‭ ‬فارس‭ ‬وحامل‭ ‬وسام‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الهندية‭ ‬العالي‭ ‬الشأن‭ ‬من‭ ‬رتبة‭ ‬فريق،‭ ‬حاكم‭ ‬الكويت،‭ ‬يهدي‭ ‬تحياته‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتطلّع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭:‬

لما‭ ‬كانت‭ ‬العادة‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأزمان‭ ‬والأمكنة‭ ‬أن‭ ‬يتّخــــذ‭ ‬الحكام‭ ‬شعارًا‭ ‬ورمزًا‭ ‬خاصًا‭ ‬ليكون‭ ‬علامة‭ ‬على‭ ‬سيادتهم‭ ‬وتمــــيــــيزًا‭ ‬لأممـــــهم،‭ ‬فإننا‭ ‬لأسباب‭ ‬وجيهة‭ ‬قد‭ ‬رأينا‭ ‬من‭ ‬اللائــــق‭ ‬أن‭ ‬نعين‭ ‬ونعلن‭ ‬أن‭ ‬الشــعار‭ ‬والرمز‭ ‬الخاص‭ ‬بحاكــم‭ ‬الكويت‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬ســـيكون‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬فصاعدًا‭ ‬كما‭ ‬يلي‭:‬

لون‭ ‬أزرق‭ ‬سماوي‭ ‬وفوق‭ ‬أمواج‭ ‬البحر‭ ‬الفضيّة‭ ‬والزرقاء‭ ‬سفينة‭ ‬الداو‭ ‬باللــــون‭ ‬الطبيــعي‭ ‬وفي‭ ‬الصدر‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬خوذة‭ ‬عليها‭ ‬صقر‭ ‬مرتفع‭ ‬الجناحين‭ ‬وباللون‭ ‬الطبيعي‭ ‬وخلف‭ ‬الترس‭ ‬علمان‭ ‬كويتيان‭ ‬متقاطعان‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مبيّن‭ ‬بإيضاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭.‬

ونرغب‭ ‬ونريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬علم‭ ‬الكويت‭ ‬أحمر‭ ‬اللون،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الشهادة‭ ‬مكتوبة‭ ‬عليه‭ ‬بصورة‭ ‬موازية‭ ‬لساريته‭ ‬مع‭ ‬اتجاه‭ ‬رءوس‭ ‬الحروف‭ ‬نحو‭ ‬السارية،‭ ‬وكلمة‭ ‬‮«‬كويت‮»‬‭ ‬مكتوبة‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬العلم‭ ‬وبينهما‭ ‬وسم‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬والكل‭ ‬باللون‭ ‬الفضي‭ ‬وبالحروف‭ ‬العربية‭.‬

ولهذا‭ ‬فقد‭ ‬رأينا‭ ‬من‭ ‬اللائق‭ ‬أن‭ ‬نصدر‭ ‬منشورنا‭ ‬هذا‭ ‬لإبلاغه‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬رعايانا‭ ‬المحبين‭ ‬لنا‭ ‬مع‭ ‬إصدار‭ ‬أمرنا‭ ‬وتكليفنا‭ ‬المشدّدين‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬يعنيهم‭ ‬الأمر‭ ‬بوجوب‭ ‬استعمال‭ ‬الشعار‭ ‬السالف‭ ‬الذكر‭ ‬بالطريقة،‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬التي‭ ‬تقضي‭ ‬بها‭ ‬الأوامر‭ ‬ويجري‭ ‬الإيعاز‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭.‬

صدر‭ ‬بالكويت‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1956‭ - ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬جمادى‭ ‬الآخرة‭ ‬1375هـ‭.‬

توقيع

عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭.‬

 

قانون‭ ‬رقم‭ ‬26‭ ‬سنة‭ ‬1961م‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬

العلم‭ ‬الوطني‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت

نحن‭ ‬عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬الصباح‭ ‬

أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت

بعد‭ ‬موافقة‭ ‬المجلس‭ ‬المشترك‭ ‬قرّرنا‭ ‬القانون‭ ‬الآتي‭:‬

 

المادة‭ ‬الأولى

يكون‭ ‬العـــلم‭ ‬الوطــــني‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مستطيل‭ ‬أفقـــي‭ ‬طوله‭ ‬يســاوي‭ ‬ضعفي‭ ‬عرضه‭ ‬ويقسّم‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقسام‭ ‬أفقـــية‭ ‬متســـاوية‭ ‬ملوّنة‭ ‬أعلاها‭ ‬الأخضر‭ ‬فالأبيض‭ ‬فالأحمر،‭ ‬ويحتوي‭ ‬على‭ ‬شبه‭ ‬منحرف‭ ‬أسود‭ ‬قاعدته‭ ‬الكبرى‭ ‬جهة‭ ‬السارية‭ ‬ومساوية‭ ‬لعرض‭ ‬العلم،‭ ‬والقاعدة‭ ‬الصغرى‭ ‬مساوية‭ ‬لعرض‭ ‬اللون‭ ‬الأبيض،‭ ‬وارتفاعه‭ ‬يساوي‭ ‬ربع‭ ‬طول‭ ‬العلم‭.‬

 

المادة‭ ‬الثانية

يرفع‭ ‬العلم‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬والأماكن‭ ‬الخاصة‭ ‬بإقامة‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬ودور‭ ‬السفارات‭ ‬والمفوضيات‭ ‬والقنصليات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وعلى‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬جنسية‭ ‬الكويت‭.‬

المادة‭ ‬الثالثة

يجب‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬الرسمية‭ ‬والمناسبات‭ ‬العامة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬شروق‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬غروبها‭.‬

 

المادة‭ ‬الرابعة

ينكس‭ ‬العلم‭ ‬برفعه‭ ‬إلى‭ ‬منتصف‭ ‬السارية‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬إعلان‭ ‬الحداد‭ ‬الرسمــي‭ ‬لـــلبلاد،‭ ‬كما‭ ‬ينكس‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬السفارات‭ ‬والمفوضيات‭ ‬والقنصليات‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬الـــخارج‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إعلان‭ ‬الحداد‭ ‬الرســـمي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬الموجودة‭ ‬بها‭.‬

 

المادة‭ ‬الخامسة

على‭ ‬رؤساء‭ ‬الدوائر‭ ‬كل‭ ‬فيما‭ ‬يخصه‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬والعمل‭ ‬به‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬يناير‭ ‬سنة‭ ‬1962م‭.‬

أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت

عبدالله‭ ‬السالم‭ ‬الصباح

صدر‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬ربيع‭ ‬الأول‭ ‬سنة‭ ‬1381هـ‭ ‬الموافق‭ ‬7‭ ‬سبتمبر‭ ‬1961م‭ .