امرأةٌ من فسفور

امرأةٌ من فسفور

بنا‭ ‬امرأةٌ‭ ‬من‭ ‬الفسفورِ‭ ‬تَتّقدُ

تداخلت‭ ‬المرايا‭ ‬كلُّها‭ ‬فيها

وهامت‭ ‬حولَها‭ ‬الأحلامُ‭...‬

تبتردُ

تنضّ‭ ‬الآس‭ ‬والقدّاح‭ ‬في‭ ‬ليلٍ،

ينيرُ‭ ‬بها

وزنبقةٌ‭ ‬بها‭ ‬تسري

وتتحّدُ

بنا‭ ‬امرأةٌ‭ ‬من‭ ‬الفسفورِ‭ ‬تتقدُ

وتأسرُ‭ ‬كلَّ‭ ‬مَن‭ ‬يختالُ‭ ‬في‭ ‬أعتابِ‭ ‬دارتِها

فلا‭ ‬ينفك‭ ‬من‭ ‬أفلاكِها‭ ‬زمَنُ

بأسرارٍ‭ ‬مُخبأةٍ‭... ‬وتبصرُ‭ ‬دارةَ‭ ‬الأقمارِ

في‭ ‬قلقٍ‭ ‬به‭ ‬جَلدُ‭...‬

وتحملُ‭ ‬في‭ ‬خواتِمها‭ ‬غبارَ‭ ‬الكونِ،

والتاريخُ‭ ‬تخزنَه‭ .. ‬وتخزلَه،

من‭ ‬التفاحةِ‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬سقطتْ

لحدِّ‭ ‬الآن

بمرأى‭ ‬سيّد‭ ‬الأكوانِ،

وكانت‭ ‬ربّة‭ ‬الإخصابِ

تثمرُ‭ ‬في‭ ‬معاطفِها

سلالُ‭ ‬التمرِ‭ ‬بالأفراحِ

هنا‭ ‬في‭ ‬شاطئِ‭ ‬الخلجانِ

سومرُ‭ ‬وهْي‭ ‬تنسجُ‭ ‬بالسنا‭ ‬المخزونِ

أيامًا‭ ‬ضفائِرها

على‭ ‬نهرٍ‭ ‬به‭ ‬الإفصاحُ‭ ‬ينعقِدُ

فراتٌ‭ ‬مهبط‭ ‬الإيحاء

بُرجٌ‭ ‬بابليُّ‭ ‬الروحِ

فيه‭ ‬النجمُ‭ ‬ينفردُ

‭. . .‬

‭. . .‬

بنا‭ ‬امرأةٌ‭ ‬من‭ ‬الفسفورِ‭ ‬تَتّقدُ

يحطُّ‭ ‬الكونُ‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬مراكبَهُ

فأبصرها‭.. ‬ولا‭ ‬أعِدُ‭...‬

أَمِن‭ ‬تفاحةٍ‭ ‬حمراءَ‭ ‬يبتدئُ‭ ‬الوجودُ‭ ‬بنا

ومنذ‭  ‬متى؟

بدأت‭ ‬مسيرتي‭ ‬في‭ ‬مركبِ‭ ‬التوحيدِ

لا‭ ‬زَمَنٌ‭ ‬يؤطّرُني

وحولي‭ ‬الريحُ‭ ‬والراياتُ‭ ‬والأبَدُ

أنا‭ ‬فوقَ‭ ‬الحصانِ‭ ‬المرِّ

لا‭ ‬حَرٌّ‭ ... ‬ولا‭ ‬بَرَدُ‭...‬

وشاهدةٌ‭ ‬على‭ ‬التاريخِ

أقرأُ‭ ‬طاقةَ‭ ‬الأسرارْ‭...‬

رأيتُ‭ ‬مسيرةَ‭ ‬الراياتِ‭ ‬أمواجًا

بنا‭ ‬تردُ

عُصورًا‭ ‬تحت‭ ‬أقدامي

شخوصًا‭ ‬من‭ ‬نساءِ‭ ‬الأمسِ

في‭ ‬الأعماقِ‭ ‬ترتعِدُ‭...‬

وفيّ‭ ‬الخارجاتُ‭ ‬على‭ ‬خطوطِ‭ ‬الريحِ

في‭ ‬نسغي‭ ‬الأمزونات‭... ‬تنجردُ‭...‬

مسارٌ‭ ‬دائمُ‭ ‬التطوافِ‭... ‬

هبّ‭ ‬ببحرهِ‭ ‬الزبَدُ

مددْتُ‭ ‬براعمًا‭ ‬أثرى‭ ‬بها‭ ‬العَدَدُ

تَمسُّ‭ ‬الريحُ‭ ‬أقدامي‭... ‬وتتئدُ‭...‬

رأيتُ‭ ‬ومن‭ ‬خلالِ‭ ‬الله‭ ‬راياتٍ

إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬تنعقِدُ

وحتى‭ ‬اليومَ‭ ‬حيث‭ ‬صناعةِ‭ ‬الأقمارِ

يسمو‭ ‬في‭ ‬النوى‭ ‬وتَدُ

أنا‭ ‬في‭ ‬عتبةِ‭ ‬الأكوانِ‭ ‬واقفةُ

وساريةٌ‭ ‬مع‭ ‬الراياتِ‭ ‬أستَنِدُ

وكلُّ‭ ‬الريحِ‭ ‬تجمعُني‭... ‬وتحملُني

وكلُّ‭ ‬مسافةِ‭ ‬الأزمانِ‭ ‬تحت‭ ‬مرابعي‭ ‬رَغَدُ

فلا‭ ‬التاريخُ‭ ‬في‭ ‬يومٍ‭ ‬يكتّفني

لأني‭ ‬في‭ ‬حصانِ‭ ‬الريحِ‭ ‬أسمو‭ ‬فوقَ‭ ‬هامَته

وأشهدُ‭ ‬في‭ ‬مراياهُ‭ ‬صعودًا‭ ‬في‭ ‬المدى

موجًا‭ ‬به‭ ‬مَدَدُ

هنا‭... ‬أسمو‭.. ‬أشعُّ‭ ‬وأبصرُ‭ ‬الدنيا‭ ‬على‭ ‬مَهَلٍ

أرى‭ ‬متناقضات‭ ‬الريحِ‭ ‬تندرجُ

‭ ‬أمد‭ ‬إشارة‭ ‬بيدي،

أقول‭ ‬هنا‭ ‬بسرّي‭ ‬أنني‭ ‬التاريخُ‭ ‬والترتيل،

أمسكه‭.. ‬ولا‭ ‬أحَدُ‭ ‬

بدأتُ‭ ‬مسيرةَ‭ ‬التوحيدِ‭ ‬منذ‭  ‬متى؟

وذا‭ ‬الإيمانُ‭ ‬في‭ ‬نصلي‭ ‬له‭ ‬عَمَدُ‭. ...‬

‭...‬

‭...‬

بنا‭ ‬امرأةٌ‭ ‬من‭ ‬الفسفورِ

هامت‭ ‬حولْها‭ ‬الأنوارْ

تصعقُ‭ ‬عبرها‭ ‬الآتينَ‭ ‬من‭ ‬يدنو‭ ‬

‭ ‬ومن‭ ‬يَرِدُ

وأخلدُ‭... ‬في‭ ‬يدي‭ ‬دوّارة‭ ‬الدنيا‭ ‬بمن‭ ‬خلدوا

فيهبطُ‭ ‬جَرْسُ‭ ‬ترتيلٍ‭ ‬بمملكتي

ويجمعُني‭ ‬بمَن‭ ‬وجدوا

بنا‭ ‬امرأةٌ‭ ‬من‭ ‬الفسفورِ‭ ‬تتقدُ

تداخلت‭ ‬المرايا‭ ‬كلُّها‭ ‬فيها

وهامت‭ ‬حولَها‭ ‬الأنوارُ

تبتردُ‭ ‬‭.