هو . . . . هي

كان سَعيداً

يتهمني زوجي بأنني تغيرت، وأنا اعترف بأنني لم أعد كما كنت، فبعد أكثر من عشر سنوات عشناها معا اكتشفت في لحظة كم أنا ساذجة وكيف أنه خدعني طوال هذه المدة، ومما يزيد من حنقي أن خداعه كان واضحا أمامي، ولكنني تعاميت عنه ببلاهة، فزوجي سبق له الزواج قبل أن نرتبط ببعضنا، ولم يكن هذا عائقا أمام إتمام زواجنا، وخاصة أن هذا الزواج لم يدم فترة طويلة، ومنذ البداية احترمت رغبته في عدم الحديث عن زواجه السابق، فقد كنت أشعر بضيقه ومحاولته للتهرب عندما كنت أحاول جره للحديث عنه، وكان هذا دليلا لي على تعاسته في زواجه هذا، لذلك لم أحاول أن أكرر المحاولة. حتى كان اليوم الذي اكتشفت فيه بلاهتي وسذاجتي، وأنني كنت أعيش الوهم. فبينما كنا نسير معا في الطريق إذ بصوت أنثوي يناديه بفرح، وإذ به يتوقف ويحيي امرأة - رائعة الجمال - بلهفة واضحة ويسألها عن أحوالها، وهل تزوجت أم لا، وأين تعمل ثم يميل علي ويقول إنها زوجته السابقة! لقد بدا لي واضحاً مقدار الحب الذي ما زال يكنه لها من حديثه معها ولهفته للاطمئنان على أحوالها ومحاولة معرفة مكان عملها، هنا فقط انتبهت لخداعه، وأن ما اعتبرته محاولة للهرب من ذكرى مؤلمة لم يكن إلا تكتما على حب عميق ما زال يعيشه، وعندما واجهته بهذه الحقيقة، لم ينكرها بل اعترف أنهما لم ينفصلا لخلاف بينهما! وأنهما اتفقا على الانفصال بهدوء! وأن كلا منهما يكن للآخر حبا عميقا! - يسميه وداًّ - وبالطبع بعد أن اكتشفت الحقيقة تخليت عن بلاهتي وسذاجتي وليتهمني كما شاء بأني تغيرت، فلن أعود أبدا كما كنت.

هي..

كنت زوجاً

كنت زوجا سعيدا، لم يخطر ببالي أبدا أن هذه خطيئة يمكن أن أحاسب عليها في يوما ما، وأن هذا يمكن أن يسبب لزوجتي الجديدة - الجديدة هنا مجاز بعد زواج دام لأكثر من عشر سنوات - ألما أو يجرح مشاعرها، فخلال هذه السنوات العشر من عمر زواجي الجديد كنت حريصا على ألا أقع في الهفوات الصغيرة التي يقع فيها زوج تزوج مرتين، كأن أنادي زوجتي باسم زوجتي السابقة، أو أتذكر أمامها أيامي السعيدة مع زوجتي السابقة، أو احتفظ بصور تجمعنا معا، باختصار، كنت حريصا على ألا أثير غيرة زوجتي أو أجرح أحاسيسها، كما أنني كنت أحاول نسيان هذه التجربة التي انتهت بالفشل لا لعيب في زوجتي السابقة، أو لعدم توافقنا، ولكن لأن الظروف لم تبارك هذا الزواج، ونحن لم نستطع الصمود أمامها فاتفقنا على الانفصال عندما وجدنا أن سعادتنا لن تدوم لفترة طويلة، وكان تذكرها يشعرني بالمرارة والفشل، لأنني لم أستطع التغلب على الظروف في ذلك الوقت. إلى هنا وأعتقد أن موقفي سليم ولا غبار عليه، حتى كان يوم، كنت أسير فيه مع زوجتي في الطريق، فإذ بي أسمع صوتها يناديني - صوت زوجتي السابقة - حييتها وتبادلنا حديثا قصيرا يدور بين صديقين قديمين لم يلتقيا لأكثر من عشر سنوات، ثم أكمل كل واحد طريقه، وعدت وزوجتي إلى المنزل، ولكن المنزل لم يعد كما كان، فثورة زوجتي حولته إلى شيء آخر؛ وأصبحت متهما بغشها طوال سني زواجنا، وأنني مازلت أحب زوجتي السابقة حبا ظهر في سلامي! ورقة حديثي معها! ونظرات عيني! و.. و.. وعبثا حاولت أن أشرح لها الموقف وأن انفصالنا كان اتفاقا فيما بيننا، وأنني لم أخدعها، فأنا لم أدع يوما أنني كنت تعيساً في زواجي الأول، لكن كل هذا ما كان ليزيدها إلا ثورة ويؤكد شكوكها، ويشعل نيران غيرتها، ولم يعد بيتي كما كان.