هل يعاني الرجال من سرطان الثدي؟

 هل يعاني الرجال من سرطان الثدي؟
        

الأورام السرطانية متعددة ومتنوعة - ربما النوع الأكثر شيوعا بين النساء هو سرطان الثدي - ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن الرجال هم الآخرون عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وأن الأمر ليس مقصورا فقط على النساء دون الرجال وإن كانت نسبة الإصابة في الرجال أقل من مثيلاتها عند السيدات، فأمام كل 100 سيدة مصابة في أمريكا يوجد رجل واحد مصاب به.

         وتمثل نسبة أورام الثدي عند الرجال 2% من مجمل أنواع الأورام السرطانية, بينما تزيد في النساء إلى  26%. هذا وتشير الدراسات التي قامت بها الجمعية الطبية الأمريكية للسرطان إلى أن نسبة الوفيات في الرجال المصابين بسرطان الثدي أعلى من مثيلاتها عند النساء, ففرصة الشفاء أمام الرجال 23%, بينما ترتفع لتصل إلى 67% عند النساء, وترجع الجمعية هذا التفاوت لأسباب عدة أهمها قلة المعلومات المتوافرة عن سرطان الثدي عند الرجال بين النساء والرجال على حد السواء, لذلك تنصح الجمعية بضرورة الفحص السنوي للرجال والسيدات فوق الأربعين سنة وذلك لما للكشف المبكر من دور فعّال في تزايد فرص العلاج والشفاء التام.

         قد يتساءل الكثيرون عن الفرق بين سرطان الثدي عند الرجال وسرطان الثدي عند النساء, وفي حقيقة الأمر ليست هناك اختلافات كثيرة, ونستطيع أن نوجزها كما يلي:

         تزيد نسبة الإصابة بسرطان الثدي عند الرجال الذين يعانون من متلازمة كلينفلتر - Klinefelter syndrome أو الاختلال الوظيفي في الجسم أو يعانون من تغيرات غير صحية بالخصية أو من سبق وأصيبوا بسرطان البروستاتا.

         ومن أهم الاختلافات الظاهرية بين سرطان الثدي عند الرجال عنه في النساء حجم الورم, فالثدي الصغير عند الرجال يسهّل مهمة الفحص والتشخيص ويجعل ملاحظة أي نتوء أو ورم ليس بالأمر العسير, بخاصة أن نسيج الثدي عند الرجال أقل سماكة عنه في السيدات, لذا فالورم السرطاني لا يحتاج إلى أن ينمو بعيداً قبل أن يغزو الجلد الخارجي, وأهم ما يميزه هو صغر حجمه, من هنا يجب ملاحظة حجم الثدي عند الرجال وملاحظة وجود أي نتوءات آخذة في الظهور تحت حلمة الثدي, مع الأخذ في الاعتبار أن مجرد ظهور هذا النتوء أو الورم نادراً ما يكون العرض الوحيد, فقد تظهر تغيرات مصاحبة كدخول الحلمة وانكماشها للداخل أو احمرار الجلد أو رؤية بعض نقاط الدم تخرج من حلمة الثدي, كما يصاحب الورم عند الذكور تضخم ملموس في الغدد الليمفاوية تحت الإبط. هذا وتشير الإحصائيات إلى أن حجم الأورام في أثداء 51% من الرجال يقل حجمه عن 3 سم - لذا يجب مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي من الأعراض السابقة لتشخيص ما إذا كان هذا الورم سرطانيا أو مجرد تضخـم في الثـدي وهو ما يعرف بـ Gynecomastia.

         هذا ويزداد معدل الإصابة بسرطان الثدي بين ذوي البشرة السمراء من الرجال, حيث بلغت النسبة 14 رجلاً ذا بشرة سمراء من كل مليون مقابل 6 من ذوي البشرة البيضاء من كل مليون.

         ربما ما يزيد الأمر سوءًا عند الرجال هو الكشف المتأخر عن المرض, حيث إن سرطان الثدي عند الرجال ينتشر قبل أن يتم التعرف عليه أو تحديد الإصابة لجهل الكثيرين من الرجال أنهم عرضة للإصابة بمثل هذا المرض,ومن الأسباب التي تزيد من إمكان الإصابة وجود تاريخ مرضي لأفراد عائلة المريض, وتعرض الصدر بكثرة لأشعة إكس أو الإصابة بأمراض الكبد والعلاج بالهرمونات.

مراحل تطور المرض

         دراسة تطور الورم خطوة مهمة على طريق العلاج, ونستطيع أن نلخص المراحل التالية للمرض:

         المرحلة الأولى وفيها يكون الورم في بدايته, وتكون الخلايا السرطانية متجمعة في قناة الثدي. وفي المرحلة الثانية يكون حجم الورم أكبر من 2سم تقريباً, ويكون قد انتشر في الغدد الليمفاوية تحت الإبط في الناحية نفسها التي يوجد فيها الورم, وتكون الغدد الليمفاوية غير ملتصقة بعضها بعضا ولا بالنسيج المحيط. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة متأخرة من المرض, ويكون حجم الورم 5سم, وتكون الغدد الليمفاوية ملتصقة بعضها بعضا وبالنسيج المحيط, ولكنه لم ينتشر في العظام ولا الرئتين أو أي أجزاء أخرى من الجسم, وتأتي المرحلة الرابعة التي ينتشر فيها المرض في العظام والرئتين وأجزاء أخرى من الجسم, وهذه مرحلة سيئة للغاية.

         طرق العلاج تخضع إلى أي مدى بلغت خطورة المرض, وتتحدد بتحديد مرحلة انتشار المرض, وعلى أي حال فهي أربع طرق: الجراحة, العلاج بالإشعاع, العلاج الكيميائي, والعلاج بالهرمونات. وفي معظم الحالات تجرى الجراحة أولاً, وقد يتم أخذ عينة من الغدد الليمفاوية أثناء الجراحة لمعرفة ما إذا كان الورم قد انتشر في الغدد الليمفاوية. وقد يتم استئصال الثدي بأكمله أو جزء منه. ويتبع الجراحة العلاج الكيماوي أو الإشعاع لضمان القضاء على أي خلايا سرطانية.

الفحص اليدوي للثدي

         ويستطيع أي شخص القيام بها وحده في المنزل أمام المرآة:

         - أثناء الاستحمام توضع اليد على الثدي لأن الماء يسهّل انزلاق اليد لمعرفة ما إذا كان ملمس الجلد مستوياً أو به نتوء.

         - طريقة الضغط أو عصر حلمة الثدي: وفيها يقوم الشخص بالضغط على الحلمة بالإبهام والسبابة لمعرفة إذا كان الثدي يفرز إفرازات أو دما, والنظر إلى الجلد والتدقيق في لونه.

         - طريقة وضع اليدين خلف الرأس, ويقف فيها المرء أمام المرآة واضعاً يديه إلى الخلف من رأسه ضاغطاً على عضلات صدره حتى يشعر بأن عضلات صدره مشدودة, فهذا يساعد على معرفة أي تغير في الصدر.

         - الحركة الدائرية وتتلخص في أن تضع يدك اليسرى خلف الرأس وبأصابع يدك اليمنى الثلاث الوسطى بدءاً من الترقوة, واصنع بأصابعك حركة دائرية لتحسس أي ورم. ثم قم بوضع وسادة تحت كتفك اليمنى وضع ذراعك اليمنى خلف رأسك, فذلك يمكنك من ملاحظة أي ورم, ثم اتبع الطريقة نفسها للثدي الأيسر بيدك اليمنى.

          والنصيحة الدائمة هي عدم إهمال أي تغيرات تنتاب الثدي والذهاب للطبيب المختص والتأكيد على أن كلمة السرطان لم تعد مرادفاً لكلمة الموت.

 

جيهان الشناوي