العدد (499) - اصدار (6-2000)

باحثة البادية: ملك حفني ناصف إقبال بركة

كان قاسم أمين, الشاب المصري الذي تختلط في عروقه دماء كردية بدماء مصرية جنوبية, في الثامنة عشرة من عمره, بينما كانت ثلاث سيدات عربيات يعانين من مشاكل الحمل. ثلاث نساء عربيات في ثلاث مدن مختلفة, الناصرة بفلسطين, وكفر الحكما بالزقازيق والجمالية بالقاهرة, أنجبن للمرأة العربية ثلاث فتيات كن من أوائل النساء اللائي حملن لواء الحرية, وطالبن بها وتعذبن من أجلها وحاولن أن يوقظن وعي بنات جيلهن وأن يحرضنهن كي يتشبثن بها. هل كانت آلام المخاض تفوق غيرها بينما روح متمردة تعبر ذلك الممر الوعر الذي يفصل بين الوجود والعدم

نحو منظور تربوي جديد من السلم إلى الشجرة التعليمية حامد عمار

يشهد عالمنا اليوم جهودا كثيفة في تطوير نظم التعليم لمواكبة ما يجري في محيط المتغيرات الكوكبية. وتتوالد في أدبيات التربية والتعليم مبادئ جديدة ومفاهيم مستحدثة ومغايرة. الواقع أن صيرورة النظام التعليمي في سياق مستقبل مجتمعنا العربي, كالشأن في غيره من المجتمعات المتقدمة والناهضة, قد غدت في حاجة إلى تجاوز مفاهيم (التربية الحديثة) التي سادت حتى ثمانينيات القرن الماضي. والحاصل أن (حداثتها) لم تعد مرنة مستوعبة لحركة المنظومة التربوية في مقاصدها وتنويعاتها وتفريعاتها مما نتغياه لأجيال أمتنا من حيث تصورها لتدفق ميكانيكي للمتعلمين محكوم بمدخلات معينة تنتهي إلى مخرجات محددة

الإسكندرية الغارقة تبوح بأسرارها يسرية عبدالعزيز

الإسكندرية .. تبوح أخيرا بما حجب الزمان من خباياها، تلك المدينة العريقة على شاطئ المتوسط والتي تحمل من التاريخ تعاقباته الفرعونية والبطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وحتى العصر الحديث. إنها حقاً مدينة الكنوز والمجد, التي حملت واحدة من عجائب الدنيا السبع, الإسكندرية الآن تحاول أن تخلع من عليها ركام الزمان وبعد أن كشفت طبقات أرضها العميقة عن بعض أسرارها نجدها الآن وقد ولت وجهها شطر بحرها الأزرق الجميل وشواطئها الخلابة تستنطقها بما تحمل وتحاول كشف ما سترته مياهها ورمالها وصخورها لتستعيد وضعها الأثري بين مدن العالم القديم والذي تسيّدته في أوقات ازدهارها وكانت فيه يوماً ما عاصمة النور والإشعاع الثقافي والعلمي إبان العصرين اليوناني والروماني.

مشرق العالم العربي ومغربه ذلك التواصل المفقود سليمان العسكري

حديث الشهر عشرون عاما فصلت بين رحلتي الأولى للمملكة المغربية الشقيقة ورحلتي الثانية التي قمت بها هذا العام, والتي شملت أيضا رحلتي الأولى للجمهورية الجزائرية, عشرون عاما مثقلة بالتحولات والتبدلات في العالم من حولنا في مناحي الحياة كافة, في الاقتصاد, العلم, الاجتماع والسياسة.

خالد الفيصل واستحضار البادية لويزا بولبرس

قلة من الشعراء العرب من أمثال خالد الفيصل التي تقفز بها من حرف المقال لتغرق معها في الوارد والحال. سمعت بقرب تنظيم جامعة مؤتة بالأردن, لأمسية شعرية يحييها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل, فنازعتني إلى الحضور نفسي, وألحت علي في ذلك. وكنت قد اطلعت من قبل على دواوين الشاعر الثلاثة, وحضرت الأمسية الشعرية التي نظمت على شرفه بالرباط, ورأيت بعضا من الأشرطة التي توثق الأمسيات التي أحياها في كثير من العواصم العربية والغربية

عندما يغني الأقدمون عزيزة فوال بابتي

تتميز الحياة الاجتماعية بالتطور الملحوظ الذي ينتج عن المؤثرات الكثيرة التي تطرأ على حياة أفراد الأسر والبيئة والمحيط الخارجي من جهة, ومن الناحية الدينية من جهة أخرى. ولقد تبين لي بعد الخوض في غمار حياة بعض الناس أنهم يبتعدون عن سماع الموسيقى والغناء, أو يحرمونهما على أنفسهم. وهنا يفسح في المجال لبعض الأسئلة: من فرض عليهم هذا التحريم? ومن منعهم من سماع الموسيقى والغناء? هل الأديان تفرض ذلك? هل التفاسير الدينية تترجم هذا الميدان? هل يقول الفقهاء بالاعتزال عن الموسيقى والغناء

إنطاق المسكوت عنه جابر عصفور

أحسب أن أول آثار الترجمة, في سياق نشأة الرواية العربية ومسارها الباكر, يرتبط بما أسهمت به ترجمة فنون القص الأجنبي من تحرير أسلوب الكتابة السردية, خصوصا من حيث اقترانها بلغة الجرائد التي كانت متجهة ـ بحكم وظيفتها ـ إلى دوائر عديدة من القراء, وكان عليها ـ منذ البداية ـ أن تراعي سهولة التعبير وبساطته التي لا تباعد كثيرا بين لغة الكتابة ولغة الحياة اليومية. صحيح أن المترجم عن القص الأجنبي اتخذ لترجماته عنوانا مسجوعا في البداية