عزيزي القارئ

   عزيزي القارئ
        

المركز العلمي ولغة المستقبل

         تعتذر مجلة العربي لقرائها الأعزاء عن التغيير الذي طرأ على مواد تحرير هذا العدد, فقد سبق أن أعلنت عن نشر استطلاعين مصورين أولهما عن الشقيقة اليمن بمناسبة احتفالاتها بأعياد الوحدة العاشرة التي جمعت بين جنوب اليمن وشماله, وهي وحدة نتمنى أن تدوم وتزدهر وأن تكون رمزا لشعوبنا العربية التواقة لأي عمل وحدوي, وثانيهما عن كنوز المكتبات الخاصة في الكويت, ولكن ظروف التحرير اضطرتها لإرجاء هذين الاستطلاعين إلى شهر قادم, فقد كان عليها أن تتابع حدثا علميا مهما شهدته دولة الكويت منذ أسابيع قليلة, ففي منتصف شهر أبريل الماضي قام سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح بافتتاح المركز العلمي الذي يقف سامقا على حافة الخليج متطلعا إلى أفق أزرق يحمل بشائر المستقبل القادم, فالعلم هو لغة هذا المستقبل الذي لن نأمن عسفه بنا إلا إذا أدركنا مفردات هذه اللغة وكشفنا سرها. لذا فقد كان هذا المركز العلمي إحدى الثمرات المهمة التي قدمتها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والتي يرأس مجلس إدارتها سمو أمير البلاد بنفسه, والمركز هدية المؤسسة لكل عشاق العلم والمعرفة وخاصة لأبناء الكويت والعرب الذين يتطلعون لرؤية آفاق هذا المستقبل وملامسته عن قرب. وهي تواصل بذلك رسالتها في تشجيع البحث العلمي العربي دون أن تعوقها حدود أو جنسيات. ولن ينسى التاريخ الدور الذي قامت به هذه المؤسسة العتيدة في انحيازها الدائم للتفتح العقلي والتفكير العلمي ورعايتها للمواهب الشابة داخل الكويت وخارجها.

         وسوف يرى القارئ على صفحات هذا العدد تحقيقا مصورا عن هذا المركز نرجو أن يكون تحية لائقة به وبالجهود التي بذلت من أجل إنشائه. ولا تتوقف العربي عند ضفاف الخليج الأزرق, ولكنها ترحل كعادتها إلى عوالم من الفكر والفن والإبداع الذي ينساب إليها من كل بلد عربي لتكون بحق مرآة صادقة للثقافة العربية في مرحلتها الراهنة, ففي الصفحات الأولى منها يثير رئيس التحرير قضية العلاقة المفقودة ولا نقول القطيعة بين مغرب العالم العربي ومشرقه وهو يود بذلك أن يفتح حوارا خصبا بين مثقفي جناحي الأمة للوصول إلى التئام لهذا الشق الفاصل, كما تواصل العربي حفاوتها بالمبدعات العربيات فتقدم باقة من قصصهن للشهر الثاني على التوالي آملة أن تكشف عن كنوز الإبداع الداخلية التي خبأتها المرأة العربية طويلا, ولن تكتفي المجلة بذلك ولكنها خصصت عددها الجديد من (كتاب العربي) ليضم مجموعة مختارة من هذه الإبداعات تبين ذلك الشوط الطويل الذي جعل همس المرأة يجتاز أسوار المحرمات ويصيح عاليا معبرا عن نفسه ومؤكدا شخصيته. وتبقى بعد ذلك صفحات المجلة حافلة بالقضايا والموضوعات وسوف نترك هذا الأمر للقارئ العزيز حتى يكتشفه بنفسه.

 

المحرر