النملة العجفاء

 النملة العجفاء

شعر

بالغْتَ في حُبّ الحياةِ غَبَاءَ

ونسيتَ أَنَّكَ لَنْ تُطيلَ ثَواءَ

يابْنَ الذينَ ترحَّلوا لا تَنْتَظرْ

لَكَ ميزةً تُعطى ولا استثْناءَ

تُمْسِي وتُصْبِحُ في هُمُومِكَ غارِقاً

لِتفُوقَ كلَّ الأَثْرِياءِ ثَراَءَ

ما أنت في ذا الكونِ إلا نملةٌ

عَجْفَاءُ قد عَشِقَتْ شقاً وعَنَاءَ

فالْهَثْ، فمالُكَ لا يُفيدُ فإنَّهُ

حَرَمَ الفقيرَ لُقيمْةً وكساءَ

حَقُّ الفقيرِ، وأنت تَعْلَمُ حَقَّهُ

نَتْلُوهُ قُرْآناً صَبَاحَ مَسَاءَ

المالُ مالُ اللهِ ليس لجامعٍ

شَرِهٍ يُصَعّر خده استعلاء

وَيْلٌ لمن كَنَزَ الدَّراهمَ إنها

نَارٌ إذا لم تُسْعِدِ الفُقَرَاءَ

هذي النَّصيحةُ قد أَتَتْكَ كأَنها

شمسٌ تُزِيْلُ بنورِها الظَّلْماءَ

إن كانَ في أُدُنَيْكَ سمعٌ فاسْتجب

لنداءِ مَنْ أَهْدَى إليك نِداءَ

 

أحمد السقاف