المنظومة الأخلاقيّة وصدى تجلياتها في الشّعر العربيّ

المنظومة الأخلاقيّة  وصدى تجلياتها في الشّعر العربيّ

احتفى الشّعر بالأخلاق، وسعى إلى تجسيد القيم الأخلاقيّة التي تنشأ عن سلوك النّاس ومواقفهم بُغية تكريسها وترسيخها في نفوس الأجيال. لذلك شغلت هذه القضيّة موضوعات الشّعر العربيّ منذ بدايته، وظهر ذلك جليًّا في الشّعر الجاهلي، إذ إن روح العصبيّة لم تحلْ بينهم وبين التّحلّي ببعض القيم الخُلقيّة النّبيلة من كرم وشجاعة ومروءة أقرّها الإسلام في ما بعد. 

 

يرجع اهتمام العرب بمكارم الأخلاق في العصر الجاهلي لما أشيع بينهم من ثقافة الانتماء للقبيلة، لذلك تُعدّ إشادة الشعراء بمآثر قبائلهم وفضائلها إحدى ملامح الرؤية الشّعريّة عندهم. كان للعرب، قبل ظهور الإسلام، أخلاق وعادات شديدة الالتصاق بالرّوح الإنسانيّة على الرّغم من شظف العيش وقساوة الطّبيعة التي فرضت عليهم نمطًا من السّلوك العدوانيّ تمثّل بالتّقاتل والتّناحر في سبيل البقاء. ولا شكّ في أنّ هذه القيم جعلت العرب مؤهّلين لحمل رسالة الدّين الجديد لأنّ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) جاء ليتمّم مكارم الأخلاق التي تأصّلت في نفوسهم فأصبحت عندهم سجيّة وطبعًا وثقافة. جاء الإسلام ليحرّر العرب ويوحّد القبائل العربيّة تحت لواء الدّين ناهيًا عن العصبيّة القبليّة وداعيًا لتحقيق العدالة وفق معطيات جديدة هي التّقوى والإيمان، وأصبحت الأخلاق جزءًا من الدين القويم يدين بها الإنسان لله وحده وليس إرضاء للقبيلة. وفي العصر الأموي عادت العصبيات القبلية لتحيا من جديد بتأييد من السلطة القائمة وتشجيع منها وغدا الشعراء ينطقون باسم أحزابهم مدافعين عنها، وبرزت النقائض بكلّ ما فيها من هجاء تستحضر ما كان سعى الإسلام لطمسه من عصبيات قبلية. أمّا في العصر العباسي فقد اشتهر فيه شعر الزهد والدّعوة للأخلاق الفاضلة مقابل تيار اللهو والمجون والزندقة الذي انغمس فيه الكثير من شعراء هذا العصر.

علاقة الشّعر بالأخلاق 
إن العاطفة الإنسانيّة تعبير عن موقف أخلاقيّ لدى الشّاعر، وهذه هي النّقطة التي تربط الشّعر بالأخلاق، لأنّ الشّعر يقوّي الباعث الأخلاقي، بينما الأخلاق تكمل بقيّة العمليّة الأخلاقيّة تهذيبًا وتصحيحًا للسّلوك أو الفعل الإنساني بعدما أوجد الشّعر في نفس المتلقّي الاستعداد النّفسيّ لقبول الأمر الأخلاقي. من هنا نجد أنّ اللقاء بين الشّعر والأخلاق يتمّ في النّفس وليس في السّلوك، وبما أنّ الأخلاق هيئات نفسيّة وطبائع في النّفس، والشّعر تعبير عن أحوال النّفس، فإنّ اللقاء بين الشّعر والأخلاق يبدو أنّه لقاء مبكر في النّفس قبل أن ينتقل إلى سلوك الإنسان وأفعاله. غير أنّ أكثر الشّعراء كانوا يؤمنون بأنّ طبيعة الشّعر لا تتّفق وقضايا الدّين والأخلاق كما يقول الأصمعي: «الشّعر نكد، بابه الشرّ، فإذا دخل في الخير ضعف ولان. هذا حسان بن ثابت، فحل من فحول الجاهليّة، فلمّا جاء الإسلام سقط شعره». وهذا لبيد بن ربيعة، لم يقل سوى بيت واحد بعد أن أسلم، ويقال إنّ هذا البيت هو:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي          
حتّى كساني من الإسلامِ سربالا
بيْد أنّنا نستطيع القول إنّ الدّين مدينٌ للأدب في تسجيل دعوته، فالله تعالى اختار من بين خلقه أفصحهم لسانًا وأقواهم بيانًا ليحملهم مهنّة نشر الدين في مختلف العصور، فما كان منهم إلا أن اعتمدوا الأدب في أداء رسالتهم وإبلاغها للنّاس، واستطاعوا أن يؤثروا في سلوك النّاس بتصفية النفوس من أدران الرذائل والسموّ بها إلى درجات الطّهر والفضيلة.
وبالعودة للشّعر يمكننا القول إنّ الشّاعر مستقبليّ باستمرار في نماذجه الراقية، وإذا أصابه الرّكود فلن يكون شعرًا، ولأنّه مستقبليّ يتحتّم عليه أن يكون تعليميًا وأخلاقيًا ومُرسلاً. الشّعر تعليميّ بإغناء الرّوح والتّجربة البشريّة وخلق فضاءات من الرؤية والرؤيا، وأخلاقي بمقدار ما يحرّض على التّجديد والابتكار والخروج من الرّكود إلى ما هو تجاوزي جميل، ومُرسل بقدر ما يصبح جماهيريًّا باتباعه وإيقاعه الرّوحي في عمق الفرد والأمّة. لذلك نجد أنّ العمل الشعريّ في أساسه عمل ملتزم، لأنّه اقتحام لأغوار لم يكشف كنهها بعد، ولجرأته في تناول مواضيع غير مطروقة، ولأنّه انفعال باتّجاه الرّفض أو القبول باستمرار. من هنا يكون الشّعر أخلاقيًّا، لا بما يُقدّم من مواعظ، وإنّما بجمالياته التي تقتحم أغوار النّفس البشريّة وتُضفي عليها المزيد من الإشراق. 
فالشّاعر متعدّد الأعمال، فهو مصلح اجتماعيّ تارة، وثائر مغامر باستمرار، وكلّما كان الإشراق في الشّعر أكثر كلّما أشرقت نفس المتلقّي أكثر، ولذلك جماليّة الشّعر بمفردها عمل أخلاقيّ.
إنّ الأدب المثالي يتصل بأنبل العواطف الحيوية كالإخلاص والتّحاب والعدالة العامة والوحدة الإنسانيّة. فالصلة وثيقة بين الأدب والأخلاق من حيث الغاية، لأنّ العواطف الفاضلة هي من أساسيات الأخلاق الكريمة، والأسس الخلقيّة تحمي الأدب وتقيه من السّقوط بحيث تحتفظ له بمستوى عال نبيل، وكلاهما يعرض للخير بهدف تسليط الضوء عليه وتقويته، ويعرض للشرّ بغية معالجته. ومن القيم الأخلاقيّة التي تناولها الشّعراء:

1ــ الحث على الأخلاق الحسنة وفعل الخير
كانت أخلاق الجاهليين وليدة بيئتهم الصّحراويّة، فقد عاشوا في أرضٍ يندر فيها الخصب، وتنعدمُ فيها الأسباب التي تقوّي على الحياة وتحفّز على الاستقرار. إنّ قساوة الصّحراء وطبيعة مناخها جعلت العربي صابرًا على شظف العيش كما زرعت في نفسه روح الفضيلة والكرم والتّسامح وعلّمته الشّجاعة واقتحام الصّعاب. فالطّبيعة أدّبتهم هذا الأدب وجعلت الأخلاق في صميم شعرهم:
يقول صالح عبدالقدوس:
 قد ينفعُ الأدبُ الأحداثَ في صغرٍ       
وليس ينفعُ بعد الكبرةِ الأدبُ      
 إنّ الغصون إذا قوّمتها اعـــــتدلتْ       
ولا يلينُ إذا قوّمتهُ الخشب
تنطلق هذه الأبيات من مفهوم تربويّ قائم على الاهتمام بالتّربية، وتعهّد الحدث بالرّعاية ليكون مهيًّأ لغرس بذور القيم الحسنة في نفسه منذ نعومة أظفاره. «قد ينفع الأدب الأحداث في صغر». إنّ استخدام «قد» قبل الفعل المضارع «ينفع» يدلّ على صعوبة المهمة المُلقاة على عاتق من يقوم بالتربية، أضف إلى ذلك وجوب اتّصافه بالصّبر على تعليم الصغير «في صغر»، وطول الأناة لأنّ المعارف بحاجة لوقت لتترسّخ وتتعمّق في النّفس وذلك بالتّكرار المستمرّ مع وجود القدوة أيضًا. لذلك فإنّ ما يُغرس في نفس الفتى من قيم وأدب سيرافقه مدى الحياة لتشبّعه بها ومخالطتها تكوينه الدّاخلي.
ولترسيخ فكرة وجوب ترسيخ القيم منذ الصّغر، يلجأ الشّاعر إلى نفي المنفعة بالأدب «وليس ينفع» مع تقديم الظّرف والمُضاف إليه «بعد الكبرة» على الفاعل «الأدبُ». أسهم التّقديم في إبراز المرحلة العمريّة التي يصعب معها الانتفاع بالأدب. ولتركيز الفكرة وإيضاحها يلجأ الشّاعر إلى المُعطى الحسّي عبر استحضار الغصون الغضّة الطّريّة القابلة للتقويم والاعتدال «إنّ الغصون إذا قوّمتها اعتدلت». شبّه الأحداث بالغصون لقابليّة التّحكّم بها وإبقائها ضمن دائرة الرّعاية والاهتمام، ويكمل مقاربته في توضيح النّقيض وهو عدم قابليّة الخشب للتّقويم «ولا يلين إذا قوّمته الخشب». وهذا يتناسب مع الطّبيعة التي منحته القساوة وجعلته عصيًّا على التّقويم.
الغاية من ذلك إيضاح الأسباب التي تجعل الإنسان المتقدّم بالعمر يتحفّظ على أمور كثيرة ولا يتقبّل من الأفكار ما يُخالف هواه ورغبته لعدم قدرته التّعوّد على المرونة، وفتح هامشٍ للنّقاش وإبداء الرأي. من هنا يكون علينا لزامًا الاهتمام بالنشء والحرص على تربيته تربية صالحة قوامها الخلق الرّفيع والأخلاق الحسنة لتكون زادًا للمستقبل.

2ــ الكرم والجود
تتكرّر صفة الجود في الشّعر العربي، يُخاطب حاتم الطّائي زوجه فيقول:
إذا ما صنعتِ الزّاد، فالتمسي لهُ        
أكـــيلاً، فإنّـــي لسْتُ آكــلَـــهُ وحـــدي  
 أخًا طارقًا، أو جار بيتٍ، فإنّني        
 أخافُ مذمّاتِ الأحاديثِ من بعدي
 في هذين البيتين يوجّه حاتم الطّائي كلامه لزوجه فيستخدم ضمير المتكلّم بمختلف أشكاله: الظاهر منها والمستتر «فإنّي، لسْتُ، وحدي، أخاف، بعدي». يُقابله استخدام ضمير المخاطب: «صنعتِ فالتمسي». نجد أنفسنا أمام حوار يدعو إلى التّكافل والعمل الاجتماعي بغية الوصول إلى هدف معيّن وهو الذّكر الطيّب والحَسن بعد الموت.
في الجملة الشرطيّة «إذا صنعتِ الزّاد فالتمسي له أكيلا» دعوة للمشاركة والتّحريض عبر استخدام فعل الأمر «فالتمسي»، مع التأكيد على فعل المشاركة وأهميّته وانتفاء ما عداه عبر استخدام «فإنّي»، وهذا ما يؤشّر إلى عدم الإتيان بالفعل منفردًا «وحدي»، ثمّ يعمد الشّاعر للتّفصيل في أهميّة استقدام الضّيف أيًّا يكن «أخًا طارقًا أو جار بيتٍ». الرابطة «أو» تفيد التخيير مع تقديم المفعول به «أخًا» لأهميته وحضوره في ذهنه. ومن ثمّ يعود للتأكيد من جديد «فإنّني» ليبيّن السبب الرّئيسي وراء دعوته ألا وهو الخوف من النّظرة السّلبيّة التي ترافق الإنسان بعد موته في حال كان بخيلًا. 

3ــ الشجاعة والجود بالنّفس
يقول مسلم بن الوليد في مدح داود بن المهلّب:             
 يجودُ بالنّفسِ إن ضنّ الجواد بها     
والجودُ بالنّفسِ أقصى غايةِ الجودِ 
تتجلّى في هذا البيت قيمة كبرى لطالما سعى العربيّ لإثباتها والتّغنّي بها وهي الشّجاعة. فلا مكان للجبان في ساحات الوغى، هذه القيمة متأصّلة في النّفوس، تدخل في تركيبتها وتتماهى معها بشكل عجيب. هذا البيت يُفسّر بعضه بعضًا لأنّ أغلى ما لدى الإنسان هي روحه التي بين جنبيْه، وعندما تكون النّفس مبذولة في سبيل تحقيق قضيّة عادلة، يكون الباذل قد وصل إلى مرحلة بلغ فيها الجود مُنتهاه. إنّ الإقدام والاندفاع لطلب الموت «يجود بالنّفس»، في ظلّ إحجام ذوي النّفوس الأبيّة «إن ضنّ الجواد بها» لهو من أعظم الأمور التي تُبقي للإنسان ذكرًا حسنًا يُميّزه عن غيره ويطبعه بطابع التّفرّد. إنّ تكرار لفظة «الجواد» بمشتقاتها وصيغها المختلفة «يجود، الجواد، الجود» هي من المؤشّرات المهمّة التي ترفع قيمة الجواد الذي يرقى إلى مستوى رفيع من العظمة لا يستطيع أحدٌ مجاراته فيها لأنّ ذلك يتطلّب شجاعة ليست عاديّة وغير متوفّرة وغير مهيئة لدى الآخرين.
هذا المعنى نجده عند السموأل بن عاديا حيث قال مفتخرًا:
 وما مات منّا سيّدٌ حتـــفَ أنفِهِ        
ولا طُـــــلّ مــنّا حيثُ كان قــــتيلُ 
 تسيلُ على حدِّ الظّباتِ نفوسُنا       
وليْستْ على غيرِ الظّبات تسيلُ 
اعتمد الشّاعر في هذه الأبيات على الأسلوب الخبري لتقرير وتوكيد الخبر. فهو ينفي نفيًا قاطعًا أن يكون الموت اللاحق بأحدهم موتًا طبيعيًا بل يأنف من ذلك ويعدّه منقصة. وجاء استخدام الفعل الماضي المنفي «وما مات» ليفيد التّحقّق والثّبوت بما لا يقبل الشّك بوجوب الموت قتلًا وإلّا عُدّ سُبّة لهم. كما أن تقديم الجار والمجرور «منّا» مع ضمير المتكلم بصيغة الجمع وتنكير لفظة «سيّد» أفضت إلى التّخصيص والتوكيد بأنّ الفخر والاعتزاز بالقبيلة هو من صفات كل فردٍ من أفرادها، وكأنّ كلّ فردٍ يُعدّ سيّدًا فيها.
ويأتي البيت الثّاني ليدعّم الفكرة الأولى ويُساهم في إيضاحها عبر كناية معبّرة «تسيل على حدّ الظّبات نفوسنا». هذه النفوس التي تستعدّ للموت بحدّ السّيف لا تقبل التّنازل عن هذا المطلب وهو مطلب الشجعان الذين يأبون الموت على الفراش. إنّ تقديم الجار والمجرور «على حدّ الظّبات» على الفاعل «نفوسُنا» لهو دليلٌ على الطريقة التي تُقدّم بها هذه النفوس للموت، والأمر يتكرّر في تأخير الفعل «تسيلُ» الواقع خبرًا لـ «ليست». لعبة التقديم والتأخير أسهمت في التأكيد على الطريقة التي اختارها أفراد القبيلة ليكون الموت مشرّفًا، وهذا يدلّ على عظمة التّضحية المقرونة بشجاعة وإيثار نادريْن. ومن المظاهر الإيقاعية في البيت الثاني نجد ردّ العجز على الصّدر ليكتمل بناء البيت فنيًا وإيقاعيًا خدمة للفكرة التي أراد الشّاعر إيصالها.

4ــ التّعفّف 
التعفف وهو من القيم الحميدة التي رافقت الشّعر العربي منذ العصر الجاهلي، وعبّر عنها الشّعراء في قصائدهم ومعلّقاتهم، ومنهم عنترة بن شداد في صولاته وجولاته الكثيرة. وهو غالبًا ما كان يُشير إلى هذه الصّفة الخُلقيّة التي تميّزه، فيقول:
 وأغضّ طرْفي إن بدتْ لي جارتي    
حتى يواري جـــارتي مأواها
إنّ غضّ الطّرف وحجب النّظر طواعية يعدّ من الأمور التي ترفع مقام الإنسان الحصين الرّزين. فغضّ الطّرْف مشروطٌ بظهور الجارة «إن بدت لي جارتي»، ومحكوم عليه بالاستمراريّة حتى ينتفي الشّرط الموجب له، وهو تواري الجارة في خبائها «حتى يواري جارتي مأواها». إذًا، بنية هذا البيت قائمة على سبب ونتيجة وصولًا لغاية محدّدة تنفي الشّرط مجرّد الوصول إليها.
وإذا كان عنترة حريصًا على حقوق الجار فإن أبا العتاهية يسلك طريقًا ويصل إلى خلاصة تجاربه بحكمةٍ مؤدّاها أنّ الغِنى يتحقّق للإنسان إن سلك سبيل التّعفّف.

5ـ الحلم والعفو عند المقدرة
يقول المتنبي:
وكيف يتمّ بأسُكَ في أُناسٍ        
تصيبُهُمُ فيؤلمُك المُصابُ
يحمل الاستفهام في هذا البيت معنى الاستغراب والتّعجّب «وكيف يتمّ بأسك في أناسٍ». المخاطب هو سيف الدّولة الحمداني. فإنزال العقوبة بهؤلاء القوم الذين يحبّهم بدليل «سيؤلمك المُصاب» سيؤثّر عليه سلبًا ويؤذيه. وهنا دعوة صريحة للصّفح والحِلم والتّحذير من نتيجة حتميّة مؤدّاها الابتعاد عن جلد الذّات لأنه من الأمور المؤلمة «فيؤلمك المُصابُ». هذه الموجة الارتداديّة من/إلى، المتمثّلة بالعقاب/لهم، والإيلام/لك، تبيّن التّركيبة الدّاخليّة المتناقضة، والنّوازع البشريّة المتضادّة التي تؤمن بإنزال العقاب في الآخرين ولو كانوا ذوي قربى مع الإيمان الحتميّ بما سيتركه هذا التّصرّف على النّفس البشريّة من ألم ■